تسبب سوء التخطيط وبرمجة تواريخ الامتحانات والمسابقات بقطاع التربية في خلط أوراق الوزارة بعد أن قامت بإعطاء تعليمات لمديريات التربية بتنظيم تكوين لأساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط على مناهج الجيل الثاني بتاريخ 20 جوان والذي يتزامن مع الامتحانات الاستدراكية للطورين، فيما أدى سوء البرمجة أيضا إلى لجوء الأساتذة المشاركين في مسابقة الترقية إلى أستاذ رئيسي ومكون لتأجيل امتحانات الفصل الثالث نظرا لتزامن هذه الأخيرة مع امتحانات الترقية. وفي هذا السياق، ونظرا لسوء تقدير وبرمجة مصالح وزارة التربية لمختلف العمليات في أن واحد، وقعت مرة أخرى في مأزق، حيث برمجت تكوين أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط على المناهج الجيل الثاني خلال نفس فترة إجراء الامتحانات الاستدراكية بالمستويات التعليمية المعنية، الوضع الذي سيتسبب في فوضى على غرار تلك التي جرت على مستوى المؤسسات التربوية والمدارس بعد برمجة تاريخ إجراء الاختبار الكتابي لأجل الترقية إلى رتبتي رئيسي ومكون ما دفع بالعديد من الأساتذة الراغبين في المشاركة إلى تأجيل الامتحانات الفصل الثالث لعدم تفويتهم الفرصة في المشاركة في مسابقة الترقية التي خصص لها 45 ألف منصب مالي، خاصة أنها تعد الأخيرة الخاصة بالترقيات الاستثنائية والتي ستختتم بصفة رسمية بتاريخ 03 جوان الجاري والتي سبق وان افتكتها نقابة الكناباست من الوصاية بناءا على محضر المشترك الموقع في 19 مارس 2015 بعد تجميدها للإضراب المفتوح الذي دام 5 أسابيع كاملة. من جهة أخرى، أصدرت وزارة التربية الوطنية تعليمة لمديرياتها الولائية تطالبها بالشروع في انتقاء الأساتذة أصحاب الكفاءة المعنيين بتدريس أقسام الجيل الثاني في الابتدائي والمتوسط، بداية من الدخول المدرسي المقبل وتحضيرهم للعملية التكوينية التي ستجرى يوم 20 جوان المقبل، حيث سيتم تنظيم دورة تكوينية خاصة لهؤلاء الأساتذة حول كيفية تدريس التلاميذ وفق البرامج الجديدة، والتي تعتمد على المقاربة بالكفاءات عوضا عن المقاربة بالأهداف، خاصة بعد شروع وزارة التربية في توسيع الأقسام المعنية ببرنامج الإصلاحات الجديد إلى السنتين الثالثة والرابعة ابتدائي والثانية متوسط، بداية من الموسم المقبل. إقصاء الأساتذة المتغيبين عن مسابقة الترقية لخمس سنوات في سياق آخر، شهد امتحان الكتابي للمسابقة المهنية الخاصة بترقية أكثر من 45 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاثة والذي تم إجراءه بتاريخ 29 ماي الماضي، غياب العديد من الأساتذة المترشحين، الأمر الذي سيحرمهم من الترقية والمشاركة في المسابقات التي سيتم تنظيمها في السنوات المقبلة . وكانت وزارة التربية الوطنية خلال الإعلان عن تنظيم مسابقة للترقية إلى رتبتي أستاذ رئيسي ومكون عن طريق الامتحان المهني والتسجيل على قوائم التأهيل، قد حذرت الراغبين في المشاركة في عمليات الترقية الأساتذة الذين قاموا بالتسجيل من التراجع، مؤكدة أن ذلك سيكلفهم الإقصاء والحرمان من الترقية لمدة خمس سنوات. من جهة أخرى، عرف الامتحان الكتابي لمسابقة الترقية لأستاذ رئيسي ومكون ومدير مؤسسة تسجيل حالات غش وسط الأساتذة خلال الإجابة على أسئلة الامتحان، فيما نددت نقابات التربية بهذه الظاهرة التي تفشت في المجتمع الجزائري ولم يسلم منها حتى الأساتذة الذين يعتمد عليهم في تعليم أجيال المستقبل، واصفين الوضع بالكارثة حيث أصبح الأستاذ اليوم يصر على النجاح لأجل الترقية وراتب شهري أعلى بأي ثمن حتى لو كان عن طريق الغش.