يتجه الجيش السوري نحو تحقيق المزيد من التقدم الميداني على التنظيمات الإرهابية في دير الزور بسوريا، وذلك بعد فك الحصار الذي كان يفرضه التنظيم الإرهابي داعش على المدينة منذ سنوات، في حين تقترب الأطراف المجتمعة في جولة مفاوضات أستانا السادسة من التوصل إلى الاتفاق حول منطقة رابعة لخفض التصعيد في سوريا. وبعد فك الحصار على مدينة دير الزور، أطلقت قيادة الجيش السوري عملية عسكرية جديدة بهذه المدينة استعدادا لاستكمال معركة التحرير الكاملة للمدينة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي حيث وسعت وحدات الجيش نطاق عملياتها ضد التنظيم الإرهابي في المحورين الشرقي والغربي للمدينة. وعلى إثر ذلك، تمكنت الوحدات السورية من السيطرة على مساحات جديدة بالريفين الغربي والشرقي للمدينة كما سيطرت على محطة الضخ الأولى للمياه في المريعية. وبالتزامن مع ذلك، تابعت وحدات من الجيش السوري يوم الخميس تأمين محيط المطار العسكري والفوج 137 في دير الزور حيث ان وحدات الجيش وبعد التقائها منذ أيام بحامية المطار وسيطرتها على سلسلة جبال الثردة تقوم بإزالة الالغام والمفخخات التي زرعها إرهابيو (داعش) في المنطقة وتأمين المهابط وتنظيفها تمهيدا لإعادة اقلاع الطائرات وهبوطها بشكل آمن لتقوم بعملياتها القتالية ضد الإرهاب، حسب الإعلام الحربي السوري. من جهتها، قامت غواصتان روسيتان متواجدتين بالجزء الشرقي من البحر المتوسطي بتوجيه ضربة صاروخية بصواريخ كاليبر المجنحة على مواقع تنظيم داعش الإرهابي بالقرب من دير الزور. وبعد تقويض التنظيمات الإرهابية في العديد من مناطق البلاد، أضحت القوات الحكومية السورية المدعومة من القوات الجوية الروسية تسيطر تقريبا على كل أراضى البلاد حيث أكد رئيس أركان الجنرالي الكسندر لابين ي القوات المسلحة الروسية في سوريا انه قد تم تحرير نسبة 85 في المائة من أراضي سوريا من أيدي الوحدات المسلحة غير الشرعية. ومازال لم يتحرر بعد ما يقرب من 27800 كلم مربع من أراضي البلاد قبل تدمير تنظيم داعش تماما. وأضاف ان القوات الحكومية تواصل إجراء عمليات هجومية ناجحة على طول الضفة الغربية لنهر الفرات فى شمال شرق سوريا وتطهير المناطق الشمالية والجنوبية من دير الزور من إرهابيي داعش بعد كسر حصار استمر ثلاث سنوات للمدينة. في غضون ذلك، انطلقت أمس الجولة السادسة من مفاوضات أستانا حول الأزمة السورية بحضور الدول الضامنة للمفاوضات وهي تركياوروسيا وإيران حيث أكد رئيس الوفد الروسي في هذه المفاوضات، ألكسندر لافرينتي، إن أطراف المحادثات يقتربون من الاتفاق حول منطقة خفض تصعيد رابعة في سوريا. وأبرز الديبلوماسي الروسي أن هذه الجولة ستكون الأخيرة بشأن مناطق خفض التصعيد، مؤكدا أنه تم الاتفاق على عدد من الوثائق التي تخص عمل القوات في هذه المناطق كما أوضح أن مراقبة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب تتولاه الدول الثلاث الضامنة للتسوية في سوريا وأنه تم الاتفاق على مسألة إنشاء لجنة ثلاثية بمشاركة روسيا وإيران وتركيا حول الموضوع. وتتعلق منطقة خفض التوتر الرابعة بمنطقة إدلب وذلك بعد إقامة مناطق خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا وفي الغوطة الشرقية وفي ريف حمص حيث تسعى الأطراف الراعية والمشاركة في المفاوضات التي تستمر يومين إلى تحقيق تقدم ملموس في هذه الجولة. وفي ذات السياق، أكد مصدر مطلع من مفاوضات أستانا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية أن 6 وثائق من أصل 7 جاهزة حاليا للتوقيع، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات بين الوفود حول الوثيقة السابعة المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين حيث أوضح أن ست وثائق تم تنسيقها بشكل كامل، وتوجد صعوبات في مسألة تبادل المعتقلين، حيث توجد بعض الاعتراضات لدى وفد الحكومة السورية. ورجّح المصدر التوقيع على هذه الوثيقة في الجولة المقبلة وليس في الجولة الحالية من مباحثات أستانا، قائلا إن التوقيع على هذه الوثيقة يتطلب اجتماعا آخر. يُذكر أن جولة أستانا السادسة الحالية سوف تناقش فيها الدول الضامنة، روسياوتركيا وإيران، مسألة توسيع عدد الدول المراقبة لعملية أستانا. وبدأت الجولة السادسة من المفاوضات بلقاءات تقنية ثنائية وثلاثية بين الدول الضامنة والوفود المشاركة في هذه الاجتماعات وذلك بعد اكتمال وصول كافة الوفود. واستضافت أستانا يومي 4 و5 جويلية الماضي الجولة الخامسة من المفاوضات والتي سبقتها أربع جولات بشأن التسوية السورية خلال السنة الجارية كانت قد عقدت في العاصمة الكازاخية أيضا في 23 و24 جانفي و15 و16 فيفري و14 و15 مارس و3 و4 ماي عام 2017.