- عن محمد بن حاطب قال: جيء إلى أبي بكر برجل قد سرق وقد قطعت قوائمه، فقال أبوبكر: ما أجد لك شيئا إلا ما قضى فيك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم أمر بقتلك، فإنه كان أعلم بك، فأمر بقتله. - عن القاسم بن محمد أن رجلاً من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم فنزل على أبي بكر، فشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه، فكان يصلي من الليل، فيقول أبوبكر: وأبيك ما ليلك بليل سارق، ثم إنهم افتقدوا حلياً لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر، فجعل يطوف معهم، ويقول: اللهم عليك بمن بيّت أهل هذا البيت الصالح، فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به، فاعْترف الأقطع أو شهد عليه، فأمر به أبوبكر، فقطعت يده اليسرى، وقال أبوبكر: واللّه لدعاؤه على نفسه أشدّ عندي عليه من سرقته. - عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر وسمعوا القرآن جعلوا يبكون، فقال أبوبكر: هكذا كنا، ثم قست القلوب، قال أبو نعيم: أي قويت واطمأنت بمعرفة اللّه تعالى. - عن ابن عمر قال: قال أبوبكر: ارقبوا محمدًا صلى اللّه عليه وسلم في أهل بيته. - عن أبي بكر قال: طوبى لمن مات في النأنأة، أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن. - عن قبيصة قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها، فقال: ما لك في كتاب اللّه شيء وما علمت لك في سنة نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا فأرجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أعطاها السدس، فقال أبوبكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة فقال: مثل ما قال المغيرة: فأنفذه لها أبوبكر. - عن القاسم بن محمد: أن جدتين أتتا أبابكر تطلبان ميراثهما أم أم، وأم أب، فأعطى الميراث لأم الأم، فقال له عبد الرحمن بن سهل الأنصاري -وكان ممن شهد بدرًا وهو أخو بني حارثة- يا خليفة رسول اللّه، أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها فقسمه بينهما. - عن عائشة رضي اللّه عنها حديث امرأة رفاعة التي طلقت منه، وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، فلم يستطع أن يغشاها، وأرادت العود إلى رفاعة، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك)، وهذا القدر في الصحيح، وزاد عبد الرزاق: ففقدت ثم جاءته، فأخبرته أنه قد مسّها، فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول، وقال: (اللهم إن كان أنمى بها أن ترجع إلى رفاعة فلا يتم لها نكاحه مرة أخرى)، ثم أتت أبابكر وعمر في خلافتهما فمنعاها. - عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبوبكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: مالها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمتة، قال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت، فقالت: من أنت؟ قال: امرؤ من المهاجرين، قالت: أي المهاجرين؟ قال: من قريش، قالت: من أي قريش؟ قال: إنك لسؤول، أنا أبوبكر قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء اللّه به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم، قالت: وما الأئمة؟ قال: أو ما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: قال: فهم أولئك الناس. - عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبوبكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء، فأكل منه أبوبكر فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ قال أبوبكر: ما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية -وما أحسن الكهانة- إلا أني خدعته، فلقيني، فأعطاني هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبوبكر يده، فقاء كل شيء في بطنه. - وأخرج أبو عبيد في الغريب عن أبى بكر أنه مر بعبد الرحمن بن عوف وهو يماظ جارًا له، فقال له: لا تماظ جارك فإنه يبقى ويذهب عنك الناس.