تشهد العديد من الأسواق الأسبوعية على غرار البليدة ،الرغاية ،جيجلوورقلة وغيرها خلال هذه الأيام التي يستعد فيها الجزائريون لاستقبال شهر رمضان ظاهرة عرض اللحوم الحمراء على الهواء الطلق دون مراعاة المعايير الصحية، بأسعار منخفضة نسبيا عن نظيرتها في محلات القصابة، الأمر الذي يتيح خيارات كثيرة ومتعددة للمواطنين الذين يلجؤون إليها هربا من لهيب الأسعار ضاربين بذلك بصحتهم عرض الحائط غير مبالين بالأخطار الناجمة عن استهلاك هذه اللحوم وهو ماحذر منه العديد من المختصين خاصة في مثل هذه الايام التي تعرف ارتفاع محسوس في درجة الحرارة و التي لا تقل خطورتها عن خطورة التسممات الغذائية و التي تشهد هي الاخرى ارتفاع كبير في ظل انتشار مثل هذه التصرفات الغير الحضارية بهذه الأسواق التي تروج لمنتوجات فاسدة و اخرى مجهولة المصدر و يحدث هذا في ظل غياب الرقابة بها و هو ما اعرب عنه العديد من المواطنين . مواطنون يستهلكون لحوم غير مراقبة بالرغاية انتشرت في الفترة الاخيرة المتزامنة و اقتراب شهر رمضان الكريم وبشكل ملفت للانتباه ظاهرة بيع اللحوم البيضاء والحمراء على مستوى الأسواق الأسبوعية ومنها على وجه التحديد سوق الرغاية و اولاد يعيش وورقلة و جيجل ، حيث استهوى هذا النشاط التجاري الكثير من التجار والموالين الصغار، بالبيع الحر للحوم ماشيتهم وتحديد السعر الذي يرونه مناسبا وقادرا على جلب أكبر عدد من المستهلكين على اعتبارهم لا يخضعون للرسوم الضريبية كالتي تباع في المحلات القصابات. وهو مالاحظته السياسي بسوق الرغاية شرق العاصمة أين عمد الباعة لعرض اللحوم الحمراء والبيضاء على طاولات غير نظيفة وتفتقد لمعايير النظافة بدء من الغبار المتطاير إلى تلوث المحيط وانتشار الحشرات عبر أرجاء المكان والروائح الكريهة ليقول سفيان في هذا الصدد بأنه طالما مثل هذه الظاهرة بالسوق الأسبوعي لبلدية الرغاية ويضيف المتحدث بأن هناك تجار يقومون بعرض اللحوم على طاولات متسخة وغير نظيفة طوال ساعات اليوم الحارة، ورغم ذلك فإن هذه اللحوم تستقطب المواطن والذي لا يتردد في اقتناء مثل هذه اللحوم وذلك لأثمانها الزهيدة مقارنة مع اللحوم التي تباع بالأسواق المنتظمة وهو ما أطلعنا عليه عمر ليقول في هذا الصدد بأنه يشتري مثل هذه اللحوم المعروضة خارجا بصفة دورية لأسعارها المغرية والتي تتناسب ودخل المواطن البسيط ليضيف المتحدث بأن هذه اللحوم طازجة وجديدة. الاسعار المغرية ساهمت في زيادة الاقبال عليها وترى بعض المتسوقات أن اللحم المباع على مستوى الأسواق أفضل من لحم القصابات ، سواء تعلق الأمر بالثمن المحدد له وحتى من حيث نوعيته. و هو ما اعربت عنه عائشة قائلة إنني أفضل شراء اللحم من هؤلاء الباعة بدل شرائها من القصابة لأنها ليست غالية الثمن بينما باعة القصابات يبيعونها بأسعار جد مرتفعة غير أن رأي جميلة يختلف تماما عن رأي عائشة لتقول في هذا الصدد صحيح أننا لم نسمع أي أخبار عن تسمم غذائي وقع بسبب أكل هذه اللحوم الحمراء من هذا السوق ، لكن مثلما يقول المثل ليس في كل مرة تسلم الجرة ، قد نسلم هذه المرة والأكيد أننا لن نسلم في مرات أخرى لتضيف من يدرينا أن ما يباع لنا هو لحم مر على المراقبة البيطرية وأن تلك البقرة غير مصابة بأي مرض وأراد صاحبها التخلص منها، وخلصت ذات المتحدثة كلامها نتمنى أن تأخذ الجهات المعنية بعين الاعتبار هذه الظاهرة