عرض وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون ، أمس، سياسة السكن في الجزائر ومنجزات القطاع وهذا في مؤتمر الأممالمتحدة الثالث للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة الموئل الثالث الذي يقام من 17 إلى 20 أكتوبر بكيتو (الإكوادور). وخلال تدخله في أشغال المؤتمر-الذي يقام كل عشرين سنة- أبرز تبون إشكاليات السكن والتنمية الحضرية المستدامة في الجزائر والسياسة المتبعة من طرف الجزائر منذ مطلع سنوات 2000 والتي ترمي إلى حصول أكبر عدد ممكن من المواطنين على سكن ملائم في بيئة مزودة بكافة المرافق الضرورية (سكن مدمج) حسب ما جاء في بيان للوزارة. و تهدف هذه السياسة أساسا -يضيف الوزير- إلى امتصاص العجز في السكنات الذي كانت تعرفه البلاد على مر السنين و القضاء على البيوت القصديرية التي انتشرت بضواحي المدن لاسيما الكبرى منها. وفي بداية 1999 كانت الجزائر تعرف عجزا في السكن يقدر بثلاثة ملايين وحدة سكنية و تحصي أكثر من 350.000 عائلة تسكن في البيوت القصديرية. و في إطار هذه السياسة تم تطوير عرض عقاري للسكنات بتنويع الصيغ و إطلاق عديد البرامج السكنية في الفترة من 2000 إلى 2015 لمواجهة هذه الإشكالية مع تدارك كل النقائص المسجلة في التزويد بالمياه و الكهرباء و التطهير الصحي و المدارس و الثانويات والجامعات. و من 2000 إلى 2015 بلغت السكنات المنجزة 9ر2 مليون وحدة سكنية من مختلف الصيغ منها 60 بالمائة في الوسط الحضري و 40 بالمائة في الوسط الريفي حسب الأرقام التي قدمها السيد تبون. و تمثل السكنات من النوع الاجتماعي الإيجاري-الممولة كليا من طرف ميزانية الدولة- 30 بالمائة من إجمالي السكنات والسكنات الريفية (مدعمة من طرف الدولة) 40 بالمائة والسكنات الحضرية المدعمة من طرف الدولة و الموجهة للفئات الاجتماعية ذات الدخل المتوسط 15 بالمائة و السكنات الترقوية ذات الطابع التجاري 15 بالمائة. وقد سمحت هذه البرامج السكنية بتقليص العجز المسجل بشكل معتبر و تقليصه إلى حوالي 400.000 وحدة سكنية و هو مستوى مقبول حسب السيد تبون. وتتوقع الجزائر بحلول 2018 امتصاص العجز كليا و وضع حد نهائي لأزمة السكن التي استمرت عشرات السنين ووصلت إلى مستويات لا تحتمل. وفيما يتعلق بالقضاء على البيوت القصديرية فقد تم اسكان ما يقارب 200.000 عائلة كانت تقطن في بيوت قصديرية في سكنات جديدة في الفترة من 2005 إلى 2015 منها 45.000 عائلة في الجزائر العاصمة. و بذلك أصبحت الجزائر العاصمة أول عاصمة إفريقية و عربية نجحت في تحدي القضاء على البيوت القصديرية المتواجدة بها و التي كانت تشوه صورتها على الصعيدين المعماري و العمراني. ويشجع موئل الأممالمتحدة على بناء بلدات و مدن مستدامة اجتماعيا وبيئيا حيث يشكل هذا البرنامج مركز التنسيق لجميع مسائل التوسع الحضري و المستوطنات البشرية في منظومة الأممالمتحدة.