تم جمع قرابة ال17.000 طن من النفايات خلال سنة 2016 على مستوى حي القصبة العريق بالعاصمة بمعدل 1400 طن شهريا و45 طن يوميا، حسبما أفادت به مصالح المؤسسة المختصة في النظافة لولاية الجزائر (نات كوم). وأوضحت يعقوبي نسيمة، المكلفة بالإعلام لدى المؤسسة، أن مصالح (نات كوم) رفعت 16.692 طن من النفايات خلال سنة 2016 على مستوى حي القصبة العريق بمعدل 1400 طن شهريا و45 طن يوميا في إطار برنامج الحفاظ وحماية هذا المعلم التاريخي العريق. وبالمقابل، سجلت ذات المصالح خلال شهر جانفي 2017 رفع 1350 طن من النفايات المنزلية بالقصبة إلى جانب ما تفرزه المحلات والأسواق الفوضوية وهو ما دفع المؤسسة، حسبها، لتنظيم حملات تحسيسية لفائدة المواطنين للتحسيس بأخطار تراكم النفايات على الصحة والمحيط. وأشارت إلى تميز القصبة بكثافة سكانية جد مرتفعة حيث تبلغ مساحتها 1ر8 كلم مربع يقطنها 52 ألف مواطن يتوزع 47 ألف قاطن منهم على مساحة 1 كلم فقط ما يعني إرتفاع كمية النفايات سواء المنزلية أو تلك المرتبطة ببقايا ردوم والركام بسبب الأشغال الجارية. وتمنح مؤسسة (نات كوم) طابعا خاصا لعملية جمع وتنظيف القصبة نظرا لخصوصياتها التاريخية والعمرانية ومكانتها في الذاكرة الجزائرية إلى جانب طابعها السياحي وذلك من خلال تكثيف عدد الأعوان والدوريات، فضلا على طابعها التجاري وكثافة سكانها. وترجع صعوبة جمع النفايات في الأحياء الضيقة للقصبة وخاصة القصبة العليا، كما تبرز المتحدثة، إلى طبيعة الهندسة المعمارية المعقدة وضيق الأزقة وتشعب شوارعها ما يعيق عمل الأعوان. وذكرت أن نوعية النسيج العمراني والبنية الهندسية المتفردة لحي القصبة أدى إلى استخدام الطريقة الكلاسيكية المتمثلة في الكنس اليدوي واستخدام الحمار وصهاريج المياه لغسل الجهة العلوية من القصبة. وأمام صعوبة ولوج الشاحنات الدكاكة وغيرها من الأدوات الحديثة في جزء من القصبة التاريخية، تضيف المتحدثة، فإن جمع النفايات مايزال يعتمد على الحمير كأداة أساسية لجمع النفايات بطريقة تقليدية وهي من صميم تراث القصبة اللامادي وميزاتها حيث يتم تسخير 52 حمارا المتواجد على مستوى حضيرة وادي قريش. ولم تتغير وظيفة الحمار في حمل النفايات في أزقة القصبة الملتوية بالجزء العلوي منذ 1815 إلى اليوم لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة التي تسمح بالمرور إلى مختلف الأزقة الضيقة. فيما يتم الإعتماد على الشاحنات والعتاد الحديث في باقي نسيج القصبة في الشوارع المتاخمة ذات الطابع الحديث. ويشرف على إسطبل الحمير بوادي قريش طبيب بيطري يقوم بعملية المراقبة ومتابعة التلقيح وطاقم من العمال يسهر على توفير الأكل طبيعيا. وتنطلق دوريات جمع النفايات على الساعة الخامسة صباحا وثانية على الساعة الثانية زوالا لتجوب مختلف أزقة وأحياء القصبة العليا. وتحرص المؤسسة على ذلك، كما تقول المكلفة بالإعلام، لحماية صحة القاطنين كون تلك النفايات تنبعث منها روائح كريهة في حال عدم جمعها على الفور. ونظرا لطبيعتها التجارية وانتشار الأسواق في بلدية القصبة، تشهد البلدية، حسب المصدر، إرتفاع كمية النفايات خاصة في أحياء بوزرينة، شارع باب الوادي، باب عزون. جدير بالذكر أن مؤسسة (نات كوم) المكلفة بجمع النفايات على مستوى المناطق الحضارية التابعة ل26 بلدية في إقليم ولاية الجزائر تسخر أزيد من 4000 عون نظافة و300 شاحنة بطاقة إستيعاب تتراوح ما بين 8 متر مكعب و16 متر مكعب.