كان الأشراف من الفئات المتميزة في المجتمع ولهم أوقافهم الخاصة بهم، وهي الفئات التي تتعاطف مع العثمانيين، وقد ظهر ادعاء الشرف في بعض الأحيان في المدن والأرياف لتحقيق بعض المنافع العاجلة ولبلوغ الحظوة لدى بعض الحكام العثمانيين· لكن لا يجوز لنقيب الأشراف أن يتدخل في شؤون الزاوية، ذلك أن وضعه بالنسبة لها هو وضع أعيان الأشراف الذين عليهم أن يجتمعوا مع الوكيل مرة في السنة في الزاوية للنظر في إدارة الوكيل وأحوال الوقف، وهؤلاء كانوا يمثلون المجلس الذي له البت في كل أمور الزاوية وحاجاتها· الكرامة الثانية: هي قصة طويلة أختصرها، طالبة من جامعة وهران، تدرس بالسانية، صُرعت بالجان، صديقتها كانت تستحم، أما هي فكانت تُراجع دروسها في الغرفة الجامعية، أُغلق على صديقتها باب المرش، مع البخار المتصاعد من المرش، اختنقت وتوفيت وهي واقفة، بقي الماء يسيل إلى غاية دخوله في الغرفة، حينما رأت بأن الماء يسيل تحت الباب، فتحت الباب من الخارج، لأنه كان يُفتح من الخارج، ولا يُفتح من الداخل، حينما فتحت الباب سقطت عليها صديقتها بطولها ميتة، فزعت، بسبب ذلك الفزع فقدت الذاكرة وفقدت النطق، لم تتكلم منذ ذلك الحين، فهي لا تشعر بغير الفزع والخوف، رجعت لأهلها أي لأمها، والتي لديها المال الكثير، الأب متوفي، ولديها هذه البنت الوحيدة العزيزة عليها، أخذتها للخارج، لفرنسا للإستشفاء لم تصل التحاليل إلى نتيجة· الخلاصة، التقت بشيخ جاء للزيارة بالمستشفى، أخبرته بالواقعة، قال لها هذه الواقعة الخاصة بابنتك لن ينفعك فيها طبيب أو أي أحد، سأقترح عليك رأياً إذا استطعت القيام به سوف تُشفى ابنتك بحول الله وقدرته، قالت له: سما هو ؟'' قال لها: ''هل تعرفين سيدي الشيخ ؟'' قال لها: ''نعم ! سمعتُ عنه'' قال لها: ''إذهبي بها لسيدي الشيخ، هذه قضية إنسانية، سوف ترتاح ابنتك إذا زارت سيدي الشيخ''· قالت له: ''سمعتُ عنه لكن لم أزره أبداً !''·· في الحين أخذت ابنتها وانتقلت بها من فرنسا إلى وهران، وحين وصلت إلى مطار وهران اكترت سيارة، قالت لصاحب السيارة: ''هل تعرف سيدي الشيخ ؟'' قال لها: ''أعرف سيدي الشيخ''، قالت له: ''إذهب بنا حالاً إلى سيدي الشيخ''، مرت على بيتها، وأخذت ابنها مرافقاً لهما·· في الساعة الخامسة صباحاً أصبحوا كلهم في سيدي الشيخ، وعند الوصول وجدوا أن ضريح سيدي الشيخ مُغلق، خرجت البنت ووقفت أمام سيدي الشيخ، ماذا ظهر لها من سيدي الشيخ؟ ! لم تكن هنالك بناءات جاهزة، وقفت عند قبة سيدي الشيخ، ظهرت قُبالتها قبة سيدي الحاج بن الشيخ على الربوة، سيدي الشيخ ألهمها بالذهاب إليه ، وصلت إلى سيدي الحاج بن الشيخ، بقي صاحب سيارة الأُجرة في سيدي الشيخ، زارت سيدي الحاج بن الشيخ و زلت إلى الفرعة، وحين صعدت صادفت أخي وقد خرج من الدار متوجهاً إلى المدرسة صباحاً ، أما الأم و مُرافقها فيتبعونها و يُلاحظون فعلها، لم تنطق و لم تتكلم ، زارت سيدي الشيخ و هبطت إلى الفرعة، وحين صادفت أخي محمد نطقت بأول عبارة: هل أبوك في المنزل ؟'' قال لها: ''نعم ! أدخلي، تفضلي، مرحباً بك'' ··نطقت هذه العبارة بعد زيارتها لسيدي الحاج بن الشيخ، أما أُمها فقد فرحت فرحاً عظيماً لما نطقت ابنتها، فرحت ضمنياً، خشيت ألا تستمر ابنتها في الكلام! ·· تركت البنت ودقت على الباب الذي كان مفتوحاً، جاءت وأدخلتها من يدها اليُسرى لدار الضيافة، الوالد كان مريضاً، فرجله مبتورة··حين أتت إليه البنت قالت له: ''صباح الخير يا سيدي ! سلمت عليه، قال لها: ''مرحباً بك، تفضلي، تفضلي يا ابنتي ! ''أُدخلي للداخل لدار الضيافة ··جاءت الأم وقالت له: سضيوف الله يا سيدي! '' قال لها: سمرحباً ! '' قالت له: ''يا سيدي ! التسريح جاء على يدك، هل تُسرحنا ؟ '' قال لها: ''من سرحك، يُسرحني أنا أيضاً مُقيد كما ترين ! ''قالت له: ''يا سيدي، ضيوف الله ! دعني أتوسم فيك الخير ··'' قال لها: ''تفضلي يا أماه، أفطري بعد ذلك ارجعي إلي'' قالت له: سليست لدي رغبة في الإفطار، هذه ابنتي قد نطقت عندكم ، أن أريد الإذن بالتسريح''· دُعيت البنت وجلست مع الوالد وتحدثت معه، حتى أنها أعطته العنوان، وقالت له: سإذا جئت لوهران فمرحباً بك ! '' ··هذه إحدى كرامات سيدي الشيخ وسيدي الحاج بن الشيخ، ونحن شهود عيان''· سيدي الحاج بحوص (بوحفص) ولد سيدي الحاج بحوص بن عبدالقادر بن محمد سنة 0311 ه بالأبيض، وتُوفي 0321 ه بالأبيض، وقد خلف ستة أولاد: -سيدي عبد القادر بن بحوص، أولاده موجودون في الأبيض ومتليلي والمنيعة وعين صالح وآولف، ورقلة، تيميمون، توات·· سيدي حرز الله، أبناؤه موجودون في الأبيض سيدي الشيخ والمنيعة وورقلة وتيميمون وتوات وادي الناموس والكاف· سيدي الحاج بو الأنوار، أبناؤه موجودون في تيميمون وتوات· سيدي الحاج الدين، أبناؤه في الأبيض سيدي الشيخ وفي المنيعة وفي ورقلة وفي تيميمون وفي توات وفي عين صالح وفي تمنراست وبعضهم في فرنسا· سيدي الحاج محمد، أبناؤه موجودون في الساهلة وفي فقارة الزوى قرب عين صالح، في عين صالح، في المنيعة، في ورقلة، في أوقروت، وفي تيميمون، وتوات، وليبيا· سيدي الحاج إبراهيم، أبناؤه أولاد بوسطيلة في ورقلة وفي المنيعة ··· الحكاية الرابعة: بوحوص بوشيخي -طالب جامعي- أولاد سيدي الحاج بحوص -أولاد سيدي الشيخ- 03 سنة · سيدي الحاج بحوص ابن سيدي الشيخ (عبد القادر بن محمد)، كان يقود وفد الحجاج في الركب الذاهب إلى الحجاز، حين يمر على عين صالح، يُغير الجمال التي ليست صالحة للسفر والتي لا يمكنها أن توصل الحجيج إلى الحجاز إلى جمال قوية، كان يقوم بهذا العمل في المنيعة و أماكن أُخرى· المهم ! كان يذهب معه حجاج من عين صالح ومن المنيعة، ففي كل المناطق التي كان يمر بها إلا وينضم الحجاج إلى ركب قافلة سيدي الحاج بحوص· أهل عين صالح الذين كانوا يُرافقونه إلى الحج تأثروا به وانبهروا بما لديه من علوم الدين، وما رأوه منه في رحلته إلى الحج، توسلوا إليه أن يبقى في المنطقة يُدرس أبناءهم العلوم الدينية، ويُحاول أن يعمل على الصلح والخير في أماكن معينة، في المنيعة وغيرها، في المناطق التي طُلب منه المكوث بها اعتذر لهم سيدي الحاج بحوص قائلاً: ''لقد سخرتُ نفسي للشعانبة في المنيعة ومتليلي ·· لكن رجاءكم هذا سوف أُلبيه بأن أترك لكم ابني الحاج محمد''·· محمد هذا كانت أمه حبشية، أُهديت لأبيه حين كان قائداً للحجاج فتزوجها· سيدي التاج يقول عنه الشيخ عبدالرحمن فاروقي، أنه ابن سيدي الشيخ، أمه بنت سيدي عبد الجبار، أخوه سيدي عيسى الأعرج من الأم والأب (الأم شريفة)· هنالك من يقول بأنه أصغر أولاد سيدي الشيخ! الشيخ عامر بوعمامة: -مذكور سابقاً- جدتنا من سيدي التاج يُقال أنها بنت سيدي بالدهان الموجود في صفيصيفة، تاريخه في صفيصيفة وفي فجيج، وهنالك توجد المقاليد· أم أولاد سيدي التاج ترجع في نسبها إلى أولاد سيدي عبد الجبار، كان أولاد سيدي عبدالجبار يقولون لنا حين نذهب لفجيج: ''نحن أخوالكم ! '' هؤلاء موجودون في فجيج، وحين نذهب لقورارة نجدهم أيضا في تبو (تيميمون)، قالوا لنا: ''نحن أشراف ! أصلنا من المغرب، ونحن هنا من عهد الأجداد''· سيدي الحاج عبدالحاكم الشيخ عمر راجع: (مذكور سابقاً) أم سيدي الحاج عبد الحاكم، وأم سيدي محمد عبد الله هي بنت سيدي علي بن سعيد من أشراف توات· نصف سكان المغرب هم من أولاد سيدي الشيخ، حين حكمت فرنسا المغرب، فإنها عينت 41 قائداً من أولاد سيدي علال، من ذرية أبناء سيدي بودواية بن سيدي عبدالحاكم· طائفة توجد في مراكش من أولاد سيدي عبدالحاكم، وطائفة في برقنت وتندرارة وبوعرفة ووجدة وفاس ومكناس والدارالبيضاء، هنالك وزراء مع الملك، أحدهم توفي أخيراً من أولاد سيدي الحاج عبد الحاكم يُسمى الحاج عبد الكريم كان وزيراً للحسن الثاني رحمه الله· سيدي محمد عبدالله يُقال أنه قطع الهضاب بلا فأس (قطاع القور بلا شاقور !)، كيف حصل ذلك؟ لقد كان يتعبد، و هي هضاب عبارة عن قطع، قطع·· تجدها ثلاث قطع أو أربع، وقعت له حادثة مع القوم الذين كانوا في المنطقة، فكانت هذه كرامته، صاحب الماشية لا يستطيع الصعود في هذه الهضبة المتقطعة التي كان يتعبد فيها الولي الصالح ·· أين تقع؟ إذا ذهبت بالسيارة ، فهي بجوار سيدي الحاج الدين بحوالي 5 كلم، وعن البيض بحوالي 05 كلم فقبل أن تصل لسيدي الحاج الدين تظهر لك الهضاب المتقطعة! ·· سيدي بحوص الحاج (سيدي أبوحفص الحاج) الحكاية الأولى: الشيخ عمر راجع ··- مذكور سابقاً - أبدأ من سيدي بحوص الحاج لديه كتاب يُسمى ''بهجة البهاج'' غير موجود عندي ليست لدي معرفة به أم سيدي بحوص الحاج، هي من أولاد سعيد من ذرية سيدي الحاج بومحمد (من الأشراف) سيدي بحوص الحاج جدي، له كرامات عديدة و هنالك من سماه ''السر'' بعد سيدي الحاج بحوص، وسيدي عبد القادر بن محمد · ميراث الزاوية متسلسل، بعد وفاة سيدي الشيخ رجعت لسيدي الحاج بحوص، وحين توفي بقي أولاده الستة عند سيدي الحاج عبد الحاكم، تولاها سيدي الحاج عبد الحاكم، وحين توفي رجعت الزاوية لسيدي الحاج أحمد المازوزي الذي كان مُربياً له، و''مُرضعاً'' له، بقي وقتاً قصيراً وتوفي، أخذها سيدي بحوص الحاج ترك الأبيض سيدي الشيخ وتحول إلى بوقطب، أخذ المرتبة العالية في التصوف ''القطبانية'' في بوقطب، مقامه في السبخة الموجودة قُرب البلدة الحالية ''بوقطب''، أصبحت الأركاب تمر على سيدي الشيخ وتتحول إلى البنود، كلمة يقولها أولاد سيدي الحاج بحوص (عمه): وقف عليه سيدي الشيخ في البنود في الرؤيا، قال له: ''يا بحوص الحاج ! هل أنت مُعاون أم مُعاند ؟'' قال له: ''يا سيدي ! أنا فقط مُعاون'' حين استيقظ في الصباح، قال: وصل الأمر أن يقول سيدي عبد القادر بن محمد لي ، هل أنت معاون أو معاند ! وصل بي الأمر أن يأتيني سيدي! سأُغادر الجزائر بأسرها''· هذا هو السبب الذي هجر من أجله الجزائر، خاف من وعيد جده سيدي الشيخ، خاف أن تُطمس آثار الجزائر بأسرها، جاء لمكان يُقال له الصبيحي، صبح عليه الشيخ بن الدين (تسمى باسم جده، سيدي الشيخ)، جلس من ورائه ابن عمه، قالت له الجماعة من الأتباع: ''لمن تركتنا يا بحوص الحاج ؟'' قال لهم: ''تركتكم للصافي الوافي'' قالوا له: ''من هو الصافي الوافي ؟'' قال لهم: ''الصافي الوافي ابن الدين الذي بين أكتافي، أزرق الأنياب (النيبان)، يلتقطها فلان وفلان، ومن عصاك أضربه بعصاة أبيه ! ''·· ؟ إعداد: الدكتور عبد العزيز رأسمال