- بوتفليقة خيار الجزائر الرابح وكل وعوده جسدها على أرض الواقع - هناك مناضلون لا يستوعبون معنى النضال السياسي استغربت مرشحة حزب جبهة التحرير الوطني للتشريعيات المقبلة ضمن قوائم ولاية الجلفة، رقية بن عطاء الله، في حوار ل السياسي الشوشرة الكبيرة التي يتعرض لها حزب جبهة التحرير الوطني، التي أكدت أنها عادة ما تصاحب اقتراب كل موعد انتخابي، مشيرة في ذات السياق إلى ان العدد الذي يطرحه الحزب للتشريعيات لا يستوعب آلاف الراغبين في الترشح عبر قوائم الأفلان، حيث أضافت أن ذلك خلّف نوعا من الفوضى والغضب عند المناضلين، فيما قالت أن الحزب سيحقق الأغلبية بارتياح في البرلمان القادم. وشددت القيادية في حزب جبهة التحرير الوطني على تمسكها بدعم برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، مبرزة حجم التغيرات الإيجابية التي عرفتها البلاد منذ توليه الحكم، حيث ذكرت بتمكنه من تحقيق وعوده وتجسيدها على أرض بشكل سمح بتغير وجه الجزائر إقليميا ودوليا. هل يمكن أن تعرفنا المترشحة رقم 2 في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني عن ولاية الجلفة بنفسها؟ رقية بن عطاء الله من مواليد البيرين بولاية الجلفة عام 1967 وقبل بداية مشواري التعليمي في أطواره الأولى، تلقيت التعليم بالكتاتيب القرآنية على يد الشيخ دحي المختار، حفظه الله، تحصلت على شهادة الباكالوريا، آداب في 1986، ثم انتقلت إلى العاصمة لمواصلة دراستي الجامعية بكلية الحقوق ببن عكنون، كما تحصلت على ليسانس ثان تخصص سمعي، بصري في 2004، ثم في 2011 ماجستير حقوق، فرع القانون الدولي والعلاقات الدولية، وعن قريب مناقشة رسالة الدكتوراه، ولقد تعلقت بمبادئ جبهة التحرير الوطني منذ الصغر حيث تربّيت في أسرة متشبعة بقيّم الإسلام والوطنية، علمتني القيّم النضالية السامية للحزب العتيد ورسخت في ذهني حب الوطن والدور الريادي الذي قام به أبناء الجزائر البررة شهداء الوطن والمجاهدين الأخيار من أجل تحرير الجزائر، انخرطت في قسمة البيرين سنة 2002 وقد شاركت في المؤتمر الثامن، التاسع والعاشر، كما دعمت صفوف الحزب في قائمة تشريعيات 2012، ورغم ترتيبي البعيد في القائمة، آنذاك، لم أدخّر أي جهد في دعم رفاقي والقيام بحملة انتخابية شرسة في الميدان، فكانت الفرحة عارمة حينما توج الحزب بالفوز الساحق على مستوى الولاية حيث تحصل على 6 مقاعد، وأستطيع القول أنني اكتسبت شعبية كبيرة بحكم النشاطات الجمعوية والطلابية والأعمال الخيرية والحملات الانتخابية الرئاسية الأربعة واحتكاكي بالمواطنين. كيف تقيمين حظوظك الانتخابية ضمن قائمة الأفلان بالجلفة؟ أنا مناضلة على مستوى هياكل الولاية ولي رصيد تقدير ومحل ثقة من مواطني الولاية بصفة عامة والساكنة في دائرة البيرين بصفة خاصة وهذه من بين الدوافع التي جعلتني أترشح في حزب جبهة التحرير الوطني وفاء لمن جاهدوا ومن استشهدوا في سبيل استقلال البلاد وخدمة العباد، لتتواصل في البرلمان رسالتهم الخالدة وسأكون لهم وفية كمناضلة وكمواطنة تساهم في معركة البناء والتشييد. ما هو موقفك حول ما قيل بشأن تلقي الرشاوى أثناء إعداد وترتيب القوائم في حزب جبهة التحرير الوطني؟ سأكون صريحة معكم، إن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني رجل يتميز بالوفاء والحكمة والإخلاص والانضباط في العمل، أما أن يوجه الاتهام إلى ابنه، كما ورد في الصحافة، فلا علاقة للأمين العام ولد عباس بالأمر من قريب ولا من بعيد. وأنتم تعلمون أن الشعب الجزائري مسلم ويقدس الإسلام وقد ورد في القرآن أن نبي الله نوح، عليه السلام، ابنه عصى وذهب إلى سبيله، فهل نبي الله، عليه السلام، سئل على تصرفات ابنه الطائشة؟ كلا. لذلك فاعلموا أن القرآن الكريم هو الحكم والله تعالى يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، صدق الله العظيم. الجزائر مثالا يقتدى به في المصالحة الوطنية نسجل هذه الأيام مرور ذكرى إعتلاء رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، سدة الحكم لعهدة رابعة، كيف تقيمون إنجازاته؟ نحن نثمن كل ما يقوم به رئيس الجمهورية وقد كنت من الأوائل الذين دعوه إلى الترشح 1998 ضمن الهبة الشعبية التي تكونت بصفة عفوية، وبعدها كنت ضمن مديرية الحملة الانتخابية الأولى وفيما بعد شاركت في الحملات الرئاسية، إقتناعا به كرجل محنك يستهل، بكل جدارة، أن يكون رئيسا للجمهورية الجزائرية، وبمساندتنا لبرامجه وعدم انقطاعنا عن دعمها من خلال تواجدي في التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، لاحظت أن كل ما وعد به من خلال برامجه الانتخابية الثرية وفى به وجسده على أرض الواقع، حقن الدماء وأرجع الأمن والاستقرار للوطن، وما تحقق اليوم من مشاريع هامة لا ينكرها إلا جاحد، أنسانا العشرية السوداء وفتح لنا صفحة بيضاء للتآخي والتصالح والتسامح بين كل الجزائريين وأضاء لنا الآفاق الواعدة والاطمئنان على مستقبل الأجيال. وبالتالي، فتقييمنا للإنجازات، فهو شيء إيجابي جدا من منطلق الجدية والإصرار على التنفيذ والنظرة الثاقبة التي يتميز بها في وضع إستراتيجية جديدة للتنمية الشاملة والمتوازنة للوطن ومن بين الإنجازات الكبرى، رفع الحظر غير المعلن عن الجزائر واستعادة مكانتها وسمعتها بين الدول وبالوئام المدني والمصالحة الوطنية، استتب السلم في البلاد وتم القضاء على مخلّفات الإرهاب من تهديم وقتل متعمد باسم الإسلام الذي هو بريء من هذه الممارسات وأصبحت الجزائر مثالا يقتدى به في المصالحة الوطنية في النزاعات الداخلية التي تعرفها بعض البلدان، أما بالنسبة لولايتي، فقد أنقذ البلاد من التأخر بتخصيص العديد من المشاريع الهامة لها، من طرق وملاعب، سكنات ومرافق أخرى... وبالتالي، فقد غير وجه الجزائر ونحن وراء قيادته الحكيمة نسانده ونؤازره في السرّاء والضراء. كيف تقييمين إنجازات الكتلة البرلمانية السابقة في ولايتك؟ لست مفوضة لأقيّم سلبا أو إيجابا الكتلة البرلمانية السابقة لحزبي وكيف كانت ومدى استجابتها لطموحات المواطنين، بل الحزب هو صاحب الشأن في ذلك على مستوى الولاية ولكوني لم أكن منتخبة في البرلمان، بل أنشط فحسب وفق علاقاتي الشخصية مع مواطني الولاية، لكن مدى تقييم أدائي في البرلمان إذا كتب لي الحصول على مقعد أثناء التشريعيات القادمة، فسيسجل على مستوى المداومة التي سأفتحها وعلى مدى التدخلات في المجلس الشعبي للدفاع عن طلبات المواطنين وهم الذين يقيمون نشاطي لتمثيلهم أحسن تمثيل كما ينتظرونه مني حينما يصوتوا من أجلي. هل يعني ذلك أن الكتلة البرلمانية السابقة لم تقم بدورها كما ينبغي؟ لا أظن ذلك، ونحن نثمن كل الخطوات الإيجابية التي قام بها الإخوة والأخوات، ولكن اختيار الأمين العام هذه المرة كان اختيارا صائبا لكونه مسّ كل الفئات من صلب المجتمع ومن المجتمع المدني والمواطنون هم الذين يحكمون عن ذلك برأيهم السديد، أمّا عن نفسي، فأنا خريجة المجتمع المدني وأعرف انشغالات المواطنين عن قرب وسأحاول أن أقف مع الخيّرين لحلها. مناضلو الأفلان مطالبون بتجاوز الخلافات وإنجاح التشريعيات شاهدنا في هذه الأيام القليلة أن هناك تهديدات بسحب الثقة من الأمين العام؛ ما رأيكم؟ نستغرب في كل مرة تكون هناك استحقاقات إلاّ وتحدث شوشرة، وكما أسلفت القول، فإن آلاف المترشحين في الأفلان والحزب لا يستوعبون كل هذه الطاقات البشرية الوافدة والمتقدمة للترشح، مما خلّف نوعا من الفوضى والغضب عند المناضلين. وإن اتهم الأمين العام بالخطأ في الخيارات، لربما نتيجة سوء تقدير أو نظرا للضغوطات الممارسة عليه، فالأخطاء يتحمّلها جميع الشركاء في العملية ويبقى الحكم بسحب الثقة أو بعدم سحبها من صلاحيات المكتب السياسي واللجنة المركزية. إن الغاية في الوقت الراهن هي إنجاح الانتخابات التشريعية 2017 لأن ذلك من مصلحة الحزب، وما نوصي به إخواننا المناضلين والمناضلات الغاضبين والغاضبات على التسامح وسعة الصدر والتحلي بالروح الرياضية وما هي إلا سحابة غضب عابرة ستولد فيما بعد عزيمة وإرادة لدعم قوائم إخوانكم المترشحين الذين يقودون المعركة السياسية في جو تنافسي يتطلب إشراك الجميع لتحقيق الفوز الكافي لفرض حزب جبهة التحرير الوطني كحزب قوي في الساحة السياسية عن جدارة واستحقاق، وتمكينه من قيادة عهدة برلمانية جديدة والأسمى من ذلك أننا نريد رفع شأن الجزائر باتحادنا وتضامننا ومن أي موقع نكون فيه، فالأفلان حزب كبير يلف أبناءه ولا يريد أن يخسرهم كما أن مناضليه يتفهمون ذلك ويقدرون حق التقدير رئيس الحزب، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي قدم الكثير من أجل بناء الوطن وترقية المواطن. لا بديل عن تحقيق وحدة الصف داخل الأفلان كيف ترون الوضع حاليا داخل حزب جبهة التحرير الوطني؟ جبهة التحرير الوطني مؤسسة، كيان قائم بذاته ينطوي على جملة مبادئ حكيمة وراسخة رسوخ الجبال، إن هذه المبادئ هي لا مساومة ولا تراضي في الذود عن حرية الجزائر والحفاظ على أمنها واستقرارها والتصدي لكل الأطماع والمؤامرات التي مازالت تحاك ضد البلاد والوقوف مع الأجهزة الأمنية وجيشنا الباسل، وجبهة التحرير تعمل على تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين الجزائريين في الدولة. جبهة التحرير هي الضامن الحقيقي للحفاظ على هويتنا وزرع التآخي بين الأمة الجزائرية، جبهة التحرير تقف مع كل مواطن جزائري حتى تحقق طموحاته وتضمن محاربة الحڤرة بجميع أشكالها، فمناضلو جبهة التحرير همهم الأساسي في الحياة هو مكافحة الغبن والرقي بكرامة المواطن الجزائري، ونحن جميعا في جبهة التحرير الوطني من أجل تطبيق برنامج رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الحزب ونجسده على أرض الواقع، كما أننا نلتزم بالتعليمات الصادرة عن الحزب ونثمن كل قرارات القيادة العليا ونعمل على تطبيقها حرفيا بأمانة وإخلاص. وبالنسبة لي، فأنا مناضلة قديمة وما يهمني هو الحفاظ على مبادئ الجبهة السامية، أما الاصطفاف، فلست من أهله ودائما أسعى إلى أن يتم استرضاء كل المناضلين وتحقيق وحدة الصف داخل الأفلان، لكن كما تعلمون، فالأفلان أكثر الأحزاب السياسية في الجزائر استقطابا للناس، لذلك قد يأتي البعض إلى الأفلان ولا يفهم معنى مبادئ الجبهة في النضال ونتأسف أنه يأتي ببعض الأعمال التي تظهر للعيان تصدعاا داخل الجبهة. ماذا ستقدم رقية بن عطاء الله في حال وصولها إلى قبة البرلمان لمن وضعوا ثقتهم فيها؟ في الحقيقة، ثقتي كبيرة في القيادة العليا لجبهة التحرير الوطني باعتبارها قيادة كٌفؤة وحكيمة ولديها برامج عملية تطمح إلى تحقيق الرفاه والرقي للمجتمع الجزائري وعلى كافة المجالات والأصعدة ومن أهم هذه البرامج هي إدماج الشباب العاطلين عن العمل والسعي لتوفير الوظائف لهم وتحسين مستوى التكوين والتعليم ومساندة المرأة في كل المجالات، وتشمل هذه البرامج أيضا توفير السكن ودعم البنى التحتية وتطوير الاقتصاد الجزائري، إنني سأعمل على تجسيد هذه البرامج إلى جانب ذلك سأساهم في صياغة القوانين العملية في المجلس الوطني والدفاع عنها، وسأعمل بجد ومثابرة على تمرير القوانين النافعة وذلك بعد التأكد مع الكتلة النيابية من فعاليتها وصلاحيتها. وفيما يتعلق بولايتي، إذا فزت بمقعد في البرلمان، أطمح لأن أحقق ما تطمح إليه ولايتي من إنجازات إضافية أو مشاريع بحاجة إليها لإعطاء دفع جديد للتنمية المحلية المرتبطة بالتنمية الشاملة للوطن، ولا ننسى أنني أمثل كل المواطنين الجزائريين وليس ولاية الجلفة لوحدها لكون التمثيل وطني وولاية الجلفة لها نصيب منه. وما دام الطموح حق مشروع لكل مناضل، فسأساهم كخطوة أولى في حل مشاكل المواطنين المطروحة ودراسة اقتراحاتهم دون استثناء ومناقشة مطالبهم والعمل على تلبيتها ورفع انشغالاتهم إلى المسؤولين وسأسعى لوضع مبادرات هامة وهادفة، في جو يسوده الأخوة والمحبة والتعاون وسيكون ذلك عبر فتح مداومة خاصة تشكل فضاء للمواطنين للتكفل بقضاياهم ورفع الغبن عن صاحب الحق وضمان التواصل الجيد وبعث الطمأنينة في النفوس بمساعدة الخيرين والمشاركة الفاعلة للجميع. ولد عباس فتح باب الترشح للجميع دون استثناءات هل تتوقعون فوز الأفلان بالأغلبية على مستوى ولايتكم في خضم المنافسة الموجودة بين الأحزاب؟ إنّ الأغلبية المطلقة ستتحقق وبارتياح في ولايتنا وهذا راجع لشعبية رئيس الحزب، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ممّا دفع بالكثير من المواطنين للالتفاف حوله وحول حزبه عن قناعة وينتظر منهم السير قدما نحو صناديق الاقتراع للتعبير عن خياراتهم، كما أن السيد الأمين العام فتح الباب للجميع بالترشح والدليل العدد الهائل للملفات المودعة لدى القسمات ممّا سبب إشكالا لدى الحزب في استيعاب كل المترشحين خاصة وأن المقاعد محدودة ولا يمكن له أن تستوعب كل المناضلين ممّا يؤكد على حجمه ومكانته الهامة في البلاد. كلمة أخيرة؟ أدعو كل من له ضمير حي في جزائر العزة والكرامة أن يقوم بأداء واجبه الوطني ويأخذ أبناءه معه، لضمان تواصل الأجيال يوم العرس الشعبي، الموعد الانتخابي 4 ماي 2017، وطبعا، نطمع أن تكون الأصوات لصالح حزبنا حزب جبهة التحرير الوطني الذي يفتح ذراعيه لكل الجزائريين الأوفياء لرسالة الشهداء لاحتضانهم.