حققت الدبلوماسية الجزائرية،أمس، نجاح تاريخي بعد أن تمكنت من دفع الأطراف المالية إلى إتفاق هام ينهي حالة الحرب في البلاد بعد سنوات، حيث تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام المبرم بين الحكومة المالية والجماعات السياسية-العسكرية لشمال مالي ، وهو ما يعتبر انجاز دبلوماسي هام للوساطة الجزائرية التي أثبتت مجددا قدرتها على تقريب وجهات النظر والاتفاق حول أسلوب الحوار والسلم والمصالحة. ووقع على الإتفاق ممثل الحكومة المالية و ممثلو الجماعات السياسية-العسكرية لشمال مالي و فريق الوساطة الدولية الذي تقوده الجزائر. وحضر مراسيم التوقيع على هذا الاتفاق ممثلا الحكومة الأمريكية والفرنسية، وعلاوة على ممثلي الحكومة المالية شاركت ست حركات سياسية-عسكرية لشمال مالي في المفاوضات و هي الحركة العربية للأزواد والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لتوحيد الازواد والحركة العربية للأزواد (منشقة). ويضم فريق الوساطة الذي تشرف عليه الجزائر كل من المجموعة الإقتصادية لبلدان غرب إفريقيا والإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي بالإضافة إلى بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر والتشاد. لعمامرة: توقيع الأطراف المالية على اتفاق السلام يوم تاريخي وأكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن توقيع الاطراف المالية بالاحرف الاولى على اتفاق سلام يعد يوما تاريخيا واصفا الوثيقة الموقع عليها بالجزائر العاصمة باتفاق يفتح آفاقا واعدة من أجل مستقبل أفضل لكافة الماليين . وفي كلمة له لدى افتتاح حفل التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام المبرم بين الحكومة المالية و الجماعات السياسية-العسكرية لشمال مالي أوضح لعمامرة أن هذا اليوم التاريخي يعد مرحلة نوعية باشرها مالي للتغلب على الصعوبات والتوجه نحو السلام . هذا ما يتضمنه إنفاق وقف الحرب في مالي وتنص الوثيقة أساسا على ترقية مصالحة وطنية حقيقية و إعادة بناء الوحدة الوطنية لمالي على أسس مبتكرة تحترم سلامته الترابية وتأخذ بعين الاعتبار التنوع العرقي والثقافي بالاضافة إلى خصوصياته الجغرافية و الاجتماعية والاقتصادية حسب فحوى الاتفاق. كما تركز الوثيقة على ضرورة التعجيل في تحقيق التنمية الاقتصادية مع ضرورة إعادة استتباب الأمن في أقرب الآجال. وتدعو الوثيقة إلى ترقية مستدامة للسلم و الاستقرار في مالي وتطبيق قواعد الحكامة الرشيدة في أرض الواقع والشفافية في التسيير واحترام حقوق الانسان والعدالة ومكافحة اللاعقاب. ويعترف بضرورة مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان. الوساطة الجزائرية تنجح في الإنهاء الموقف لمفاوضات طويلة يعد اتفاق السلام والمصالحة الموقع عليه بالأحرف الأولى ثمرة مفاوضات طويلة ومكثفة أجريت في إطار مسار الجزائر بين الاطراف المالية للتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة في منطقة شمال مالي حسبما ورد في وثيقة تتضمن الإعلان الرسمي للوساطة في مسار الجزائر من أجل تسوية الأزمة المالية. ويؤكد إعلان الوساطة الدولية بقيادة الجزائر الذي قرئ قبل التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام والمصالحة من قبل أطراف الحوار المالي الشامل أن الحوار الذي أجري خلال خمس جولات من التفاوض كان نزيها ومتفتحا وشاملا مضيفا أن المفاوضات تمت بصرامة ووضوح وصبر وتفان استعداد تام من قبل فريق يمثل بشكل واسع المجتمع الدولي . الوساطة الدولية تشيد بدعم بوتفليقة المستمر للسلام
أشادت الوساطة الدولية في الحوار المالي الشامل في لائحة شكر نشرت خلال مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام والمصالحة في مالي برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لالتزامه الشخصي ودعمه المستمر للسلام في مالي. وجاء في لائحة الوساطة في الوقت الذي تكلل فيه المفاوضات المالية بالنجاح في إطار مسار الجزائر واستكمال اتفاق السلام والمصالحة في مالي يشرفنا أن نعرب لرئيس الجمهورية باسم كل أعضاء الوساطة الدولية بقيادة الجزائر والمتكونة من بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد إضافة إلى المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا والإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي عن امتناننا لالتزامه الشخصي ودعمه الدائم من أجل قضية السلام في مالي. المينوسما : الاتفاق المالي قاعدة جيدة لارساء سلم مستدام وأكد منصف منجي رئيس المينوسما احدى المنظمات الدولية الملتزمة في إطار الحوار المالي الشامل أن التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام و المصالحة الوطنية المنبثق عن مسار الجزائري يمثل قاعدة متينة لارساء سلم مستدام ومصالحة وطنية. وأوضح منجي خلال مراسيم التوقيع على الاتفاق من أجل السلام و المصالحة الوطنية في مالي أن الاتفاق وإن كان لا يستجيب لكل الطلبات و لا يرضي كافة الأطراف إلا أنه يقوم على التوازن ويمثل قاعدة جيدة لارساء سلم مستدام والمصالحة . وبالتالي كما قال فان نجاح هذا الاتفاق مرهون بقدرة الأطراف على تجاوز الحواجز الايديولوجية والثقافية والسياسية وخدمة قضية مشتركة هي السلام عامل الاستقرار والتقدم والتنمية. وبدوره وصف الممثل السامي للاتحاد الأوروبي من أجل الساحل ومالي ميشال ريفران الاتفاق بالواقعي والبراغماتي من أجل عودة السلام و الاستقرار في مالي والمنطقة. وأوضح أن المجتمع الدولي لاسيما الاتحاد الأوروبي رافق مالي و سيستمر في مرافقته إلى حين عودة السلام و الاستقرار . من جهته دعا ممثل منظمة التعاون الاسلامي محمد كومباوري الاطراف المالية إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية من أجل التطبيق الفعلي للاتفاق ميدانيا. باريس تشيد بالوساطة الجزائرية للتوصل إلى اتفاق في مالي وأشاد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس بوساطة الجزائر التي سمحت بالتوصل الى اتفاق سلام و مصالحة بين مختلف الأطراف النزاع في مالي.وقال فابيوس ان هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه والذي يعتبر خبر مميز هو عادل ومفيد للبلد وللمنطقة. ولفت فابيوس الى ان الجزائر قد نجحت في جذب كافة الأطراف الى نص اتفاق متوازن و مفيد لمالي والمنطقة. كما شدد على ضرورة العمل على نجاح الاتفاق بدعم من المجتمع الدولي مؤكدا ان بلاده ستساند كافة الأطراف لتحقيق هذا الهدف. كما رحب فابيوس بقرار الرئيس و الحكومة المالية بالتوقيع بالاحرف الاولى على هذا الاتفاق, داعيا كافة مجموعات الشمال الذين تعاطوا بشكل إيجابي جدا مع هذه الخطوة الى الانضمام له دون تأخير.