أجمع مشاركون في ملتقى دولي حول العمارة الصحراوية، اختتمت أشغاله بإيليزي، على ضرورة وضع إستراتيجية لتثمين التراث الإقليمي بأبعاده المختلفة. وأبرز متدخلون في هذا اللقاء، الذي حمل عنوان العمارة في البيئة الصحراوية بين الأصالة والمعاصرة.. واقع.. تحديات وآفاق ، أهمية إرساء إستراتيجية لتثمين التراث الإقليمي ببعده الطبيعي والإنساني والعمراني وذلك من خلال إنشاء خلية تتشكّل من مختلف مكونات المجتمع المدني والمختصين والجماعات المحلية من أجل وضع معالم للطابع العمراني والمعماري المحلي المستوحى من الهوية الثقافية. كما أكدوا في تدخلاتهم الختامية على ضرورة التحسيس بثراء وتنوع التراث الإقليمي عن طريق تنظيم زيارات ميدانية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالتنسيق مع الجمعيات الثقافية الناشطة في هذا المجال. وضمن هذا التوجه، سيتم تسجيل عمليات لترميم قصر الميهان بجانت وإعادة الإعتبار للفضاءات الخارجية به ومختلف الشبكات وإعادة إحيائها من الناحية الوظيفية مع دراسة إمكانية توسيع هذه العملية على باقي قصور منطقة جانت، إضافة إلى الدعوة لإنشاء نظام معلوماتي ووضع قاعدة بيانات لمدينة إيليزي لتكون نموذجا يحتذى به في باقي البلديات. وفي ذات الشأن، تم إبراز أهمية إعداد دفتر للمواصفات الخاصة العمرانية والهندسية والتقنية والعمل على إشراك المجتمع المدني ومختلف الهيئات الفاعلة وأهل الإختصاص وتنظيم ورشات عملية لهذا الغرض. وجرى التأكيد كذلك على إحصاء البنائين التقليديين والحرفين بولاية إيليزي والنظر في إمكانية مساهمتهم في تكوين الأجيال تحت إشراف الجمعيات الثقافية للقصور العريقة الثلاثة لمدينة جانت الميهان وجاهيل وزلواز. ودعا الملتقون أيضا إلى العمل على تحريك ملف تصنيف قصور مدينة جانت وتشكيل فريق عمل متكون من إطارات الحظيرة الثقافية للتاسيلي ومديرية الثقافة وجمعيات القصور من أجل المتابعة الفعلية والجدية لهذه العملية لما لها من أهمية بالغة في تثمين التراث الثقافي للمنطقة. ترقية النمط المعماري للمنطقة وجعله نموذجا واستعرض المشاركون في هذا اللقاء العلمي ما تتوفر عليه منطقة إيليزي من تراث معماري عريق، والدعوة إلى ترقية هذا الرصيد العمراني الأصيل وجعله نموذجا جزائريا. وذكر في هذا الصدد المشرف العام للملتقى الدكتور، مراد مروك، من جامعة سعد دحلب بالبليدة، أن هذه المبادرة العلمية سيقترن اسمها بولاية إيليزي لما لها من إمكانيات هامة لترقية هذا النوع من النمط المعماري وجعله نموذجا جزائريا ستحتذي به باقي الدول. وسيتم مستقبلا تنفيذ كل توصيات هذا اللقاء المتخصص وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية لولاية إيليزي وكل الفاعلين في هذا المجال، مثلما أشار إليه ذات الجامعي. وبالمناسبة، ثمن والي اليزي مولاتي عطالله هذه المبادرة الأولى من نوعها في الولاية، مؤكدا أن مصالحه ستعمل على تنفيذ التوصيات على أرض الواقع. واعتبر في الوقت ذاته هذا الحدث بمثابة جسرا للتواصل بين الإدارة والتقنيين وهو ما سيعطي دفعا قويا للتنمية المحلية. وجرى خلال هذا الحدث الدولي الذي عرف مشاركة أساتذة ومختصين في العمران من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وتونس وسلطنة عمان وفرنسا ومن عديد الجامعات الجزائرية تنظيم ثلاث ورشات إهتمت بإثراء مسألة التراث الصحراوي والسكن الصحراوي وعمران المدن الصحراوية. وشهدت مراسم اختتام الملتقى الدولي الأول الذي تواصلت أشغاله على مدار أربعة أيام حول العمارة في البيئة الصحراوية بين الأصالة والمعاصرة تكريم الأساتذة المشاركين في هذا الحدث نظير المجهودات المبذولة في سبيل ترقية وتثمين الموروث الثقافي العمراني بالمنطقة.