قبل أن يفوت الأوان ويقع ما لا في الحسبان باعة : نحن لا نبيع لحم الحمير اعتبر بعض باعة اللحوم الحمراء داخل الأسواق الأسبوعية الذين تحدثننا إليهم انتقاداتنا نوع من التدخل في شؤون تجارتهم ومحاولة لضرب بضاعتهم لأنهم يبيعون لحما نقيا ولا يبيعون لحم الحمير مثلما فعل أصحاب القصابات. وقال أحدهم لست أسمم الناس هذه ماشيتنا لذا نبيعها بالثمن الذي نرغبه ولسنا ملزمين بأن نبيع اللحم بمقياس الباعة في المحلات و أؤكد أنها ليست مريضة فنحن أيضا عندما نشعر أن بها داء نأخذها إلى الطبيب البيطري ولا نذبحها ولا نبيعها لنعوض ما خسرناه من المال . محلات الذبح العشوائي للدواجن تفرض منطقها بالبليدة وعلى غرار ذلك عرفت محلات بيع ذبح الدواجن العشوائي في المحيط العمراني بولاية البليدة انتشارا كبيرا مشوهة بتكاثرها و افتقادها لشروط النظافة الوجه الجمالي للمدينة, حسبما لوحظ. وأنت تتجول بالشوارع والأحياء السكنية تقابلك هذه المحلات التي انتشرت كالفطريات لما تلقاه من إقبال كبير من طرف المواطنين سيما أصحاب الدخل الضعيف الذين وجدوا في سعر الدجاج الحي المنخفض مقارنة بذلك المتواجد بالقصابات سببا كافيا في التهافت على هذه السلع المعروضة في الهواء الطلق. و يتراوح سعر هذا النوع من الدجاج حسبما لوحظ بين 160 و 220 دج في هذه المحلات مقابل 260 و 300 دج لدى القصابات. كما ساهمت خدمة تنظيف الدجاج من الريش بعدما يتم نحره بعين المكان و في مدة لا تزيد عن العشر دقائق في جلب المزيد من الزبائن الذين استحسنوا هذه الخدمة التي تضاف إلى السعر المنخفض الذي يعرضه هؤلاء مقارنة ببائعي القصابات. و تجد هذه المحلات تتوفر على العديد من طيور الدجاج الحي التي يتم وضعها غالبا عند مدخل المحل لجلب انتباه المستهلك بالموازاة مع وضع لافتات عشوائية تحمل شعارات دجاج حي للذبح و غيرها وسط روائح كريهة تزكم الأنوف و انتشار لافت للبعوض. و لعل ما يشد نظرك لهذه المحلات هو تواجدها في محيط عمراني و بالقرب من العديد من المساكن عكس ما كانت عليه في السابق أين كان يمارس أصحابها هذا النشاط خارج المحيط العمراني أو على حواف الطرقات بالبلديات الريفية أو المناطق النائية و هو الأمر الذي أثر و بشكل ملحوظ على البيئة و ساهم في تدهورها. فعلاوة على المساس بالوجه الجمالي للأحياء و المدينة ككل يخلف أصحاب هذا النشاط العديد من النفايات و الفضلات (ريش و أجزاء من الدواجن) التي يتم طرحها بصورة فوضوية لتجد هذه الأخيرة ضمن المفرغات المخصصة لسكان الحي. الروائح الكريهة و النفايات ثالوث يلاحق المواطنين و قد تسببت هذه الوضعية في طرح العديد من المواطنين لشكاوي رفعوها بالمناسبة للجهات الوصية (البلدية) حيث طالبوا بغلق هذه المحلات و تحويلها خارج إطارهم المعيشي. كما تلقت من جهتها مصالح التجارة شكاوي من عدد من تجار هذا النوع من النشاط ممن يعملون بصورة قانونية لمنافستهم غير قانونية لهؤلاء حيث لا يحوزون على سجلات تجارية أو رخصة من مصالح البيطرة حسب تأكيدات مصالح التجارة. وفي ظل انتشار هذه الظاهرة التي تنبأ بوقوع كارثة بيئية و صحية أكدت مديرية التجارة للولاية في أنها شنت في الآونة الأخيرة و بناء على شكاوي رفعت إليها حملة مراقبة واسعة لنشاط هؤلاء التجار حيث قررت غلق العديد من المحلات التي لا يتوفر أصحابها على سجلات تجارية. و أكد رئيس مصلحة حماية المستهلك و