تشكّل القدرات السياحية الهائلة التي تزخر بها ولاية تمنراست رصيدا هاما لتكريسها منطقة سياحية بامتياز، والتي تظل في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتثمينها مما سيسمح بإعطائها مساحة أوسع لتعزيز مكانتها وترقية وجهتها كقطب سياحي. ويجمع عديد المتعاملين المحليين في المجال السياحي أن منطقة الأهڤار، التي تتمتع بموقع جغرافي متميز بقلب الجنوب الكبير، توفرها على مؤهلات عديدة ومتنوعة طبيعية وتراثية وثقافية، يتطلبها النشاط السياحي تضاف لها الرغبة الكبيرة للناشطين في هذا المجال الذين يتوقون لتحقيق مزيدا من الإزدهار السياحي للمنطقة اعتمادا على التحفيزات والتسهيلات التي وضعتها السلطات العمومية لفائدة المستثمرين. وتنتشر عبر هذه المنطقة الشاسعة من الجنوب الكبير، على سبيل المثال لا الحصر، مواقع شهيرة ذات أهمية سياحية وطبيعية وتاريخية من أهمها الأسكرام التي تشتهر بكونها أجمل منطقة سياحية في العالم يشاهد فيها مناظر شروق وغروب الشمس، بالإضافة إلى مناطق التيدكلت بعين صالح وظازروك وتيت وأهنت والتفدست وأبالسة التي تحتضن ضريح ملكة التوارڤ تينهنان. كما تعد حظيرة الأهڤار متحفا طبيعيا وتاريخيا مفتوحا يضم عديد اللوحات التي تسرد جوانب من الذاكرة الإنسانية منذ القديم وقد صنفت المواقع الأثرية للحظيرة ضمن قائمة التراث العالمي المحفوظ. وتستقطب المعالم التاريخية على مدار أيام السنة وفودا من السياح خاصة الأجانب الذين تستهويهم محطات الرسومات والنقوش الصخرية لصور الحيوانات والرموز والطقوس وكتابات التفيناغ إلى جانب بعض المعالم الدينية والثقافية، مثل كنيسة الأب شارل دو فوكو بتمنراست وصومعة الخلوة بأسكرام وقصر موسى أق أمستان والزوايا العلمية والمساجد العتيقة ذات الهندسة المعمارية الرائعة. تطلع لتحقيق تنمية سياحية مزدهرة ومستدامة أدرجت عدة عمليات بمنطقة الأهڤار في مجال السياحة والصناعة التقليدية، والتي تعكس التطلع نحو تحقيق تنمية سياحية مزدهرة ومستدامة. ويتعلق الأمر بالخصوص بتوفير أربع مناطق جديدة للتوسع السياحي، مما سيفتح آفاقا جديدة لتوسيع وترقية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي بهذه المنطقة من الجنوب الكبير. وتتمثل هذه الفضاءات الجديدة في منطقة أقنار، الواقعة بمدخل مدينة تمنراست والممتدة على مساحة 250 هكتار وعلى مستوى منطقتي إدلس، 23 هكتار وداغمولي، 6 هكتار، إلى جانب منطقة جواليل بعين صالح بمساحة 30 هكتار، كما أوضحت مديرية السياحة والصناعة التقليدية. ويراهن على المناطق الجديدة للتوسع السياحي أن تساهم مستقبلا في دعم شبكة هياكل الاستقبال بالمنطقة مما سيضمن توفير مزيد من الخدمات وبنوعية ممتازة لفائدة السياح الوافدين من داخل وخارج الوطن. وتتوفر ولاية تمنراست حاليا على هياكل ومنشآت استقبال متنوعة تتماشى و طبيعة الخدمات السياحية المقدمة بين فنادق ومخيمات تقليدية موزعة عبر إقليم الولاية والتي تتمثل في ثمانية فنادق و10 مخيمات بطاقة استقبال إجمالية تصل إلى حوالي 1.370 سرير كما توفر أزيد من 250 منصب شغل دائم، حسب معطيات مديرية القطاع. مبادرات محلية لإنعاش النشاط السياحي بالمنطقة وبغرض إنعاش النشاط السياحي للمنطقة، فقد نظمت مبادرات محلية في هذا الإتجاه ومن بينها تنظيم مؤخرا قافلة للترويج السياحي بمبادرة من الديوان المحلي للسياحة والوكالات السياحية المحلية وشاركت فيها ولمدة ثلاثة أيام 26 وكالة سياحية من مختلف ولايات الوطن إلى جانب وفود إعلامية بغرض الترويج للمؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة. وسمحت هذه المبادرة المحلية بالوصول إلى اتفاق بين المشاركين فيها يقضي بتنظيم رحلات منظمة خلال نهاية هذه السنة إلى تمنراست ضمن برنامج نشاط أصحاب وكالات السياحة، كما أوضح مسؤولو الديوان المحلي للسياحة. وبالمناسبة، أكد مسؤول الديوان، حميدو عبد الله، على ضرورة تخصيص رحلات جوية إضافية لضمان نجاح عملية استقبال السياح لترقية السياحة الوطنية سيما وأن هناك الكثير من السياح وطنيين وأجانب مهتمين بزيارة المنطقة خلال أعياد نهاية السنة. وحسب ذات المتحدث فإنه يتم حاليا التحضير لتنظيم رحلة إعلامية لفائدة متعاملين أجانب ووسائل إعلام أجنبية مطلع 2017 لغرض الترويج السياحي. وضمن هذه الجهود دائما، فقد أعيد فتح أربعة مسالك سياحية أمام الحركة السياحية والمتمثلة في موقع طاسيلي هقار وأهنت وتفادست وأسكرم، كما أعلن عن ذلك في آخر زيارة لوزير القطاع إلى المنطقة. الصناعة التقليدية بالأهڤار.. رافد آخر لترقية النشاط السياحي بالمنطقة يعرف قطاع الصناعة التقليدية انتعاشا كبيرا بالأهڤار والذي من شأنه أن يساهم في إعطاء ديناميكية سياحية واقتصادية من خلال ما يتم إنتاجه من مواد وتحف تقليدية ولباس تقليدي وأثاث وغيره. وتحصي غرفة الصناعة التقليدية والحرف حاليا ما يفوق ال5.800 حرفي مسجل في مجالات حرفية مختلفة تتوزع ما بين صناعة الحلي والملابس التقليدية والطرز والخياطة وصناعة الفخار والطين. وتم تدعيم مهارات الحرفيين في مجال الحلي التقليدية من خلال فتح المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة بتمنراست ضمن برنامج تعاون جزائري - برازيلي والتي يتواجد مقرها حاليا بغرفة الصناعة التقليدية. وساهمت المدرسة، إلى حد الآن، في تكوين أكثر من 80 حرفيا في مجالات مختلفة متعلقة بنحت وصقل الأحجار الكريمة مما ساعدهم على تطوير منتجاتهم من الحلي التقليدية وإضفاء عليها لمسات جمالية زادت من درجة الترويج لها حيث تشهد إقبالا وطلبا كبيرا عليها من قبل السياح مما ساهم ذلك في إنعاش سوق الحلي التقليدية بالمنطقة.