أكد نور الدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية، أن مصالحه وجهت تعليمات لغرض انجاز تمثال أخر للشهيد العربي بن مهيدي، تخليدا له وتثمينا لتضحياته الجسيمة، بدل ذلك الذي تم إزالته يوم ذكرى 59 لاستشهاد البطل والذي أثار موجة من الانتقادات، ما دفع بالمصالح المعنية إلى إزالته. وأوضح نور الدين بدوي، في رده على سؤال كتابي لنائب بالمجلس الشعبي الوطني حول المجسم الذي يمثل الشهيد العربي بن مهيدي والذي تم تنصيبه مؤخرا بوسط مدينة عين مليلة وكذا مجسم العلامة عبد الحميد بن باديس الذي نصب بوسط مدينة قسنطينة، وما أثير حولهما من تساؤلات إلى حين إزالتهما، أنه وبالنسبة للحالة الأولى التي تزامنت مجرياتها مع مناسبة إحياء الذكرى 59 لاستشهاد البطل الرمز محمد العربي بن مهيدي انه وتلبية لمطلب الأسرة الثورية ورفقاء الشهيد، وجهت تعليمات لغرض انجاز مجسم نصفي لهذا الشهيد تخليدا له ولتضحياته من اجل استقلال الجزائر، وقد أسندت العملية بعد إجراء المناقصة يضيف الوزير إلى فنان شاب من الولاية قام بنحت هذا المجسم وتم وضعه بعد انجازه يوم 03 مارس الماضي بمفترق الطرق بمدينة عين مليلة باتجاه ولاية باتنة، إلا أن هذا المجسم كانت تعتريه بعض النقائص والشوائب في ملامح الشهيد مما خلف بعض التعاليق السلبية واستياء بعض الجمعيات المحلية، ما دفع بالسلطات الولائية لاتخاذ قرار إزالته، لتدارك النقائص. وأضاف بدوي، أن مديرية التجهيزات العمومية للولاية كلفت بالاتصال بأحد الفنانين بالجزائر العاصمة من خريجي الفنون الجميلة من اجل انجاز مجسم أخر خاصة وأن هذا الفنان له مراجع وسبق له انجاز العديد من المجسمات والتماثيل على مستوى الوطن، مشيرا انه فرضت على هذا الفنان ضرورة الاتصال بعائلة الشهيد، للحصول على صورة له، كما تم الاتفاق أن عملية التركيب لن تتم إلا بعد موافقة لجنة مختصة مشكلة من السلطات المحلية، الأسرة الثورية وعائلة الشهيد، مضيفا ان الفنان قد شرع في أشغال الانجاز قصد تحضير المجسم الذي سيتم تدشينه خلال مناسبة وطنية لاحقة. وفي ذات السياق، أشار الوزير فيما يتعلق بمجسم العلامة عبد الحميد بن باديس، انه عبارة عن هبة من طرف احد المقاولين المحليين الذين شاركوا في عملية تهيئة ساحة احمد باي، والذي أبى إلا أن يساهم في هذه التظاهرة مجانا دون أن يكلف خزينة العمومية دينارا واحد، وقد تم تصميم المجسم طبقا لصورة العلامة عبد الحميد بن باديس بواسطة تقنية الأبعاد الثلاث، إلا أن هذا المجسد كان مصدر تعاليق سلبية لذلك وتفاديا إلى أي تفسيرات يمكن أن تؤدي إلى المساس بحرمة هذا الرمز الوطني اتخذت السلطات المحلية الإجراءات اللازمة من اجل إزالة المجسم من المكان وتمت حمايته والاحتفاظ به في مكان لائق. وأكد الوزير، أن هذا الملف يحظى بمتابعة خاصة لايلاء العناية الكبيرة لرموز الجزائر سواء كانت شخصيات تاريخية أو شهداء الذين بفضل تضحياتهم تنعم الجزائر اليوم بالحرية والاستقرار والنمو .