قمع الغش كمال حسان بليدي أن مصالحه قامت ب43 تدخلا على مستوى البليدة الكبرى (البليدة و أولاديعيش و بني مراد) التي انطلقت بها الحملة كمرحلة أولى نجم عنه غلق تسع محلات ثمانية لغياب السجل التجاري و أخر لنقص النظافة. و استحوذت بلدية البليدة على حصة الأسد من هذه الحملة بعد غلق عدد هام من محلات هذا النشاط كانت تعمل بصورة غير قانونية و وسط محيط عمراني. و أوضح ذات المسؤول أن هذه العملية لا تزال متواصلة و ستتوسع في الأيام القادمة لتشمل كافة بلديات الولاية و ذلك في إطار مسعى الحفاظ على صحة المستهلك و نظافة المحيط. و أضاف أنه يجري حاليا التنسيق رفقة المصالح المعنية على غرار السجل التجاري و الفلاحة و البيطرة لاتخاذ إجراءات تمنع توسع هذا النشاط في المحيط العمراني مع تكثيف الرقابة. و اخرى تباع على الرصيف بدون ثلاجة التبريد بورقلة ولا يختلف الأمر بالنسبة للسوق الأسبوعي لولاية ورقلة والذي يوفر أسبوعيا عشرات الكيلوغرامات من اللحوم بمختلف مصادرها الحيوانية ليقوم المستهلك بدوره باستهلاكها دون مراعاة شروط النظافة والوسط الذي تسوق فيه هذه الأخيرة فمظاهر العفن تطغى على الوضع بدء من الذبح العشوائي وانتشار مخلفات الذبح والروائح النفاثة وانتشار القاذورات على نطاق واسع إذ لا يتقيد الباعة بشروط السلامة الصحية ناهيك عن وضع اللحوم بطاولات معدنية تفتقد للنظافة والسلامة إلى تعليق اللحوم وعرضها قبلة للحشرات والجو الملوث والغبار وهو ما أطلعنا عليه نبيل ليطلعنا في هذا الصدد بأن باعة اللحوم بالسوق الأسبوعي لورقلة لا يتقيدون بمعايير السلامة والصحة ولا تهمهم صحة المستهلك ، و بالرغم من كل ذلك يقبل عشرات الأشخاص على مثل هذه اللحوم هربا من الأسعار المرتفعة التي بالمحلات المرخصة وهو ما أطلعتنا عليه فاطمة لتقول في هذا الصدد بأن وجهتها في اقتناء اللحوم هي السوق الأسبوعي لتضيف المتحدثة بأن الأسعار المتاحة لا تتوفر في أي منطقة أخرى وأن اللحوم التي تباع طازجة من المربي إلى المستهلك ويشاطرها الرأي محمد ليقول في السياق ذاته بأن الباعة يبيعون لحوما طازجة وجديدة مقارنة بما يتوفر بالمحلات، ويغفل كثيرون عن جانب التبريد التي تحتاجه اللحوم التي تمكنها من تجنب التلف وهو ما لا يتوفر بالأسواق أين يقوم البائع بوضع اللحم بدرجات عالية تكفي لإتلاف اللحوم وهو ما اطلعنا عليه أمين ليقول في هذا الصدد بأنه لا يشتري اللحوم من الأسواق الفوضوية لأنها غير أمنة وغير مضمونة ليضيف المتحدث بأنه يعرف أشخاصا أصيبوا بتسمم من وراء تناول لحوم تباع عشوائيا ويرى كثيرون أن الحفاظ على الصحة ومقاطعة هذه اللحوم الحل الأنسب لتجنب الأسوأ وهو ما أطلعنا عليه مهدي ليقول في هذا الصدد بأنه لا يتجه لمثل هذه الأسواق حتى وإن كانت بالمجان ليضيف المتحدث بأن الوقاية خير من العلاج. عزوق :اللحوم التي تباع في هذه الأسواق مجهولة المصدر في ظل هذا الواقع الذي تشهد فيه العديد من الولايات انتشار ظاهرة البيع العشوائي للحوم بالاسواق الاسبوعية أكد كمال عزوق رئيس جمعية حماية وترقية المستهلك لولاية البليدة بأن ظاهرة بيع اللحوم في الهواء الطلق هي ظاهرة خطيرة وتهدد صحة المواطنين ولقد تكلمنا عنها في عدة مرات وطرحنا المشكل في عدة مناسبات حيث ان الماشية التي تذبح وتباع مجهولة المصدر وغير مراقبة ولم تخضع للمعاينة البيطرية وقد تكون ماشية مريضة أو