يعاني أغلب الأطفال، خاصة المتمدرسين، من السمنة المفرطة أو ما يعرف بالبدانة، والتي باتت تتربص بالكثير منهم جراء عدم تقيدهم بالأكل الصحي والمتزن والذي لا يخلو من السعرات الحرارية التي تساهم في زيادة الوزن، حسبما أكده العديد من المختصين. البدانة تهدد أغلب الأطفال يواجه أغلب الأطفال مشكل السمنة، وذلك لعدم تقيدهم بنظام ونمط غذائي صحي يضمن لهم عافيتهم وسلامتهم، إذ ان معظم الأغذية التي يتناولونها عبارة عن مأكولات مشبعة بالدهنيات والسعرات الحرارية الكافية على تحفيز الجسم على زيادة الوزن وتعريضه للسمنة المفرطة، على غرار الحلويات والشوكولاطة والبسكويت والتي لا تخلو من محافظ الأطفال وجيوبهم، إذ انه ولدى توجههم إلى المدارس، يحملون بمحافظهم هذا وذاك وبكميات غير معقولة، لتناوله في الطريق أو بفناء المدرسة، ويلاحظ الوزن الزائد لدى أغلب الأطفال، إذ أن بعض الأطفال يزيد وزنهم وبشكل ملفت وهو حال أغلب الأطفال بالمدارس، الذين يواجهون البدانة والسمنة المفرطة نتيجة عدم تقيدهم بنمط غذائي سليم. ومن جهة أخرى، تعتبر اللمجة من بين الوجبات التي تساهم في سمنة الأطفال وزيادة وزنهم، إذ تبدو هذه الأخيرة غير مهمة ووجبة صغيرة مقارنة بالوجبات الأساسية الأخرى، غير أن ما تحمله من مكونات وسعرات حرارية تكفي لزيادة الوزن تلقائيا، ولا يكاد يتخلى طفل عن لمجته اليومية، إذ يتناولها الأغلبية بشكل يومي ما يضاعف فرص السمنة لديهم، ولا تخلو هذه اللمجة من السكريات حيث أن أغلب الأطفال يركّزون فيها على السكاكر والحلويات والمشروبات بمختلف أنواعها، والتي لها دور كبير في رفع وزن الأطفال، كما ان أغلب الأولياء لا يراعون هذا الجانب وينصاعون لتلبية حاجيات ومتطلباتهم والتي تكون غالبا الحلويات والسكاكر المضرة والمسببة للسمنة الزائدة. عدم متابعة الأولياء لنمط غذاء أبنائهم أهم سبب للبدانة وترجع أسباب السمنة المفرطة، حسب العديد من الأخصائيين في طب الأطفال، الى مجموعة من العوامل بعضها مرتبط بالوسط العائلي ويعود السبب الأول الى تناول أغذية ذات كثافة طاقوية عالية مثل الدهون مع سكريات، كذلك الإفراط في تناول العجائن التي عادة ما تستهلك في مجتمعنا دسمة جدا، وتناول وجبات إضافية بلا متابعة من الأولياء مثل الإكثار من استهلاك الحلويات والوجبات السريعة خصوصا مع الانتشار الواسع لمحلات الطعام السريع التي أصبحت القبلة المفضّلة لدى الأطفال، هناك أيضا العادات الغذائية في بعض البيوت الجزائرية فيما يخص كيفية تناول الطعام كدفع الطفل على تناول كميات أكبر من الطعام، ما يكسبه عادة الإفراط في الأكل في أي وقت حتى وإن لم يكن جائعا. من جهة أخرى، أشار المختصون إلى أن عدم ممارسة أنشطة رياضية يساهم أيضا في زيادة الوزن، فأغلب الجزائريين يفتقدون الى ثقافة ممارسة الرياضة وبالتالي لن يبدي أبناؤهم أي اهتمام بها ويمكن أن يعود سبب بدانة الطفل في حالات معينة الى العامل الوراثي في حالة ما إذا كان أحد الوالدين مصابا بالسمنة. بن أشنهو: هذه هي الأمراض التي تسببها السمنة وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على فئة الأطفال وتهديد السمنة لأغلبهم، أوضح فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية في اتصال ل السياسي ، أن السمنة لدى الأطفال قنبلة موقوتة تهددهم لما قد تسببه من أمراض خطيرة على غرار السكري والضغط الدموي والجلطة القلبية والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تهدد سلامة الأطفال، وأضاف المتحدث في سياق حديثه أنه من بين الأسباب التي تتسبب في سمنة الأطفال هي النمط الغذائي الفوضوي الذي يتبعه أغلب الجزائريين، كما أن عدم التربية الصحية التي يفتقدها الجزائريون هي من بين الأسباب المحفزة للسمنة، وهناك عامل آخر وهي الإشهارات الشيطانية التي تروج للأغذية غير الصحية والتي تدعو الأطفال للاستهلاك والإفراط في تناول أغذية لا تنفع بل تضر على غرار الحلويات والمشروبات والتي تروج على أساس أنها مصنعة بالفواكه والتي هي في الأساس مصنوعة بالسكر الخالص والملونات وهذه هي الخطورة الحقيقية، إذ أن ما يتناوله الأطفال هي مجرد مكونات ضارة ومسببة للسمنة، وأضاف المتحدث في سياق حديثه انه يتوجب إعادة النظر في المطاعم المدرسية والتي يجب أن تقدم الوجبات الصحية وإتباع نمط غذائي سليم يضمن سلامة الأطفال ويقيهم الأمراض والتي منها السمنة المفرطة، كما يتوجب على الأولياء مراقبة ما يستهلكه أطفالهم