عرفت المساحة المخصصة لزراعة الحبوب (القمح والشعير) بولاية البيض، توسعا ملحوظا في السنوات الأخيرة بفضل التحفيزات التي تقدمها الدولة للمزارعين واستخدام التقنيات الحديثة في الري الفلاحي. وقد ارتفعت المساحة المخصصة لهذه الشعبة فقط في الموسم الفلاحي الجاري إلى 000 3 هكتار بعدما كانت في الموسم الماضي لا تتجاوز 800 هكتار، وذلك رغم الطابع الرعوي للمنطقة، حسب مديرية المصالح الفلاحية. وتسعى مديرية المصالح الفلاحية الى الرفع من المساحة المخصصة للزراعة عموما وتطوير شعبة الحبوب، من خلال تقديم تحفيزات لفائدة المستثمرين حيث تم استصلاح مؤخرا مساحة هامة على مستوى منطقة بريزينة فاقت 1500 هكتار سيخصص جزء منها لإنتاج الحبوب بالشراكة الجزائرية-الأمريكية. ويرتقب أن يتضاعف أيضا الإنتاج خلال هذا الموسم الفلاحي ليصل إلى 45 الف قنطار من هذه المحاصيل مقابل 20 قنطارا تم انتاجها السنة الماضية، كما أشار إليه المكلف بالإنتاج لدى مديرية المصالح الفلاحية، بلال محمد. وقد تم لحد الآن أزيد من 33 ألف قنطار على مساحة فاقت ألفي هكتار تم حصدها، وفق ذات المسؤول. استخدام التقنيات الحديثة في الري شهدت الولاية خلال السنتين الأخيرتين تطورا في مجال استغلال التقنيات الحديثة، حيث عمد الكثير من الفلاحين والمستثمرين في المجال الزراعي إلى استغلال التقنيات الحديثة للرفع من المنتوج الزراعي من خلال الاستغلال الأمثل لمياه الآبار، والتي يزيد عددها بالولاية عن ألفي بئر. كما يعمد الفلاحون في سقي المزروعات إلى استعمال طريقة الرش المحوري انطلاقا من سد بريزينة من أجل مجابهة مشكلة الجفاف التي عرفتها الولاية خلال السنوات الأخيرة، والتي تعتبر احدى العقبات التي تعيق تطور الزراعة بالولاية، حسبما ذكره مدير الفلاحة حمودي بن رمضان. بالموازاة مع هذا التطور في إنتاج الحبوب، يرتقب استلام قبل نهاية السنة الجارية مركز تجميع الحبوب الذي يعد الأول من نوعه بالولاية والذي سينهي معاناة الفلاحين الذين كانوا يتنقلون إلى الولايات المجاورة لبيع محاصيلهم، استنادا لمدير المصالح الفلاحية، حمودي بن رمضان. وتبلغ طاقة هذا المركز 100 ألف قنطار من الحبوب ويوفر 40 منصب شغل مباشر و50 غير مباشر لشباب الولاية. كما رافق التطور الذي يعرفه إنتاج الحبوب توجّه نحو إقامة الوحدات التحولية لهذه المحاصيل الزراعية، حيث تعززت الولاية مؤخرا بتشغيل 6 مطاحن لإنتاج مادة الدقيق (الفرينة) ومادة النخالة. وستوفر هذه المطاحن 1273 طنا من مادتي الدقيق والنخالة يوميا، بالإضافة إلى خلق ما يقارب 300 منصب شغل لفائدة شباب الولاية، علما أن التكلفة الإجمالية لإنجاز هذه المطاحن قدرت بأكثر من 2 مليار دينار، يقول مدير الصناعة والمناجم مصطفى خشيبة. للتذكير، تقدر مساحة الأراضي الفلاحية المستغلة حاليا بالولاية أزيد من 70 ألف هكتار، فيما تبلغ الأراضي الموجه للاستثمار الفلاحي 400 ألف هكتار من المساحة الإجمالية للولاية التي تفوق سبعة ملايين هكتار، حيث تحوز مساحة الرعي على أكبر قدر، وذلك بمساحة تتجاوز 5 ملايين هكتار، حسب مدير الفلاحة.