ميتة أو مصابة وغيرها وننصح المواطن بأن لا يشتري من هذه الأسواق الفوضوية الغير مضمونة حيث أن الأدوات والمعدات المستعملة في الذبح والتقطيع غير مطابقة وغير نظيفة ولا يتقيد أصحابها بشروط النظافة كما ان اللحوم لا توضع في المبردات ناهيك عن الأكياس البلاستيكية التي يسوق فيها اللحم والتي قد تكون سامة وغير صحية ، وننصح المواطن أيضا بأن لا يلهث وراء الأسعار على حساب صحته وخاصة أن هذه الأسواق غير متحكم بها وغير منتظمة ولا تخضع للرقابة ونوجه نداء للسلطات بأن تجد حل للحد من الظاهرة وردع التجاوزات والمخالفات التي تحفظ صحة وسلامة المستهلك وخاصة أن فصل الصيف على الأبواب أين تكثر التسممات الغذائية و للحد من هذه الظاهرة اطلق العديد من الفاعلين في المجتمع المدني حملة ذات منفعة عامة وهو ما اكده ذات المتحدث مضيفا بقوله لاحظنا في الأيام الماضية تسابق المستهلك للدخول الأسواق الأسبوعية الفوضاوية في كل ولايات الوطن لغرض إقتناء اللحوم البيضاء و الحمراء لشهر رمضان الكريم . لقصوري يحمل المسؤولية السلطات المحلية و من جهته اكد سمير لقصوري نائب الأمين العام لمنظمة حماية المستهلك في اتصال ل السياسي بأن ما يعرض بالأسواق الغير نظامية من لحوم حمراء ودواجن هي لحوم غير صالحة للاستهلاك حيث يمكن أن يكون مصدرها من مربيين غير نظاميين وانتشار هذه الظاهرة هو غياب أسواق نظامية في المدن الداخلية والتجمعات السكنية الجديدة حيث وجد المربين ضالتهم لتسويق بضاعتهم من لحوم غير صالحة للاستهلاك حيث يمكن أن تكون الماشية أو الدواجن مريضة أو تكون جيفة إضافة إلى طريقة العرض تحت أشعة الشمس وتلوث الجو والذي يزيد من استفحال البكتيريا وهو ما يشكل الخطورة الأكبر على صحة المستهلك وهناك غياب تام لثقافة الاستهلاك لدى المواطن حيث يختار دوما الأسعار المغرية كما يركزون على الدواجن والماشية التي تذبح أمام أعينهم والتي قد تكون مصابة بالأمراض وهنا تقع المسئولية على رؤساء البلديات حيث يجب ان يكونوا مرفقين بأعوان الأمن لمحاربة الظاهرة. بن أشنهو: التسممات الغذائية تهدد مستهلكي هذه اللحوم و في ذات السياق أكد فتحي بن أشنهو طبيب في الصحة العمومية بأن المواد الغذائية بالأخص اللحوم التي تعرض لأشعة الشمس تولد الملايين من الميكروبات والبكتيريا خلال ساعات قليلة فقط وذلك لاحتوائها على الدم والميكروب يتغذى من الدم والحرارة تسهل نمو الميكروب وأشعة الشمس والحرارة هو تهيئة للميكروب وما نلاحظه من تصرفات هو مرض والخطورة بحد ذاته حيث أن البعض يعلق اللحوم وأحشاء الخرفان في الهواء الطلق غير محفوظة بمبردات تضمن حفظها وهذه هي الخطورة حيث يجب أن تكون اللحوم بدرجات برودة عالية وهؤلاء يعرضونها طوال اليوم لأشعة الشمس والحرارة ويقومون بوضعها بالمبرد مساء ليعيدوا عرضها صباحا وهذا هو الميكروب والبكتيريا التي تهدد حياة الأشخاص وتسبب التسمم ومن جهة أخرى فإن الباعة يضعون هذه اللحوم بأكياس بلاستيكية ملوثة وغير صحية وتفتقد للنظافة وهذه خطورة أخرى كما أن بعض الباعة يحتالون على المواطنين حيث إذا فسد اللحم وتغير لونه يقومون برحيه وبيعه وهذه خطورة كبيرة أيضا لأن الميكروبات لا ترى بالعين المجردة لذا يتوجب على المستهلك أن يتفطن لهذه النقطة وهنا دور مصالح الرقابة وضمان الصحة للسلطات البلدية حيث يجب عليها النزول للميدان ومراقبة مثل هذه التجاوزات.