واصلت الجزائر استقبالها المسؤولين الليبيين وذلك في سياق العمل من أجل جمعهم على طاولة واحدة، حرصا منها على إعادة الاستقرار لهذا البلد الجريح المهدد بالتفكك. فبعد استقبالها كل من عقيلة صالة رئيس البرلمان الليبي، وقائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر ومن بعدها رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، جاء الدور هذه المرة على رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي، الذي حل أمس بالجزائر في زيارة تلبية لدعوة من قبل المسؤولين الجزائريين. وتأتي زيارة السويحلي للجزائر بعد يوم واحد من التصريح المثير الذي أدلى بها المشير خليفة حفتر، والذي رفض فيه الحوار مع حكومة فايز السراج، وفضل الاحتكام إلى منطق القوة من جديد، في قرار فاجأ المتابعين. وخلال هذه الزيارة، يجري السويحلي مباحثات سياسية مع عدد من المسؤولين الجزائريين رفيعي المستوى، وفقًا للصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الدولة الليبي، عبر صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك . وتهدف الجزائر من خلال استقبالها للمسؤولين الليبيين على اختلافهم في الأسابيع الأخيرة، إلى جمع الإخوة الأعداء في شرق ليبيا (بنغازي) وغربها طرابلس، على طاولة الحوار تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون مقدمة لحل يرضي جميع الأطراف، ينهي حالة الاقتتال الدارة في الجارة الشرقية، منذ الإطاحة بالزعيم الراحل، معمر القذافي. غير أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها خليفة حفتر لجريدة إيطالية، وضعت جهود الوساطة الجزائرية أمام تحد كبير، لأن عدم مشاركة رجل عسكري يحكم قبضته على منطقة بنغازي من شأنه أن يعرقل فرص الوصول إلى حل ظل غائب لسنوات.