أكد بعنابة، مشاركون في أشغال الملتقى الدولي يوغرطة يواجه روما ، أن مسار الملك البربري يوغرطة أثرى الأدب والذاكرة الجماعية لسكان شمال إفريقيا. وركّز متدخلون في أشغال اليوم الثاني من هذا الملتقى، الذي يحتضنه المسرح الجهوي عز الدين مجوبي ، على أهم الصفات التي جعلت من يوغرطة قائدا بطوليا في الذاكرة الجماعية بالمنطقة خاصة بعد تمكنه من الوقوف في وجه الأطماع التوسعية لروما والحفاظ على وحدة وصلابة الأرض النوميدية. وأشارت الدكتورة مالحة بن براهيم بن حمدوش مختصة في التاريخ القديم من رنسا إلى أن هذا الملك النوميدي يوغرطة الذي عاش في الفترة ما بين 160 ق م إلى 104 ق م، تحول من مجرد بطل صنع جزء من تاريخ شمال إفريقيا ليصل خاصة بداية من سنوات 1930 وإلى غاية استقلال الجزائر إلى رمز مرتبط بالهوية ومرجع مشترك لكل المناضلين من أجل القضية الوطنية من سياسيين وأدباء وشعراء. وذكرت في مداخلتها بعنوان يوغرطة من شخصية تاريخية إلى شخصية تراثية ، مجموعة من الكتابات التي أشادت بالدور البطولي ليوغرطا بالمنطقة من بينها الأبيات الشعرية باللغة الأمازيغية التي كتبها الشاعر إيدير آيت عمران سنة 1945 وكذا مؤلف بعنوان رسالة يوغرطة سنة 1947 للكاتب محمد شريف ساحلي وقبلهما جون عمروش الذي ألف كتابا سنة 1943 تحت عنوان يوغرطة الخالد . كما ركّز الأستاذ راموندو زوكا، وهو دكتور في التاريخ والباحث المختص في الأثار الرومانية بجامعة ساساري بإيطاليا على الحروب والمقاومة المتعددة الجبهات التي قادها يوغرطة قبل وبعد حكمه للمملكة النوميدية بداية من بني عمه وهما في نفس الوقت أخواه من التبني اللذان حاولا ازاحته من العرش، ثم بعد ذلك الرومان الذين قاومهم وانتصر عليهم بعد 7 سنوات من الحرب. وحاول المحاضر من خلال مداخلته الموسومة ب المحاربون في صفوف يوغرطة ، بأن يجيب عن أسئلة متعلقة بتنظيم الجيش النوميدي المقاوم للحملة التوسعية الرومانية والرتب العسكرية والصفات التي يتمتع بها المجندون مع يوغرطة مركزا في هذا الشأن على ما أورده الكاتب اليوناني ساليستيوس في كتابه حرب يوغرطة . وقد نظم الملتقى الدولي يوغرطة يواجه روما الذي جرت أشغاله تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بالتعاون مع وزارة الثقافة وجامعة باجي مختار بعنابة.