عرفت ولاية البليدة، خلال سنة 2016، استرجاع لقب مدينة الورود عن جدارة، من خلال استعادة شوارعها وأحيائها لزينتها ورونقها المعهود، وذلك بفضل تضافر جهود السلطات المحلية والمواطنين الذين عملوا جنبا إلى جنب في مختلف عمليات التزيين وإعادة التهيئة. وأضحى الزائر لمدينة الورود يلاحظ هذا التغيير الإيجابي الذي يشمل المساحات الخضراء التي استحدثت والورود التي غرست والطرقات التي هيئت والشوارع التي أعيد طلاؤها بألوان زاهية وأعمدة الكهرباء التي استعادت إنارتها، مما أعاد البليدة إلى عهدها السابق الذي اشتهرت به على المستوى الوطني وحتى الدولي. وتحولت الولاية منذ نهاية سنة 2015 لورشة كبيرة تسير بديناميكية عالية بشهادة العام و الخاص وذلك بفضل منهجية السلطات المحلية التي عملت على تحسيس المواطنين والمجتمع المدني ورجال الأعمال والصناعيين حول ضرورة المشاركة في تنمية ولايتهم والنهوض بها. إعادة تهيئة وإنجاز الفضاءات العمومية ومن جهتهم، قام المستثمرون المحليون، على كثرتهم، بالانخراط في هذه الديناميكية والمشاركة فيها حيث اختار كل واحد منهم مساحة وأنجز فيها حدائق وفضاءات لتسلية ونافورات. و سجل هذا المسعى تجاوبا فاق كل التوقعات وتم في بحر سنة 2016 تدشين عدة مواقع تم تأهيلها وصيانتها أو بناؤها أنجزها خواص بدون أي تمويل من الدولة. واستحسن هؤلاء المحسنون المتطوعون فكرة تزيين مدينتهم إلى درجة انهم اصبحوا يتنافسون فيما بينهم في انجاز الساحة أو الفضاء الأجمل والأبهى. وعادت تلك المنافسة بالفائدة على مدينة البليدة التي أضحت تلبس أبهى الحللوأصبحت الساحات العمومية مزينة بالعشب الأخضر الطبيعي والورود تتوسطها نافورات المياه الملونة التي تتعالى وتتراقص مياهها. وتم بفضل تلك الجهود تزيين الأشجار بمصابيح صغيرة ملونة مما صنع فرحة الجالسين فيها من مواطنين من مختلف الأعمار وحتى النساء اللاتي أصبحن يخرجن مع أطفالهن للجلوس والسهر في هذه الأماكن العمومية وهو المنظر الذي افتقدته المدينة منذ سنوات عدة. غرس 140 ألف وردة في أكبر عملية تطوعية وسبقت هذه الحملة إطلاق عملية غرس 50 ألف وردة وزهرة عبر كامل تراب الولاية بمناسبة عيد النصر المصادف ل19 مارس وهي المبادرة التي حققت نجاحا باهرا وتجاوزت الهدف المحدد ليصل عدد النباتات المغروسة إلى أزيد من 140 ألف شجيرة ووردة من مختلف الأنواع والأشكال وذلك في اكبر عملية تطوعية بالولاية. ورافقت هذه العملية حملات واسعة لتنظيف أحياء وشوارع عروس المتيجة شارك فيها الآلاف من سكان الولاية وعمالها وموظفيها تم خلالها رفع الأطنان من النفايات الهامدة التي كانت منتشرة عبر المدينة والتي كانت تشوه الوجه الجميل لها. كما شهد شهر رمضان الفارط حملة البليدة في حلة جديدة ، تم خلالها دهن وتزيين واجهات كافة المؤسسات العمومية والخاصة والإدارات وحتى المحلات التجارية في مسعى لتحسين الوجه الجمالي لمدينة الورود وهي العملية التي تحققت هي الأخرى بنجاح كبير وذلك بفضل مساهمة عدد كبير من المتعاملين الاقتصاديين وصناعيي المدينة من خلال التبرع بآلاف الدلاء من الطلاء. وشمل استرجاع الوجه الجمالي للمدينة عملية كبيرة للقضاء على أكبر الأسواق الفوضوية بالولاية والتي كانت تعكس وجها بشعا لها كما كانت تحتضن بؤر الانحراف والتجارة الفوضوية، على غرار سوق باب الجزائر بوسط المدينة والجواجلة بأولاد يعيش واكبر سوق فوضوي بمدينة بوفاريك والعفرون وموازية مما ساهم بشكل كبير في تنفس الأرصفة وتخليصها من الزحام الذي كانت تتسبب فيه هذه الأنشطة الفوضوية. مؤسسات جديدة لرفع النفايات والاهتمام بالحدائق وفي مسعى لتجسيد هدفها والتكفل الأفضل بمشكلة رفع النفايات وتزيين الحدائق والمساحات الخضراء وصيانة الإنارة العمومية في البلديات ال25 التي تحصيها الولاية، بادرت السلطات بإنشاء ثلاث مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وهي متيجة نظافة و متيجة حدائق و متيجة إنارة ، لتنجز مهامها كما تدل عليه أسماؤها. وبالفعل، ساهمت هذه المؤسسات الثلاث منذ دخولها حيز الخدمة في أوت الفارط في التخفيف من مهام البلديات بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطن. مسابقة أنظف حي تتويجا للجهود المبذولة طيلة السنة ولتتويج الجهود المبذولة طيلة سنة 2016 في مجال تزيين البيئة والمحيط، أعلنت السلطات المحلية خلال شهر ديسمبر الجاري عن إطلاق مسابقة البليدة وريدة لاختيار أجمل وأنظف حي وحديقة عمومية ومساحة خضراء ومؤسسة تربوية وتكوينية بالإضافة إلى اختيار أجمل واجهة محلات تجارية أو سكنية. وخصصت مبالغ مالية مغرية للفائزين في المسابقة حددت ب2 مليون دج لجائزة أحسن حي وذلك لتحفيز المتسابقين على بذل أقصى الجهود في تنظيف أحيائهم والسهر على المحافظة على جمالها وإشراك المواطنين في هذه العملية، حسب تصريحات مصالح الولاية. كما ترمي هذه المسابقة إلى الحفاظ على صورة مدينة الورود التي تم استرجاعها خلال الفترة الأخيرة من خلال حملات التنظيف والتزيين التي قوبلت باستحسان وترحيب كبيرين من طرف البليديين. وسيتم الافتتاح الرسمي لهذه العملية في شهر جانفي الجاري حيث تشرف عليها لجنة ولائية تضم إطارات من مختلف القطاعات، لينظم حفل الإعلان عن الفائزين في 5 جويلية 2017 تزامنا مع الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب.