السياسي" الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي مكنتني لأطل على الشعب الجزائري الكريم كشف المدير العام للبريد العاجل في دولة الإمارات العربية المتحدة فهد حمد فهد في حوار حصري ل "السياسي" عن توقيع اتفاقية جد هامة بين الإمارات العربية المتحدةوالجزائر في مجال البريد العاجل، وبالتحديد على نظام الدفع وفق الأداء، وذلك بناء على حجم التبادل الاقتصادي والتجاري، ولكثافة الجالية الجزائرية في دولة الإمارات، إضافة إلى التشابك الحاصل داخل ميكانيزمات اقتصاد البلدين والتطورات المشتركة من خلال الاستثمارات الكبيرة الموجودة بين الطرفين، عجلت وأملت على الدولتين الشقيقتين إمضاء بروتكول تعاون في مجال البريد وتكنولوجياته من أجل إعطاء سيرورة أكثر في المستقبل. وأضاف المسؤول الإماراتي أن توقيع هذه الاتفاقية جاء بمناسبة احتضان الجزائر الندوة الإقليمية حول تنمية البريد العاجل الدولي وتحسين نوعيته في المنطقة العربية، والتي نظمت مطلع هذا الشهر بفندق الهلتون بالجزائر العاصمة. * السياسي: في البادية حبذا لو تعطينا واقع حال بريد دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم؟ - فهد حمد: حاليا بريد الإمارات أو بالأحرى وضع بريد العاجل في دولة الإمارات العربية المتحدة يصنف حسب التقرير العالمي للاتحاد الدولي للبريد في مصاف الدولة الأولى عربيا في مستوى الأداء والتوزيع ومستوى خدمة وإرضاء العملاء وأداء الموظفين، وفي الفترة الأخيرة تم اختيار بريد الإمارات العربية المتحدة من قبل الاتحاد البريد العالمي لأن يكون في الفريق الاستشاري لدعوة جميع الإدارات البريدية العربية، ولنكن أيضا بالأخص في مشروع الدفع وفق الأداء، ونحن من الدول الرائدة والأولى التي بدأنا في نظام الدفع وفق الأداء مند سنوات والحمد لله، نتائجنا في جميع مقاييس البريد الممتاز والتي لها خمس مقاييس، ونحن في جميع هذه الأخيرة نتائجنا مرضية بشكل ممتاز جدًا. * هل هناك إمكانية قيام تعاون وشراكة بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال البريد وتكنولوجياته الحديثة؟ - نحن حاليا في هذا المنتدى الدولي، وأنا في دولة الإمارات العربية وصلني طلب رسمي من بريد الجزائر، حيث أبدى بريد الجزائر الرغبة في إمضاء اتفاقية الدفع وفق الأداء، وذلك بناءً على حجم التبادل البريدي السريع بين الجزائروالإمارات العربية المتحدة، وإن شاء الله خلال هذا المؤتمر الذي تحتضنه الجزائر أننا نوقع على الاتفاقية بيننا وبين البريد الجزائري. * بما أنكم من الدول الرائدة في مجال البريد خاصة العاجل منه، كيف السبيل إلى تطوير البريد داخل المنظومة الدول العربية؟ وما هي وجهة نظركم للنظام البريدي العربي ككل؟ - في الحقيقة هي تتشعب في أمور كثيرة ولكن تختلف في فيما يخص السلطات الجمركية وسلطات الطيران، ولكن الواحد يقول لابد للإنسان أن يبدأ بنفسه أو ببيته قبل أن ينظر إلى الخارج، ونحن ما نطالب به من جميع الإدارات البريدية العربية لتحسين بريد الممتاز وأدائه ومستواه، وأحسن سبل لذلك هو تعاون جميع الإدارات البريدية في الردود على الاستعلامات مثلا، وتوفير الدليل البريدي والرد على الهواتف والاتصالات والتسليم في الوقت والآجال المحددة، إلى غيرها، وهذه كلها تحت محركة للبريد العصري الممتاز وكل إدارة بريدية تدرس نتائجها. وبالمختصر المفيد، كيف يمكننا تطوير هذا الأداء وهذه الخدمة؟ إن كل إدارة بريد تدرس وتقدم تقرير أو تقارير من طرف محايد وتطابقها مع ما عندها في الوقع، ثم تبدأ تشتغل بالفعل، وليس بالكلام. والعرب للأسف شاطرين في الإنشاء والتعبير، لكن في الميدان العكس، والذي أطالب به هو تعاون جميع الأطراف والتدقيق على التقارير النتائج الحاصلة من الطرف المحايد، وهو الطرف الثالث وهو أيضا الاتحاد البريد العالمي، ونحدد مواطن الخلل ونقاط الضعف والعمل على تحسينه وتطويره. * حسب رأيكم، هل تراعي دول المنطقة العربية خصائص الإلزامية ذات الرموز واستعمال نظام التتبع واقتفاء الأثر؟ - اقتفاء الأثر والتتبع شيء، والرموز شيء ثاني، والرموز تقصد "البركد" لا يجوز بحكم القانون الدولي، أي يعني من الاتحاد العالمي للبريد ومن بين الشروط تقديم خدمة البريد الممتاز والسريع أن يكون عليه "البركد" هذا إلزامي، والشيء الثاني التتبع واقتفاء الأثر هذا يتوجب على جميع المؤسسات البريدية إدخال البيانات وتفاصيل أخرى بريدية والرد الإلكتروني مع الإتحاد العالمي للبريد لتوفير المعلومات والبيانات. على سبيل المثال إذا أنا بعثت برقية بالبريد الممتاز إلى بريد الجزائر، وبريد الجزائر قام بعملية السكانير، لكن البيانات لم تذهب إلى تعاونية البريد الممتاز، أنا كبريد إماراتي عندما أريد أتقفى وأتتبع أثر هذه البعثية لا يسجل عندي أي شيء، ما يسجل هو أن البعثية موجودة عند بريد الجزائر، ولكن لم يحصل عليها أي معالجة. * هل سيتم استغلال الدول العربية لمنطقة التبادل الحرة من أجل تكثيف الشراكة والتبادل؟ - البريد في دولة الإمارات العربية المتحدة في المناطق الحرة التي تتواجد فيها يستقبل بعائث من دول المغرب العربي ويعالجها ويعيد توجيها إلى المشرق العربي، أو الدول الآسيوية وهو ما يسمى في المصطلحات البريدية عندنا ب "هب" والحمد لله عندنا "هب" شغال، ونملك عقود مع كذا إدارة بريدية، وعلى سبيل المثال إدارة البريد المغربية وبموجب هذا العقد نستلم ال "هب" في المطار بالمنطقة الحرة، ونحن نقوم بمعالجتها وفتح الأكياس وإعادة توجيه هذه البعائث إلى مصدرها الأصلي واتجاهها المقصود. * ورد إلينا أنه تم توقيع 860 اتفاقية أمضيت في دولة الأمارات المتحدة، وهو رقم ضخم في قطاع البريد، هل لنا من توضيح في حيثيات هذه القضية؟ - ذكرت هذا الرقم في جلسة خاصة وودية ومع ذلك تحصلتم على هذه المعلومة، ولتوضيح أكثر هذا الرقم الذي ذكرتموه هو على مستوى إمارة دبي فقط، والمقصود به هو العقود الآجلة، والمقصود بها كذلك هي العقود مع الشركات والشركاء حيث يقصدنا المتعاملون الاقتصاديون سواء كانوا إماراتيون أو عرب أو أجانب ويقولون نرغب في بعث سلعتنا عن طريق بريد الإمارات، والتي تحوز على عقد أجل داخل البلاد أو خارجه. عندنا ولكن في الآونة الأخيرة عرفت العملية انخفاض وذلك راجع إلى دول المورد التي عرفت فيها البعائث مشاكل ولم تساير العملية كما هو عندنا، وذلك حسب التقارير للمنظمة الدولية للبريد، والتي أكدت أن الخلل موجود في بلدان المورد. * هل كانت الأزمة العالمية المالية على إمارة دبي خصوصا، لها أثر على قطاع البريد الإماراتي؟ - أستسمحك، لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال. * طيب، ننتقل إلى الجانب الأمني داخل قطاع البريد، هل يمكن رؤية في المستقبل سياسة عربية موحدة من أجل محاربة تبييض الأموال عبر الأرصدة البريدية؟ - والله هذه أمور تتجاوزني وليست من اختصاصي، وليست لي صلاحيات للتحدث والتطرق إلى هذه المواضيع، وبالتالي لا أستطيع التعليق عليها والرجاء أعفني من هذا السؤال. * هل لنا كلمة أخيرة توجهونها.. - في النهاية أشكر البريد الجزائري وجميع السلطات الجزائرية وجميع المنظمين والذين ساهموا في تسهيل واستضافة المنتدى الدولي، كما أشكر جريدة "السياسي" الجزائرية والتي تعتبر الوسيلة الإعلامية الجزائرية الوحيدة التي مكنتني واستضافتني لأطل على الشعب الجزائري الكريم والشهم. كما أنوّه بهذه المناسبة بالتطور الكبير والملحوظ في العلاقات الإماراتيةالجزائرية وما حجم المبادلات الاقتصادية والثقافية وهو ما وقفت عليها شخصيا بحكم منصبي بالبريد الإماراتي، وذلك راجع للإرادة المخلصة والجادة للقيادتين الرشيدتين في كلا البلدين، والمستقبل يبشر بالخير الكثير خاصة والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حبيب وصديق لأصحاب السمو والمعالي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وشكرا.