أكد رئيس الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين، لزرق محمد نبيل، في حوار ل السياسي على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل تغيير واقع المعوق، في ظل القوانين التي تكفل له حقه ومساعدته وإدماجه في الوسط الاجتماعي، من خلال توفير مشاريع تنموية له، كما كشف عن بعض المشاريع التي تعود بالفائدة على هذه الفئة وتغيّر نظرة المجتمع السلبية لهم. بداية، متى تأسّس لاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين؟ - كانت بداية الاتحاد في 27 جوان 2003 ولم يتحصل على الاعتماد حتى 2012، فقد انبثق عن جمعية عامة بمشاركة 16 ولاية من أجل إضافة قيمة لمسار المعوق الجزائري ويعمل على لم شمل الجمعيات العاملة لحماية وترقية الأشخاص المعوقين ووضع إستراتيجية لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، إذ أننا نعتقد بضرورة الإدماج الاقتصادي لا الاجتماعي فقط للمعوق حتى يكون فعالا من مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية. ويقوم الاتحاد بمجموعة من الأعمال الهادفة والتي يسعى من خلالها الى تغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة ومعظم النشاطات مبنية على ملتقيات علمية، أيام دراسية، جامعات صيفية تكوينية، مخيمات، بالإضافة الى أيام برلمانية، أين قمنا بتنظيمها مرتين، الأول كان في سنة 2004 والثاني في 2012 من اجل تقييم ودراسة القانون 02-09 والذي خرج بتوصيات من شأنها تطبيق هذا القانون الذي نجده محدودا نوعا ما والذي جاء في ظرف معين لتلبية حاجات معينة والآن أصبح لا يتماشى مع متطلبات والمتغيرات الحاصلة في المجتمع، كما ان لدينا عدة مشاركات على المستوى الوطني بتنظيم عدة ملتقيات علمية في كل مرة نتناول موضوعا يهم مجالا من مجالات حياة المعوق وتحليله وتسليط الضوء عليه، على غرار هذا، فإننا ننظم ملتقيات تدخل ضمن ترقية روح المواطنة لدى المعوق والمشاركة في الحياة السياسية، من بينها ملتقيات خاصة بالمصالحة الوطنية.. وغيرها من الملتقيات الهامة والهادفة في الحياة. أطلقتم مؤخرا مشروع تكوين خاص بالسياقة للمعاقين، هل من تفاصيل أكثر؟ - تم إطلاق مشروع إنشاء مدرسة تعليم السياقة للمعوقين سنة 2011 حيث استفدنا من اقتناء سيارة مكيّفة وتجهيز خاص بهذه المدرسة وهو مشروع بادر به الاتحاد نظرا للنقص المتواجد على المستوى الوطني في هذا الخصوص، وتم تدشينها يوم 3 ديسمبر 2014 من طرف وزيرة التضامن والأسرة ونحن الآن بصدد انتظار موافقة مديرية النقل لولاية الجزائر للانطلاق الرسمي في التكوين، وتحوي المدرسة المتواجدة على مستوى القصبة معلمين للسياقة مؤهلين وأخصائيين نفسانيين لمتابعة المتربصين وذلك بهدف إنجاح هذا المشروع الذي يعد من بين المشاريع الهامة التي تخدم هذه الفئة. وماذا عن مشروعكم مع المسرح الوطني الجزائري؟ - هذا الأخير هو عبارة عن مشروع مشترك بين الاتحاد والمسرح الوطني الجزائري المتمثل في إخراج مسرحي لمسرحية تعالج معاناة المعوق الجزائري في المجتمع، تعد هذه الأخيرة المبادرة الأولى في تاريخ الجزائر أبطالها معوقون وكاتب السيناريو معوق، يعني مسرحية واقعية تروي تفاصيل يعيشها معوق في الوسط الاجتماعي وتترجم جملة المشاكل التي يعاني منها. كيف ترون واقع المعوق في الجزائر، خاصة ما يتعلق بالمنحة؟ - حقيقة، إذا رأينا القوانين والمراسيم نجدها كثيرة، لكن في مجال التطبيق، هناك نقص كبير، فالمعوق يحتاج الى إستراتيجية هادفة واهتمام كبير من أجل الرقي به. ما تعليقكم حول اتفاقية وزارة التضامن الرامية لإدماج المعوقين في العمل؟ - نراها مبادرة وفأل خير بالنسبة للمعوق الجزائري، لكن يجب أن تعمّم على المستوى المحلي من قبل مديريات النشاط الاجتماعي والبلديات والولايات وان لا تبقى حبيسة الأدراج، لان الخطط الميدانية هي التي تفيد المعوق بصفة كبيرة، لذا يجب التنقل الى الميدان لإنجاح هذه المشاريع الهامة والهادفة لتحسين وضعية وواقع المعوق. هل هناك إحصائيات فيما يخص عدد المعوقين على المستوى الوطني؟ - إن الوزارة الوصية هي المسؤولة عن ذلك، وقد قامت بعملية إحصاء للمعوقين وهي في مرحلتها الثانية وسوف تظهر نتائج العملية في شهر جوان، إلا انه، حسبما هو متوفر لدينا، فإن عدد البطاقات المستخرجة على المستوى الوطني من مديريات النشاط الاجتماعي تقدر ب80 ألف بطاقة لكن هذا لا يمثل العدد الحقيقي للمعوقين في الجزائر. حسب رأيكم ما هي الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع نسبة الإعاقة؟ - تعد حوادث المرور السبب الرئيسي للإصابة بالإعاقة في الجزائر نظرا لكثرتها وتزايدها المستمر، والسبب الثاني هو الولادات المستعصية رغم تقدم الطب وتوفر الإمكانيات، إلا أنها لا زالت تخلّف أضرارا في هذا الخصوص، إضافة الى الأخطاء الطبية التي نسجل بسببها إعاقات كثيرة وهذا خطأ غير مسموح به تماما. وللتقليل من هذا، فإننا نقوم بتنظيم عدة حملات تحسيسية بالتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني حيث قمنا بحملة تحسيسية للتقليل من حوادث المرور في منتزه الصابلات في 3 و 4 ديسمبر الماضي وعرفت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ونفس العملية قامت بها مكاتبنا الولائية المتواجدة عبر ال48 ولاية. هل من مشاريع تحضّرون لها في الوقت الحالي؟ - نستعد لمشروع خاص بالكراسي المتحركة والعتاد الطبي الحديدي من طرف المعوقين وفق معايير ودراسة خاصة لتهيئة أماكن العمل قمنا بها بالمشاركة مع مكتب الدراسات من تركيا واقترحنا المشروع على سفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر بحكم علاقتنا الطيبة معهم، من أجل التمويل او المساهمة في التمويل، إضافة الى مشروع الدليل الوطني للمعوق وهو دليل عكف الاتحاد على سرد كل القوانين والمراسيم والقرارات فيه والتي تهم مسار حياة المعوق انطلاقا من الكشف عن الإعاقة والدمج في المجتمع مرورا بعملية التدريس والتكوين وتهيئة المرافق العامة وكل ما وضعته القوانين او المراسيم التنفيذية سيجده المعوق في هذا الدليل، بهدف تسهيل معرفة حقوق المعوق المخولة له قانونا.