أمام التطورات المتسارعة التي تشهدها الأزمة الخليجية و قطع 6 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، تعالت الاصوات الداعية إلى وساطة جزائرية لإيجاد صيغة لتسوية الخلافات التي تعترض وحدة و تضامن العالم العربي،خصوصا و ان الخبرة الجزائرية في حلحلة الازمات و وقوفها الدائم على مسافة واحدة مع جميع الدول العربية ،تؤهلانها للعب دور الوسيط بحسب العديد من المراقبين. و دعت الجزائر الى انتهاج الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات بين بعض دول الخليج والمنطقة، مؤكدة أنها تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين هذه الدول وانعكاساته على وحدة وتضامن العالم العربي. وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان لها ، بعد أن دعت مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول، حثت الجزائر على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف . وأكد البيان أن الجزائر تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وان الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية، كثيرة على غرار الإرهاب . و تعليقا على الموقف الجزائري قال المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة في منشور على حسابه الرسمي في الفايسبوك أمس أساند بشدة مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير الذي تنتهجه الجزائر منذ الاستقلال و أضاف أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية في جامعة باتنة لكنني أدعوا الجزائر للتدخل من أجل الوساطة بين قطر وباقي الدول التي قطعت علاقاتها معها للتخفيف من تداعيات ما يحدث على الأقل على الناس البسطاء . و لا تعد طلبات الوساطة التي تتلقاها الجزائر من أجل تسوية نزاعات في دول الجوار أمرا جديدا فالجزائر لها باع طويل في هذا الإطار، حيث قامت بدور اساسي في مسألة تحرير الرهائن الأمريكيين في إيران سنة 1982، وإيجاد حل للنزاع بين العراقوإيران سنة 1975، واتفاق السلام بين اثيوبيا واريتريا في سنة 2000. و صنعت الدبلوماسية الجزائرية تميزها من خلال تمسكها بمبادئ ثابتة ، على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووقوفها الدائم مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومرافعتها من أجل القضايا العادلة في العالم، دون التخلي عن لعب دور فاعل في الأزمات الدولية خاصة الإقليمية والعربية منها، وهو ما منحها نجاحا حتى قبل الاستقلال. و كانت السعودية والبحرين والإمارات ومصر إضافة الى اليمن، قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها ب الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية.