تأسفت، الاعلامية، أمال ادريس ومقدمة برنامج زوايا الأحداث عبر أمواج الاذاعة الوطنية في حوار ل السياسي بمناسبة اليوم العالمي لحرية التتعبير المصادف ل 3 ماي من كل سنة، من الأداء الاعلامي العربي في ما يسمى ب الربيع العربي ، الذي أكدت أنه تحول الى أداة، لتنفيذ مخطط سايكس بيكو جديد لتقسيم الوطن العربي، موضحة أنه تورط كطرف في النزاع،عوض أن ينقل المعلومات باحترافية ومصداقية، وهوما اعتبرته المتحدثة خدمة لأجندات معينة، يشوه بذلك الممارسة الإعلامية العربية، كما لم تغفل الاعلامية ايضا التطرق الى التجربة الاعلامية في الجزائر بشقيها العمومي والخاص، مدلية برؤيتها في المشهد الاعلامي الوطني الذي عرف طفرة نوعية كبيرة خلال السنوات الاخيرة. بداية، كيف تقيمين المشهد الاعلامي على الساحة الوطنية ؟ لا يمكن تقيم المشهد الاعلامي الجزائري في سنة واحدة من الاداء فالمشهد الاعلامي الجزائري، هو عبارة عن تراكمات لمشاهد اعلامية عرفتها الجزائر منذ سنوات بدون الرجوع لسنوات الثمانينات خاصة وأنني اعتبرها العصر الذهبي الاعلامي فالمشهد الاعلامي منذ سنوات التسعينات عرف قفزة نوعية كنا نتغنى بحرية التعبير في اوقات الدول الصديقة والشقيقة لم تكن ربما تكتسب هذه التجربة و بالتالي المشهد الاعلامي الجزائري خصوصا الصحافة المكتوبة اثبتت نجاعة القلم و نخبة الصحفيين الجزائريين، لان صيت الصحافة المكتوبة في الجزائر في السنوات التي مضت كان أنموذج للكثير من الدول العربية أما فيما يخص مجال السمعي البصري، فخطت الجزائر خطوات لا يمكننا القول انها محتشمة ولكن يمكن اعتبراها نوعية نوعا ما، لأن فتح القطاع السمعي البصري للقطاع الخاص الكثير من الملاحظين والمراقيبين يقولون أنه كان من المفروض أن يكون قبل ذلك الوقت لكن الجزائر لم تخض في ذلك وفقا لاوضاع خاصة كانت تعيشها الجزائر، وبالتالي الجزائر تريثت لحكمة في ذلك و الدليل أن الاعلام الذي يرافق التطورات التي تعيشها الساحة العربية أصبح اعلام الفوضى و هذا التريث بالنسبة لي يعني الحكمة، والجزائر الأن فتحت المجال ، لأنه كان من المفترض ان نهيئ الارضية القانونية التي تحكم القطاع السمعي البصري قبل ان تنشأ القنوات التلفزيونية التي نعيشها اليوم، وربما هذا الترتيب الذي لم يكن متزامن من الناحية العقلانية أدى الى نوع من الفوضى لعاشها القطاع السمعي البصري عندما فتح فجأة الى القطاع الخاص فهناك بعض القنوات التي تشتغل ولا تزال بمجرد لها رأس مال حتى ولو كان لا يحتكم بدفتر الشروط، والمضامين من كل هب ودب تستطيع أن تكون منبر لمن لا منبر له. وبالتالي حسب رأيي هذه التجربة لابد منها و كان لا بد منها،لكن وفق ربما للتعليمة الاخيرة التي صدرت من السلطات بخصوص تقنين السمعي البصري يجب أن يكون وفقا لدفتر الشروط وفقا للتحكم في المضمون وأن بعض القنوات التي فتحت كأنها قنوات أجنبية،وهذا لا يبيح لها أن تعمل كل شيئ و تتهرب من المسؤولية بالرغم انه كان هناك حديث عن سلطة الضبط، لكن أنا متفائلة جدا وهذه مخاض أي تجربة، حيث أنه من الممكن أن يخرج الاعلام الجزائري و بالتحديد قطاع السمعي البصري من حالة الفوضى الى حال التنظيم وخدمة المواطن والاحتكام الى ضوابط أخلاقيات المهنة بالدرجة الاولى. تعززت الساحة الاعلامية مؤخرا بقنوات تلفزيونية خاصة، كيف تقرئين هذه التجربة التي تبدو فتية الى حد اللحظة اذا ما قرناها بتجارب رائدة في الوطن العربي او على الساحة العالمية ؟. قوة المشهد الاعلامي في الجزائر هي من قوة المشهد الاعلامي العمومي لأنه لا يمكن أن نرتقي بالقطاع الخاص دون تقوية القطاع العام و بالنسبة للاذاعة الجزائرية لو قيمت المشهد الاعلامي العمومي مزالت الاذاعة تستقطب الجمهور في عصر الصورة وهذا أمر مهم جدا مصداقة الاذاعة الجزائرية مستمد من مصداقية الاعلام الجواري وهذا مهم جدا بالنسبة للاعلام التقاربي لنقل اهتمامات المواطن بالدرجة الاولى و هنا يجب ان نتساءل :هل الاعلام بشكل عام وصل الى المبتغى ؟ هنا اقول لا لازلنا في مرحلة ربما يمكن القول انها حساسة او في مرحلة اختبار لكن علينا ان نعود للقواعد الاساسية للمبادئ المهنية حتى نرتقى للممارسة كما لا يمكننا ان نقارن تجربة اداء اعلامي في الجزائر بتجار اخرى لها خصوصياتها لكن مقارنة بتجارب اخرى الجزائر خطت خطوات معتبرة يعنى مثلا فرنسا او الولاياتالمتحدةالامريكية عندها تقاليد في الممارسة الاعلامية و التجربة الاعلامية في الجزائر لازالت فتية و بالتالي تحتاج الى نوع من الصقل. البعض يعتبر أن الانفتاح السمعي البصري في الجزائر مكن من استعادة المشاهد الجزائري الذي كانت تتلقفه وسائل الاعلام العربية والاجنبية ما حقيقة هذه الطرح في رأيك ؟ . هناك القنوات عندها برامج تمكنت من استقطاب المشاهد و تنقل انشغالاته لكن المشكلة تكمن في بعض القنوات الاخرى اصبحت منبرا لمن لا منبر له يعني هناك بعض الصحف و الجرائد التي انشات قنوات تلفزيونية و كانت تعتقد ان تجربة الصحافة الورقية يمكن نقلها بما فيها كمادة اعلامية في مجال السمعي البصري و هذا خطأ كبير لان العمل السمعي البصري يحتكم الى قواعد و اسس و مبادئ يعنى و مع كل احترامتي ليس كل واحد يملك راس مال يفتح قناة يعني العمل الاذاعي و التلفزيوني ليس تجارة لكن الكثير من القنوات التلفزيونية الخاصة أصبحت تروج لمضامين غريبة عن مجتمعنا أصلا كتصوير الجريمة بمحاكات الغرب و ابراز اسرار البيوت الجزائرية في العلن بأسلوب لا يليق بمجتمعنا و بالتالي هناك استفهامات كثيرة و على هذا الاساس لا يمكننا القول بأن الصورة سوداء مائة بالمائة، لكن لا يجب أن تتخذ هذه الوسائل الاعلامية الخاصة، كوسيلة لخلق البلبلة، وليس للانتقاد البناء والهادف، وبالتالي يجب اعادة النظر في تنظيم القطاع الخاص حتى لا يغرق في الفوضى. يجب على الاعلام أن يجسد مفهوم الخدمة العمومية يعتبر مفهوم الخدمة العمومية من المفاهيم الفضفاضة في قطاع الاعلام، الى اي مدى يتقيد الاعلام العمومي والخاص بجميع انواعه سواء الثقيل او المكتوب في تجسيد هذا المفهوم الذي يكتسب معناه من خلال جمهور المتلقين ؟ . بالنسبة لي مفهوم الخدمة العمومية ليس فضفاض هو مفهوم واضح و لا يمكننا اعتباره فضفاض حتى لا يخضع للتأويلات و يجب ان يكون الاعلام كوسيط للخدمة العمومية سواء كانت الوسيلة عامة او خاصة و بالنسبة للاذاعة فهي تؤدي مفهوم الخدمة العمومية بطريقة راقية وكل احترافية فنحن رفعنا هذا التحدي قبل ظهور القنوات الخاصة أما من خلال نظرة شاملة في القطاع الخاص، لا يمكننا تغييب المواطن والجمهور، وتبقى المصداقية هي الأساس في الخدمة العمومية. أمال ادريس فازت بجائزة التميّز والإبداع الإعلامي العربي في مهرجان الأقصر الدولي للإعلام العربي في أحسن برنامج عربي في القاهرة سنة 2015، ببرنامجها الأذاعي زوايا الاحداث ،هل الجائزة هي التي تصنع الاعلامي المتميز؟، أم أن الجائزة الحقيقة لأي لاعلامي هي جمهوره وقرائه ومشاهديه ؟ . لم يكن مشواري الاعلامي يوما بغية حصد الجوائز لم يكن مشواري يوما في مجال الاعلام لحصد جائزة بقدر أني احاول ان امارس مهنة الصحافة وانقل اهتمامات المواطن واصل الى مبتغى كل الصحفيين وهو الاحترافية حقيقة لم اكن اعمل حتى أنال جائزة لكن ان يتوج برنامج اذاعي في ظل منافسة اعلامية قوية اذاعية و تلفزيونية عربية، ويبقى الصوت لازال يستقطب الجمهور العربي ضمن اعمال كبيرة قدمت على مستوى فضائيات و قنوات عربية معروفة و مرموقة، و يتوج برنامج زوايا الاحداث باحسن اداء اعلامي و عربي في جائزة الابداع و التميز سنة2015 ، يعد وسمة شرف لي و للاذاعة الجزائرية عموما لان الاعلام العمومي و الاذاعة بالدرجة الاولى لازالت انموذج للممارسة الاعلامية فالجائزة هي إضافة بالنسبة لأمال ادريس . الاعلام هو أداة لتنفيذ مخطط سايكس بيكو الجديد بعد مرور 5 سنوات من ما يسمى اعلاميا ب الربيع العربي ،كيف تقرئيين الدور الذي عمدته العديد من وسائل الاعلام العربية خاصة القنوات، في تأجيج الاوضاع وزرع الفتن، التي لم تجني منها الشعوب العربية سوى اشواك الخراب ولازالت ؟ . كوندوليزا رايس قالتها بصريح العبارة الفوضى الخلاقة مخطط سايكس بيكوا لتقسيم المنطقة العربية وجد لنفسه اداة هي الاعلام و بالتالي للاسف انجرة و انجرفت الكثير من وسائل الاعلام العربية الى هذا التيار و في الكثير من الاحيان كان انجرافا طوعيا لخدمة بعض الأجندات وصلنا في مرحلة من المراحل في الاداء الاعلامي العربي في ما يسمى ب الربيع العربي طرف في النزاع عوض نقله للاخبار و بالتالي الاداء الاعلامي في فترة الربيع العربي جند للأسف كأداة لخدمة مخطط التقسيم و حاذ بذلك عن ميثاق شرف المهنة و بالتالي تعدى الإعلام العربي من مرحلة الفوضى في عز التحولات التي شهدتها المنطقة الى مرحلة الإرباك و هو ما أدى إلى خدمة أجندات معينة و هو ما شوه الممارسة الإعلامية العربية. المنافسة الاعلامية لتقديم الاحسن و الرقى مشروعة .ما رأيك في المضامين الاعلامية التي تقدمها وسائل الاعلام العمومية سواء الثقيلة منها أوالخفيفة اليوم للمشاهد الجزائر في ظل منافسة شرسة من قبل وسائل الاعلام الخاصة، أصبحت ذات برامج متنوعة وتستجيب لمتطلبات ورغبات واحتياجيات الجمهور ؟ . وجود وسائل إعلامية خاصة يمكن ان يخلق في اي دولة نوع من المنافسة مع القنوات العمومية لكن لتقديم الاحسن و تقديم مضامين ارقى لاستقطاب المشاهد و المستمع و هذه منافسة مشروعة لكن اجدد ما سبق ذكره انه لا يمكن للقطاع الخاص ان يرتقي دون ان يكون الاعلام العمومي قوي فالمنافسة تلد الهمة و هنا يجب ان نبرز ايضا ان وسائل الاعلام العمومية محتاجة ايضا الى نفس جديد في ظل واقع جديد اسمه القنوات الخاصة. الشفافية في المعلومات هي التي تقطع الطريق على الاشاعات في ظل وضع اقليمي هش أمنيا، زادته انعكاسات انهيار اسعار النفط على الاقتصاد الوطني، والذي سيأثر لا محالة على المواطن بصفة مباشرة، ماهو الدور الذي قد يؤديه الاعلام لأجل نشر الوعي للرأي العام الوطني واشراكه في فهم الوضع، في ظل ما يسمى بعصر السموات المفتوحة ، والتي يكون فيها المشاهد عرضة لمعلومات مغلوطة وبالتالي قد يسقط ضحية أجندات اجنبية تهدف لركوب أي موجة لتحقيق مكاسبها ؟. ارجع لتعليمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و التي اوصى فيها الحكومة ان تصف و تشرح الوضع الاقتصادي كما هو للمواطن الجزائري لانه من حقه ان يعرف ذلك و هنا يمكن ان نبرز ان الاعلام هو القناة الرئيسية و الوسيط في ذلك دون تهويل او تقزيم لاننا كلنا معنيون و بالتالي شفافية المعلومة تقطع الطريق امام الاشاعات المغرضة لاننا نعلم جميعا ان الجزائر مستهدفة من اجندات معينة و تحرص بعض وسائل الاعلام الغربية لتسويد الصورة خاصة في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة و بالتالي على الاعلام مسؤولية كبيرة في ان يوضح الصورة كما هي و يعمل على التوعية و التحسيس لان هذه الازمة ممكن ان نتجاوزها لكن باشراك كل فئات المجتمع. تلقيت عروض كثيرة للعمل في التلفزيون لكن العمل الاذاعي أسرني ألم تفكر أمال ادريس وبعد النجاح الباهر الذي حققته عبر أمواج الاذاعة الأولى أن تأخذ غمار تجربة أخرى في عالم الصورة والتلفزيون ؟ . الاذاعة هو ذلك العالم الذي أسرني و مزال يأسرني الاذاعة بالنسبة لي مدرسة مازلت اتعلم منها حتى يجف قلمي و يتوقف صوتي عن الكلام و الحديث عن قنوات اخرى عرض عليا عدة عروض من داخل و خارج الجزائر لكن دائما اتراجع لان الاذاعة بيتي الثاني و بالتالي انا أؤمن بالرسالة الاعلامية في الاذاعة ولحد الان لم افكر بالصورة و التلفزيون لكنه طموح . بمناسبة عيد العالمي للصحافة أي رسالة توجهينها للاسرة الاعلامية الوطنية وحتى العربية ؟ . للاعلام الوطني اقول مصداقية المعلومة ،الاحتكام الى اخلاقيات المهنة ميثاق الشرف ،لانه لايوجد اعلام ناجح ان لم يكن محوره الاساسي هو المواطن و بالتالي هذه التلاثية هي القاعدة الاساسية لنجاح أي وسيلة اعلامية كانت عامة او خاص،ة و للاعلامي الجزائري اقول يجب ان نسير على درب اسلافنا كانت اقلام و اصوات و وجوه شرفت العلم الوطني علينا ان نخطوا خطوات واثبة في مشهد اعلامي لايرحم وهذه مناسبة للوقوف وقفة ترحم و اجلال على ارواح شهداء الواجب الذين سقطوا في العشرية السوداء و هذا يبرز ان رسالة الاعلام اقوى و بخصوص الاعلام العربي اقول كفانا ان نكون ورقة بايدي غيرنا يجعلون من الاعلام لعبة يسيرها البعض لخلق الفتنة و تمزيق اللحمة العربية يجب الاتفاق على الاساسيات على الاقل و ان اختلفت الانظمة و السياسيات لان الاستقرار و الاعلام خط احمر ان نبث خطاب الكراهية خط احمر ان نختلف في القضايا العادلة اعلاميا القضية الفلسطينية مزالت وسائل الاعلام العربية قتل بدل استشهد فهذا عارعلى العالم العربي لذا علينا ان نحتكم الى المهنية و ميثاق الشرف.