افتتحت، مساء أول أمس، بوهران أشغال ملتقى دولي حول موضوع ابن باديس في الثقافة العربية، الإسلامية ، وذلك في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. وقد أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، على انطلاق أشغال هذا الملتقى المنظم بقاعة المحاضرات للمسجد الكبير الشيخ عبد الحميد بن باديس بمناسبة افتتاح هذا الصرح الديني. وفي الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، أبرز محمد عيسى الدور الذي لعبه الشيخ ابن باديس في جمع مدارس الجزائر من خلال تنقلاته عبر مناطق الوطن. وقال: لقد تمكّن من جمع الإخوان الاباضية من خلال الشيخ بيوض والشيخ الطيب العقبي في توجه وتشدّده في المنافحة عن العقيدة والجماعة والعربي التبسي في توجهه الثائر وكلمته الفاصلة ومحمد العيد الخليقة ممثل الزوايا والتصوف . ودعا في ذات السياق، الى ان يعطى هذا الملتقى الانطباع الذي علمه الشيح محمد الطاهر بن عاشور أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي رسم الصورة النمطية ان نتطلع اليها وهي أن ينبغي ان يظهر المسلمون بمظهر اذا نظر إليه غير المسلمين رغبوا ان يكونوا مسلمين . ومن جهة أخرى، اعتبر محمد عيسى مسجدا الأمير عبد القادر بقسنطينة و الإمام ابن باديس بوهران يشكّلان رواسي الجزائر وأسس البناء الحضاري الراقي. وبرمج في اليوم الأول من هذا اللقاء، المنظم من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومؤسسة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس ، تقديم عدة محاضرات منها الروافد الفكرية والسياسية المشرقية في الحركة الإصلاحية الجزائرية.. حركة الشيخ بيوض نموذجا و النقد في الخطاب النهضوي عند عبد الحميد بن باديس و بوادر حركة الإصلاح في الجزائر مطلع القرن العشرين . وقد تمت متابعة أشغال هذا الملتقى عن طريق الساتل بمدينة قسنطينة، التي احتضنت أمس اليوم الثاني من الأشغال. للإشارة، يشارك في هذا اللقاء أساتذة من عدة جامعات من الوطن ومن تونس والمغرب والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. الحركة الإصلاحية للشيخ ابن باديس كانت معركة ضد الجهل والاستعمار أبرز المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول موضوع ابن باديس في الثقافة العربية، الإسلامية الذي انطلقت أشغاله يوم الجمعة الماضية بوهران، أن الحركة الإصلاحية للشيخ ابن باديس كانت معركة ضد الجهل والاستعمار. وأوضح المتدخلون في الملتقى المنظم في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 والذي افتتحه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، ان هذه الحركة الإصلاحية استطاعت ان تحقق الحصانة الثقافية للأمة الجزائرية التي كانت تواجه محاولات التشويه والطمس لهويتها من قبل المستعمر. وفي هذا الإطار، أشار الأستاذ قاسم الشيخ بلحاج من جامعة الجزائر، الذي تطرق إلى العلاقة بين حركة الشيخ بيوض وحركة ابن باديس، ان كلا الحركتين عملتا على إخراج المتجمع من أسباب التخلف وويلات المستعمر، انطلاقا من البُعد الإسلامي. وأضاف ان منهج الحركتين كان إصلاح المجتمع من خلال التعليم والتربية والوعي من خلال المدارس والمساجد والنوادي والجمعيات وإنشاء الجرائد ودخول المعترك السياسي وإرسال البعثات الى الخارج. ومن جهتها، أبرزت الدكتورة فاطمة الزهراء قشي من قسنطينة التطور الذي عرفه النقد الاجتماعي داخل حركة الإصلاح من خلال الأعمال الصحفية. ولاحظت المتدخلة ان العمل الصحفي للحركة الإصلاحية كان يناقش المسائل السياسية وينتقد الهيئات الاستعمارية ويحث على الوحدة. كما تابع الحضور عن طريق الساتل محاضرة قدّمتها، انطلاقا من مدينة قسنطينة، الأستاذة أسماء شاوي من سكيكدة تطرقت من خلالها إلى العمل الإصلاحي والنهضوي للشيخ عبد الحميد بن باديس. وأوضحت ان الشيخ، الذي كان يدعو إلى العمل والتضحية في سبيل الجماعة، استطاع ان يبني قاعدة صلبة للمجتمع الجزائري على أساس الأخلاق. للإشارة فقد تم متابعة أشغال هذا اللقاء أيضا بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وذلك عن طريق الساتل. وتواصلت أشغال اليوم الثاني يوم أمس بقسنطينة من خلال تقديم سلسلة من المحاضرات منها المشروع النهضوي في الجزائر مطلع القرن ال20 و عالمية الفكر وإنسانية الخطاب في منهج عبد الحميد بن باديس و ملامح التجديد العقدي عند العلامة بن باديس من خلال كتابه العقائد الإسلامية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية و مسألة المواطنة في الجزائر على عهد الاستعمار وموقف بن باديس منها . ويشارك في هذا اللقاء، الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بالتعاون مع مؤسسة الإمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، أساتذة من عدة جامعات من الوطن ومن تونس والمغرب والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر