قام أمس، الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بزيارة تفتيش وعمل إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة، من أجل الإطلاع على وضعية الوحدات العسكرية ومدى جاهزيتها العملياتية، وتكثيفا لجهود التواصل المباشر والدائم مع أفراد القوات المسلحة، وتأتي هذه الزيارة مواصلة لزياراته الميدانية إلى النواحي العسكرية. اشاد الفريق قايد صالح، في كلمة له بمناسبة مرور ثلاث سنوات على عملية تيڤنتورين البطولية، وبعد تفقده لتشكيل الدفاع والحماية للموقع الغازي، بكل الذين ساهموا في إنجاح هذه العملية العسكرية المتميزة بكل المقاييس، واستطاعوا بفضل تضحيتهم وصبرهم إنقاذ هذا الموقع الاستراتيجي قائلا : فبعد مرور ثلاث سنوات على عملية تيڤنتورين البطولية، التي حرص فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على متابعتها، عن كثب، فإنه يجدر بنا اليوم بهذه المناسبة الكريمة، أن نؤكد حرصنا على تقديم أسمى آيات التقدير والاحترام والعرفان لكل هؤلاء الذين تشرفوا بالقيام بها من بدايتها إلى نهايتها بكل عزيمة وإصرار وتضحية، سواء وحدات الجيش الوطني الشعبي أو مختلف الأسلاك الأمنية الأخرى، وأسهموا بهمة عالية وإرادة فولاذية في نجاحها في ظروف لم تكن عادية على الإطلاق . كما اشاد الفريق خلال بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس، بالتفاف الشعب الجزائري حول جيشه خلال هذه العملية النوعية، وهو ما أسهم في تمتين عرى التلاحم بين الشعب وجيشه أكثر فأكثربالقول ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن العملية النوعية والشجاعة لتڤنتورين قد وجدت صدى طيبا على المستوى الوطني، حيث كانت حديث الساعة لكافة شرائح الشعب الجزائري، الذي ازداد فخره وإعجابه بجيشه الوطني الشعبي، ومتّن أكثر فأكثر عُرى اللحمة بينهما، لأنه شعر، أكثر من أي وقت مضى، بالاطمئنان على حاضر بلاده وعلى مستقبلها، وقد استحق جيشنا بذلك، وعن جدارة، بأن يكون سليلا لجيش التحرير الوطني، وهذا ما سيبعث في قلوب ونفوس أفراده روح المثابرة على المزاوجة بين مسعى أداء مهامه الدستورية، بما في ذلك مواصلة دون هوادة جهد القضاء على بقايا الإرهاب، وبين مسعى استمرار بل وزيادة وتيرة الجهد التطويري لمقومات قوام المعركة لديه، خدمة للجزائر وذودا عن غدها الآمن . وقد خصّص الفريق اليوم الاول للقاء أفراد الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي الجنوبي-الشرقي لبلادنا على غرار الوحدات المتمركزة بالدبداب بالقطاع العملياتي إن أمناس، أين تابع عرضا حول قطاع الاختصاص واستمع إلى انشغالات الأفراد واهتماماتهم والذين أبدوا استعدادا دائما ولا محدودا لمواجهة أي خطر يهدد أمن و سيادة الجزائر. كما حيا الفريق الجهود المضنية التي يبذلها هؤلاء الرجال وسهرهم الدائم على ضمان أمن واستقرار بلادنا، وأسدى تعليمات وتوجيهات عامة تفضي جميعها إلى المواظبة على تحسين الأداء. وقد التقى الفريق بمقر القطاع العملياتي لإن أمناس، وبرفقة اللواء شريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة، بإطارات وأفراد الوحدات المتمركزة بهذا القطاع، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات القطاع عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، جدد فيها التذكير بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي في سياق العناية الشديدة التي توليها القيادة العليا للتحضير القتالي في القوات المسلحة، والجهود الحثيثة والمتواصلة من أجل الأداء الأمثل للمهام الدستورية الموكلة للجيش الوطني الشعبي حيث قال : ومن هذا المنظور، تتجلى طبيعة التحديات التي يتعين على الجيش الوطني الشعبي رفعها وهي العمل دون هوادة بكافة مكوناته على الإحاطة بمقتضيات المسايرة الفعالة لكافة المستجدات والمتغيرات العسكرية المتسارعة ذات الطابع الجيوستراتيجي والجيوسياسي، وهي مقاصد في غاية الأهمية تستحق منا اليوم بذل جهود حثيثة ومتواصلة على أكثر من صعيد، من أجل الوصول إلى ما ينسجم مع تحقيق تطلعات جيشنا وبلادنا، المتمثلة أساسا في الأداء الكامل بل والأمثل، في كافة الظروف والأحوال، للمهام الدستورية العظيمة والحساسة الموكلة إليه، بما ينسجم تماما مع سياسة الدفاع الوطني ومطلب تعزيز ركائزها ومقوماتها الأساسية. واضاف إن مسؤولية تجسيد هذه الأهداف السامية والمشروعة وتدعيم دواعيها وموجباتها، في قواتنا المسلحة المرابطة في كافة الثغور وعلى طول حدودنا المديدة، هي مسؤولية عظيمة وليست باليسيرة إطلاقا، يعود الفضل فيها تحديدا وأساسا، بعد الله عز وجل، إلى عُلو همة الأفراد العسكريين الذين يؤدون واجبهم الوطني بنشاط بالغ وبإخلاص وتضحية واجتهاد كبيرين، ونحن إذ نُقدر لهم هذا السلوك المهني المسؤول، فإننا ما فتئنا نُثمن ونُشيد بإسهاماتهم العملية والفعلية في الجهد العام المبذول، وقال البيان في الختام ان زيارة الفريق إلى الناحية العسكرية الرابعة ستتواصل بزيارة وحدات أخرى وعقد لقاءات مع إطارات وأفراد الناحية.