يجد العديد من الأطفال المرضى المصابين بمرض التريزوميا 21 ومن الذين هم في سن التمدرس أنفسهم محرومون من حقهم في الدراسة، نتيجة غياب لقاعات تدريس مكيفة ومهيأة حسب طبيعة مرضهم ما جعلهم يشكلون عائقا كبيرا على عائلاتهم خاصة في ظل جهل الكثير منهم طريقة التعامل معهم وهو ما أكده بعض الأولياء الذين التقتهم السياسي عشية احتفالهم باليوم العالمي الأمر الذي يستدعي حسبهم وحسب العديد من المختصين التكفل الأمثل بهم وإدماجهم في الوسط المدرسي والاجتماعي. أولياء يروون معاناتهم مع أطفالهم المصابين بالتريزوميا يعاني أولياء الأطفال المصابين بالتريزوميا معاناة حقيقية بدءً من إصابة أطفالهم وفكرة تقبلهم كمتخلفين ذهنيا إلى نظرة المجتمع والتي تعتبر مصدر إزعاج للكثيرين من الأولياء، إذ تطلعنا نجاة في هذا الصدد بأنها أم لطفلة مصابة بالتريزوميا ونظرة المجتمع لها تؤرقها، وتكمن معاناة الأولياء مع أطفالهم المصابين في طريقة التعامل والتواصل معهم لتأخرهم في النطق والفهم وهو ما أوضحته سامية أم لطفلة مصابة بالتريزوميا، حيث أطلعتنا بأنها تواجه صعوبات في فهمها وإيصال الفكرة لذهنها وتضيف المتحدثة بأنها ورغم إدخالها لمدرسة المتخلفين ذهنيا إلى أن الأمر لم يتغير وأن ابنتها لاتزال لا تفقه شيء، وتحتاج فئة التريزوميا إلى المرح والترفيه من وقت إلى آخر، حيث يرفضون البقاء بمكان واحد أو بمكان منعزل عن العالم الخارجي وهو ما أطلعتنا عليه سعاد وهي أم لطفل مصاب بالتريزوميا حيث أخبرتنا بأن ابنها المتخلف لا يحب المكوث بالبيت لتضيف بأنها طالما واجهت صعوبات في احتوائه والسيطرة عليه ويشاطرها الرأي فؤاد، ليضيف في ذات السياق ليقول بأنه فقد السيطرة على ابنه المصاب بالتريزوميا والذي يحب اللهو خارج البيت ليضيف بأن ابنه طالما سبب له الهلع بهروبه ومغادرته المنزل دون علمه، ومازاد من حدة الوضع نقص المدارس والمؤسسات الخاصة بهذه الفئات والتي إن وجدت فهي بعيدة عن مقرات سكن الكثيرين من المصابين لتطلعنا زهية في هذا السياق بأنها تود إدخال ابنها لمدرسة المتخلفين إلى أن بعد هذه الأخيرة حال بينها وبين إدخاله المدرسة، ويضيف فاتح في السياق ذاته بأن بعد المؤسسات الخاصة بالمتخلفين جعله يوقف ابنه عن الدراسة ليضيف المتحدث بأنه لم يوفق بين عمله ورعاية ابنه المتخلف ذهنيا، ولا يقتصر الأمر على الدراسة والترفيه ليمتد إلى الإدماج المهني إذ تتواجد فئات كثيرة من المصابين بالتريزوميا تمتلك مؤهلات وشهادات ومواهب متعددة إلى أن إدماجهم بعالم الشغل يعد حلما بعيد الآمال وهو ما أطلعتنا عليه وردة لتقول في هذا الصدد بأن ابنها يحترف النجارة ولديه موهبة في صناعة الأثاث إلى أنه لم يتمكن من إيجاد جهة تتبناه وتشغله وتضيف رانية في السياق ذاته بأن ابنتها المصابة بالتريزوميا تمتلك موهبة في الرسم على الحرير ولم تجد من يصقل موهبتها ويهتم بها. في يومهم العالمي.. مرضى التريزوميا يأملون في تحسين أوضاعهم يتطلع مرضى التريزوميا بالجزائر في يومهم العالمي المصادف ل21 مارس من كل سنة لغد أفضل يحسن من مستواهم المعيشي والاجتماعي ويرفع لهم معنوياتهم انطلاقا من ادماجهم بالمدارس وتعليمهم وإشراكهم بالنوادي الترفيهية والرياضية والاهتمام بتطلعاتهم وصقل مواهبهم المتعددة حيث تعتبر هذه الفئة فئة مواطنين من الدرجة الثانية لتخلفهم الذهني وتأخرهم في كل شيء لتزيد معاناتهم نظرة المجتمع ليصنفوا كمتخلفين ذهنيا و فاقدين للأهلية وهو ما أطلعتنا عليه زينب وهي أم لطفل مصاب بالتريزوميا لتخبرنا بأن طفلها يعاني تهميشا وإقصاء اجتماعي لتضيف المتحدثة بأن طفلها يمتلك قدرات هائلة تعادل قدرات الأشخاص العاديين إلا أنه مقصي اجتماعيا لإصابته بالتريزوميا، وتضيف حنان بأن طفلها يهوى ممارسة كرة القدم ولم تتمكن من تحقيق طموحه وإدخاله نادي لكرة القدم لغياب نوادي رياضية خاصة بفئة التريزوميا. لتضيف المتحدثة في ذات السياق بأن طفلها والآخرون المصابون بالتريزوميا محرومون من اللهو والمرح وأشياء كثيرة تمنحهم ثقتهم بأنفسهم تحسسهم بأنهم مواطنون كغيرهم. أنيت تتكفل ب 1400 طفل عبر 18 ولاية أكدت كاري سهام مسؤولة الأرطوفنية بجمعية أنيت للتكفل بالمصابين بالتريزوميا بأن الجمعية تتكفل ب1400 طفل مصاب عبر 18 ولاية من بينهم 420 طفلا بالعاصمة وحدها لتضيف المتحدثة بأن الجمعية توفر لهذه الفئة الحصص الأرطوفونية ثم التمدرس ثم التكوين والإدماج، من جهتها أفصحت المتحدثة عن المعاناة التي يواجهها مرضى التريزوميا بالجزائر وهي نقص الإمكانيات اللازمة للتكفل بهذه الفئات مطالبة السلطات المعنية بالالتفات لهذه الفئة وأخذها بعين الاعتبار وإنصافها اجتماعيا وعن التزايد المستمر لهذه الفئة أرجحت سهام كاري بأن ذلك يرجع لإبراز الأولياء لأطفالها من المصابين للمجتمع ومحاولة توفير لهم حياة أفضل مقارنة بسنوات خلت أين كانت العائلات تخجل بهذه الفئة ولا تتقبلها هربا من نظرة المجتمع. من جهتها، أوضحت شباكي عائشة أخصائية نفسانية بأنه يتوجب على الأولياء تقبل أطفالهم المتخلفين ذهنيا والتأقلم مع الواقع المتمثل بأن هذه الفئة لديها تأخر في كل شيء فيما يخص النطق والفهم والتواصل مع الغير وهذا ما يجب فهمه الأولياء والتعامل معهم على هذا الأساس. دعوة لإدماج أطفال التريزوميا 21 في الوسط المدرسي والاجتماعي وفي ذات السياق، دعا المشاركون في لقاء حول أطفال التريزوميا 21 بتيارت إلى بذل المزيد من الجهد لإدماج هذه الفئة في الوسط المدرسي والاجتماعي. وقالت رئيسة الجمعية الولائية لأطفال التريزوميا مختاري ليلي خلال تدخلها في هذا اللقاء أن 24 طفلا من أصل 47 منخرطا بالجمعية بلغوا سن التمدرس وحرموا منه بسبب عدم توفر قسم خاص بمدرسة ابتدائية بوسط مدينة تيارت . وأضافت أن فتح قسم لأطفال التريزوميا بالتعاون مع مديرية التربية بالولاية ومديرية النشاط الاجتماعي بإمكانه أن يحدد قدرات كل طفل على متابعة الدراسة مع الأطفال العاديين من عدمه . كما دعت مسؤولة الجمعية الجهات المعنية إلى ضبط الإحصائيات الخاصة بفئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيها المتوحدين وأطفال التريزوميا من أجل تحديد طرق التعامل مع كل فئة . وقد وعد الأمين العام للولاية أحمد بلحداد الذي حضر اللقاء ببذل الجهود المتاحة من أجل التكفل بانشغالات عائلات أطفال التريزوميا 21 ومساعدة هذه الفئة من خلال إعانات مالية تمكنهم من المتابعة النفسية والتربوية اللائقة . فتح 8 أقسام لأطفال التوحد بتيارت وقد حضر هذا اللقاء المنظم من قبل الجمعية الولائية لأطفال التريزوميا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لأطفال التريزوميا الموافق ل 21 مارس السلطات المحلية وعائلات الأطفال المصابين بالتريزوميا والمتعاطفين مع هذه الفئة. للعلم فإن مديرية النشاط الاجتماعي فتحت الموسم الدراسي الجاري 8 أقسام لتدريس المتوحدين سمحت بإدماج 28 طفلا في الوسط التربوي بكل من بتيارت والدحموني ومهدية.