لايزال نحو 20 من رجال الإطفاء مفقودين ويخشى أن يكونوا قد ماتوا في حريق اشتعل في مبنى مؤلف من17 طابقا، وأدى إلى انهياره في العاصمة الإيرانية طهران. وأصيب 38 شخصا على الأقل في الحريق. وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إن العشرات من رجال الإطفاء ربما كانوا داخل المبنى، واسمه مبنى بلاسكو ، عندما انهار كليا في غضون ثوان معدودة. وقال رئيس بلدية طهران، محمد باقر قاليباف، إنه يعتقد أن عددا من رجال الإطفاء كانوا داخل المبنى لدى انهياره. وكان 200 من رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق. ولايزال رجال الإنقاذ والكلاب يبحثون بين الأنقاض عن أحياء. وكان مبنى بلاسكو أعلى مباني طهران عندما شيد في اوائل الستينيات، وكان يضم مركزا للتسوق وورش خياطة. وقال جلال مالكي الناطق باسم دائرة الاطفاء في العاصمة الإيرانية إن المبنى كان يفتقر الى اجهزة اطفاء. ونقلت وكالة فرانس برس عن مالكي قوله: حذرنا الجهة التي تدير المبنى مرارا بأنه يفتقر لشروط الامان . وقال: كانت كميات كبيرة من الألبسة مخزونة عند سلالم المبنى، وهو امر مناف لمعايير السلامة. ولكن مديري المبنى تجاهلوا إنذاراتنا . واضاف ان 70 من رجال الإطفاء، على الاقل، اصيبوا بجروح وان 23 منهم نقلوا الى المستشفيات. ودعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الى إجراء تحقيق فوري للتوصل الى اسباب اندلاع الحريق الذي وصفه بالمؤسف. وكان مبنى بلاسكو يضم نحو 400 وحدة تجارية إضافة الى العديد من الورش. وشيد المبنى حبيب الله الغانيان، وهو رجل اعمال إيراني يهودي بارز اعتقل بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ونفذ فيه حكم الإعدام لارتباطاته مع اسرائيل. ويعتقد ان الحريق اندلع في الطابق الثامن من المبنى وانتشر بسرعة الى الورش الكائنة في طوابقه العليا. وأظهرت الصور الأولى اللهب والدخان ينبعثان من قمة المبنى. وقال أحد رجال الإطفاء لوكالة فرانس برس للأنباء: كنت داخل المبنى، وفجأة شعرت بالمبنى يهتز وعلى وشك الانهيار. تجمع الزملاء وخرجنا، وبعد دقيقة واحدة انهار المبنى . وقال أحد أصحاب المتاجر لوكالة رويترز : كان المشهد كأحد أفلام الرعب . وقال محافظ طهران إنه لا يعتقد أن هناك مدنيين محصورون تحت الأنقاض، لكن شهودا قالوا لوكالة أسوشيتد برس للأنباء إنهم رأوا بعض الناس يتسللون عبر الطوق الذي فرضته الشرطة في محاولة لاستعادة ممتلكاتهم من المبنى. ونقل التلفزيون الرسمي صورا لبعض أصحاب المحال يحاولون الدخول بين الحطام. وقالت إحدى السيدات إن ولديها وأخيها كانوا يعملون في إحدى مشاغل صناعة الملابس الكثيرة الموجودة في المبنى. وقالت المرأة لوكالة أسوشيتد برس : لا أعرف أين هم الآن؟ . وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن المبنى سبق أن اشتعلت فيه النيران. وطلب الرئيس حسن روحاني من وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، التحقيق في الحادث ووصفه بأنه مؤسف للغاية.