عادت أمس ذكرى التفجيرات الارهابية المقترفة من طرف منظمة الجيش السري الفرنسي والتي استهدفت مكتبة جامعة الجزائر، حيث أدت إلى إتلاف عدد كبير من الكتب القيمة عن طريق القنابل الفوسفورية في عمل يوصف بالإجرامي . ويقول عبد الله عبدي محافظ المكتبة الجامعية أن مكتبة جامعة الجزائر كانت تعد من أقدم وأهم المكتبات في العالم العربي وإفريقيا لما كانت تحتويه من رصيد ثري وغني وكتب قيمة في مختلف العلوم ومن مخطوطات نادرة بالعربية وبالأحرف اللاتينية مضيفا أن عددها كان ما يناهز 600.000 كتاب و مخطوط. و أضاف أن الحريق الذي أتى على كل بناية المكتبة أدى إلى إتلاف عدد كبير من الكتب النفيسة التي تعود للقرن 17 ميلادي و لم يبق منها سوى 80.000 كتاب. وبعد الحريق الذي أتى على المكتبة لم يتم استرجاع إلا 000 80 كتاب التي تعد بمثابة شاهد إثبات ضد المستعمر الفرنسي--يقول عبدي--. وأضاف ذات المتحدث في حوار لوكالة الانباء الجزائرية ان الكتب المسترجعة تم نقلها إلى ثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة حيث وضعت هناك إلى أن يتم ترميم مكتبة جامعة الجزائر مبرزا أن عملية نقل الكتب إلى ثانوية عقبة بن نافع دام مدة سبعة أشهر. و أضاف أن فرنسا قامت بتهريب كل المخطوطات أياما قبل الحريق الذي نشب بمكتبة الجزائر مستدلا بمقال صدر عن جريدة لومند الفرنسية بتاريخ 26 أبريل 1962 و الذي يؤكد خروح حاويات من مكتبة جامعة الجزائر و التي وجهت إلى فرنسا و كانت هذه الحاويات تحتوي على عدد كبير من الكتب و على كل المخطوطات . و لهذا السبب لم يتم العثور على أي مخطوط سواء سليما أو متلفا --يقول المتحدث--. و استدل السيد عبدي بمقولة للأستاذ محمود بوعياد المدير السابق للمكتبة الوطنية و بوصفه كذلك رئيسا للجنة الدولية لإعادة بناء المكتبة الجامعية و الذي قال ان جميع المخطوطات النفيسة التي كانت تضمها مكتبة جامعة الجزائر حولت مع ما حول من أرشيف إلى فرنسا . من جهته يشير وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار ان هذه الجريمة النكراء التي نفذت أياما قليلة قبيل الإعلان عن استقلال الجزائر توضح بجلاء نوايا الاستعمار ودوافعه الحقيقية في الجزائر التي تمنع من اعتبار هذا الحريق عملا منعزلا كما أريد الإيحاء به في ذلك الوقت لأنه كان في حقيقة الأمر عملا متعمدا تم التخطيط له لضرب الجزائر التي كانت تستعد للاحتفال بالاستقلال في 05 جويلية 1962 في ذخيرتها المعرفية لشلها ومنعها من تحمل مسؤولياتها بنفسها والارتقاء لمصاف الأمم المتطورة. وأضاف وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن هذه الجريمة البغيضة تخضع لمنطق الحرائق الكبرى التي عرفتها الإنسانية عبر تاريخها وتعد دليلا إضافيا يبرهن على أن المهمة الأولى للاستعمار في الجزائر كانت تدمير هذه الأمة وطمس مكنوناتها الفكرية والعلمية لسد طريق التقدم والازدهار أمامها مما يجعل التناقض صارخا بين المهمة الحضارية التي يتشدق بها الاستعمار وبين مهمته الفعلية المميتة المتمثلة في تجهيل شعب بأكمله.