تعمل العديد من الأفواج الكشفية على تعدّد وتنوع أعمالها، بغية تحقيق أهدافها الرامية الى تنمية المجتمع وتطوير الحركة الكشفية، وهو ما تتفق عليه جل الأفواج الناشطة في مختلف ولايات الوطن، ومن بين هذه الأفواج، نذكر فوج الأمل الناشط بالجلفة، وللتعرف أكثر على هذا الأخير، حاورت السياسي محمد السبع، المكلف بالإعلام على مستوى الفوج، الذي أكد على ضرورة تفعيل العمل الكشفي الميداني وسط الشباب خاصة. بداية، هلاّ عرفتنا بفوج الأمل الناشط بالجلفة؟ - فوج الأمل ، هو فوج كشفي عريق، تأسّس سنة 1939 تحت لواء قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية وقد كان من بين الأفواج الخمسة الأوائل للكشافة آنذاك، نسعى من خلال النشاطات التي يقوم بها بتفعيل العمل التطوعي والخيري في المجتمع المدني الذي يبرزه في مجالات عديدة منها الرياضية والترفيهية واخرى تكوينية، إضافة الى الخرجات الميدانية والاستكشافية التي يقوم بها الاعضاء والتي ترمي الى أهداف تربوية، تثقيفية لإعداد نشء لا يبخل بالعطاء للمجتمع كما ان للفوج نشاطات أخرى نكيّفها مع المناسبات السنوية التي كانت آخرها الاحتفال بعيد النصر المصادف ل19 مارس أين استقبلنا وفدا تونسيا وذلك يندرج ايضا في إطار تبادل الزيارات بين الأفواج الكشفية. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - قام الفوج بنشاطات كشفية عديدة منها الولائية وأخرى خارج الولاية، إذ نسطّر لما نقوم به من نشاطات سنوية بداية الموسم الكشفي بإحياء مناسبات دينية واخرى وطنية مثل الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر حيث قمنا بعرض كشفي على مستوى البلدية بحضور السلطات المحلية. أما عن النشاطات التي نقوم بها في اليوم الوطني للكشاف الذي يكون في 27 ماي من كل سنة، فتنظيم معارض مختلفة لأعضاء الأفواج الكشفية بمتحف المجاهد وإلقاء محاضرات عن تاريخ الكشافة ومبادئها، إضافة الى تأطير كبار القادة لندوات ولقاءات حول الكشافة، وعلى غرار ذلك، كان للفوج عدد من الأيام التحسيسية حول مواضيع تتعلق إجمالا بالمجتمع كالمخدرات، العنف الأسري، حوادث المرور بحضور أساتذة جامعيين ومختصين في الميدان، كما اننا قمنا بالأيام الكشفية المفتوحة التي امتدت من 21 الى غاية 24 باستقبال الفوج التونسي والتعريف اكثر بالأفواج الأخرى، بالتنسيق مع مديرية الثقافة وديوان مؤسسات الشباب والمجلس الشعبي البلدي. ويظهر من خلال ما ذكرناه ان الغاية من خلال ما نقوم به هو مواصلة درب الأولين الذين سلمونا المشعل الكشفي. وماذا عن مشاركتكم في القوافل التاريخية؟ - كان هذا من بين النشاطات الأخيرة للفوج، إذ نظمنا قافلة ستينية الثورة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة من خلال قوافل تجوب مختلف ولايات الوطن خاصة القرى والمناطق الحدودية والأماكن النائية للمقاومات الشعبية والثورة التحريرية. ويهدف المشروع الى ترسيخ قيم ومبادئ نوفمبر لدى أبناء الجزائر، أما عن وجهة فوجنا الكشفي، فقد شملت كل من ولايات تيزي وزو، بجابة وجيجل، لتعود الى العاصمة كما نظمنا فضاء للألعاب ومسابقات ترفيهية، إقامة معارض تاريخية حول ثورة التحرير في المناطق التي تجوبها القافلة، إكتشاف المعالم التاريخية والسياحية للوطن أثناء التجوال، تنظيم ورشات في الرسم، الشعر، المسرح، التنشيط والأنشودة، لقاءات مع المجاهدين والاستفادة من شهاداتهم الحية. احتفلنا مؤخرا بعيد الشجرة، فبماذا قمتم بهذه المناسبة؟ - إن من بين مبادئ العمل الكشفي الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها وفي ذات المناسبة، كانت لنا حملة دامت ثلاثة أيام متتالية والتي شملت حملة تشجير واسعة في أماكن عديدة من الولاية. أما عن اليوم الأول، فقد غرسنا شجيرات بحي 54 جويلية في حين كانت الوجهة الثانية الى غابة سن الإبل بالولاية لنختتم الحملة في يومها الثالث في غابة أخرى. وقد قامت مديرية السهوب للغابات ومديرية النقل بالإضافة الى مديرية الامن الولائي بالمساهمة معنا في هذا النشاط. تفصلنا أشهر قليلة عن حلول الشهر المبارك، فهل من تحضيرات لذلك؟ - فيما يخص تحضيرات شهر رمضان الكريم ،نعتزم القيام بعدة نشاطات تتماشى مع المناسبة الدينية بتوزيع قفة رمضان على المحتاجين والمعوزين، كما سنقوم بإحياء سهرات دينية طيلة الشهر دون ان ننسى الإفطار الجماعي (مطعم عابري السبيل) والذي يخصص للأشخاص المعوزين وعابري السبيل من مختلف الولايات. كما ستكون لنا زيارة في أول أيام عيد الفطر الى المستشفيات لفائدة الأطفال المحرومين، بغية التخفيف من معاناة أمراضهم. على غرار ما سبق ذكره، هل من مشاريع تسعون لتجسيدها في الوقت الراهن؟ - إن المسيرة الكشفية لا تتوقف أبدا، فالنشاطات دائما متجدّدة ما دامت الأهداف والغاياتت مستمرة، فنحن بصدد التحضير لمسيرة كشفية يوم 27 ماي المقبل وهو العيد الوطني للكشاف والذي سيكون احتفالا ولائيا جهويا بحضور عدد من الأفواج الكشفية من ولايات مجاورة، أين ستعقد ندوات ولقاءات حول الكشافة. كما اننا سنحتفل ايضا بعيد الطفولة بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة والذي سيشهد عرضا وسط المدينة وعروضات مختلفة لأعمال يقوم بها أشبال الفوج، وعلى غرار ذلك، سنعمل ايضا على تكثيف اللقاءات والحملات التحسيسية بمواضيع مختلفة تعنى بالمجتمع بمختلف شرائحه. ما مصدر الدعم المتحصل عليه لمزاولة هذه الانشطة؟ - لا يوجد اي دعم مالي يتلقاه الفوج باستثناء مساهمات أعضاء الفوج الذين يشاركون في مختلف النشاطات اليومية والسنوية، هذا ما يعني أننا نعتمد على أموالنا الخاصة سواء في الرحلات، الزيارات وإجمالا النشاطات والمشاريع المستقبلية. هل من مشاكل أخرى تعيق عملكم الكشفي؟ - بالإضافة الى نقص الإعانات المالية، يعاني الفوج من مشكلة المقر الذي نحن مهدّدون بالطرد منه وهو مقر الفوج منذ بداية التأسيس الى يومنا هذا في حين يفترض تأمين مقر آخر أكثر تجهيزا. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - في الأخير، نشكر جريدة المشوار السياسي على الالتفاتة الطيبة، ونأمل ان يلقى العمل الكشفي الاهتمام والدعم أكثر، لنكون خير خلف لخير سلف.