اقتحم رجال الدين وعلماء الفقه دينا الشعر ومسالكه وعالجوا موضوعات في غاية الأهمية تدور حول طاعة الخالق وثناء الحمد ومكارم الأخلاق وكريم الأفعال والصبر على نكبات الدهر وحسن التعامل مع الآخرين. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الموضوعات والمحاور التالية: 1) تميز إبداع الإمام علي كرم اللّه وجه في الشعر بالحكمة وفي ديوان الإمام علي الكثير من القصائد التي تتناول مكارم الأخلاق نتخار منها الأبيات التالية: صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل ولا ترين الناس إلا جلادة نبا بك دهر أم جفاك خليل وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائيات قليل فلا خير في ود امرئ متقلب إذا الريح مالت مال حيث تميل 2) كان الإمام الشافعي صاحب تجربة في الحياة، حيث نظم قصائد وأبيات شعرية تتميز بعمق الإيمان وقبول أحكام القضاء والقدر والصبر على المكاره والجلد عند الشدائد وسماحه النفس والتعامل مع أحداث الزمان ومن قصائده نقتطف الأبيات التالية: دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا بمحاكم القضاء ولاتجزع لحادثة الليالي فكل حوادث الدنيا بقضاء وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والسخاء فلا حزن يدوم ولا سرور ولابؤس عليك ولا رضاء 3) من يعارض الإرادة الإلهية فقد إبتعد عن حظيرة الإيمان وفي هذا الموضوع نظم الإمام أبو الحسن قصيدة نختار منها الأبيات التالية: من عارض مشيئة اللّه فما من دين عنده خير لا ينال الناس الزرق باجتهادهم إلا بما جرى به القدر إذا رماك الدهر يوما بنكبة فأوسع لها صدرا وحسن لها صبرا فإن إله العالمين بفضله سيعقب بعد العسر يسرا كل رزق ترجوه من مخلوق يعتريه ضرب من الرياء لست أرضى من فعل إبليس شيئا غير ترك السجود للمخلوق 4) ينتمي شعر الإمام بن المبارك إلى الإبداع الملتزم من خلال الدعوة إلى الدين والفضائل وفي شعره الكثير من الحكم منها قوله: رأيت الذنوب تميت القلب ويورثك الذل إرمانها وترك الذنوب حياة القلوب وهل أفسد الدين إلا الفاسقون وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يرجوا ولم ترتفع في البيع أثمانها 5) يقف الإمام أنس بن مالك عند فضيلة القناعة والزهد وأدب السلوك ومكارم الأخلاق، فمن شعره في القناعة والزهد قول : هي القناعة لا أرضى بها بديلا فيها النعيم وفيها راحة البدن وأنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل فاز منها بغير اللحد والكفن