يعيش سكان الأحواش على مستوى بلدية الشبلي، بولاية البليدة، أوضاعا مزرية، جراء الظروف المعيشية المفروضة عليهم منذ عقود، بحيث تفتقد هذه الأحواش إلى كل المرافق الضرورية من إنارة وصرف صحي وتهيئة، التي تغيب كليا عن طرقاتهم. تعيش مئات العائلات بأحواش بلدية الشبلي، والبالغ عددهم 65 حوشا، أوضاعا معيشية قاسية منذ عقود وسط غياب تام لأدنى المؤهلات والمرافق التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، بحيث أكد لنا مواطنون ممن التقت بهم السياسي على استحالة العيش في هذه السكنات والتي هي عبارة عن أكواخ مبنية من القصدير، ما يجعلها غير قادرة على مقاومة قساوة الطبيعة، ففي فصل الشتاء، تتسرب مياه الأمطار إلى داخل السكنات لتغمرها بالأوحال، أما صيفا، فالحرارة لا تطاق، ناهيك عن انتشار البعوض بكثافة وذلك لغياب قنوات صرف صحي منظمة، إذ تتواجد بضع قنوات محطّمة وتصب عبر السكنات بطريقة عشوائية، مثيرة روائح كريهة تحبس الأنفاس، الأمر الذي تسبّب في انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية لأغلب الأشخاص، الذين أكدوا، بالإجماع، أنهم يعانون الأمرين بين عيشهم في سكنات غير لائقة وبين مصيرهم المجهول. وتمتد معاناة السكان بالعزلة المفروضة عليهم وذلك ببُعد المرافق الضرورية كالنقل الذي طالما أرق المواطنين لقطعهم كيلومترات للحصول على مواقف لا تحتوي على مواصلات، وسط مخاطر الإعتداءات التي وجد فيها المنحرفون ملاذا لاصطياد فرائسهم، فقد حدثنا مواطن يقطن بحوش توجة، والذي يبعد عن البلدية بكيلومترين، بأنهم يواجهون صعوبات كبيرة للخروج من الحوش لتواجده خلف أشجار كثيفة مما يسهل استفحال الإعتداءات، وفي ذات السياق، يواجه التلاميذ المشكلة ذاتها بالأحواش الأخرى، إذ يغيب النقل المدرسي الأمر الذي يؤرق أولياء التلاميذ لخوفهم الشديد على أبنائهم من المخاطر التي تتربص بهم. وفي سياق متصل، أكد المواطنون أن الغاز الطبيعي والمحلات التجارية تغيب بشكل كلي، كما يغيب الماء عن بعضها، إذ يلجأون إلى التزود بالماء من الأحياء المجاورة لهم متحمّلين عناء التنقل عبر الطرقات الترابية التي تفتقد للتهيئة، والتي تملؤها الحفر والأتربة والحجارة، وقد أطلعنا مواطن بأن السيارات لا تستطيع عبور هذه المسالك لضيقها ولانعدام التهيئة بها. ولنقل انشغالات المواطنين القاطنين بأحواش بلدية الشبلي، تنقلت السياسي إلى مقر البلدية، حيث أكد النائب مريجي محمد بأن سلطات البلدية تعجز عن إيجاد حلول، رغم محاولاتها العديدة من أجل تسوية أوضاعهم أو ترحيلهم، موضحا أن الوضع خارج عن سيطرتهم، وأرجع الأمر للسلطات المعنية.