أكد المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ، أن مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في قمة الشراكة الإفريقية-الأوروبية التي احتضنتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان مؤخرا، تعد انتصارا تاريخيا للقضية الوطنية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصحراوية. ونقلت الوكالة، عن المكتب تأكيده، في البيان الذي توج اجتماعه أول أمس السبت، برئاسة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو ، والذي تم خلاله تقديم عرض مفصل عن قمة الشراكة الإفريقية-الأوروبية التي عقدت بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، بمشاركة الجمهورية الصحراوية، يومي 29 و30 نوفمبر المنصرم، أن هذا الانتصار التاريخي جاء بفضل تضحيات شعبنا وصموده المنقطع النظير ومقاومته الباسلة في كل مواقع تواجده وعلى كل المستويات والجبهات . واعتبر أن هذا التطور سيشكل دفعة قوية، تفتح آفاقا واسعة وواعدة أمام حل نزاع الصحراء الغربية، على أساس احترام سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني. وفي هذا الصدد، أوضح المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ، أن مشاركة الجمهورية الصحراوية في هذه الطبعة الخامسة من قمة الشراكة الأوروبية-الإفريقية، ينبغي أن تكون حافزا إضافيا للاتحاد الأوروبي للدفع بهذا الحل الديمقراطي العادل نحو الأمام، والتجسيد الفعلي لقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 21 ديسمبر 2016، انسجاما مع ميثاق وقرارات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. ودعا المكتب المملكة المغربية، التي كانت حاضرة في هذه القمة، على أعلى المستويات، إلى جانب الجمهورية الصحراوية، للتخلي عن سياسات التعنت والعرقلة، وبالتالي المسارعة إلى تطبيق مقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، باحترام سيادة ومكانة الدول الأعضاء والحدود الموروثة غداة الاستقلال. وأكد أن هذا التوجه السليم سيجنب شعوب المنطقة مزيدا من المعاناة ويفتح الباب واسعا أمام عهد جديد، قوامه السلام والاستقرار والتعاون وحسن الجوار بين الدولتين الشقيقتين، المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية وكافة بلدان المنطقة. كما أشاد المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو بالتجاوب الشعبي العارم مع الانتصار المستحق المتمثل في مشاركة الدولة الصحراوية في قمة الشراكة الإفريقية-الأوروبية بأبيدجان، مؤكدا أن الطريق نحو النصر النهائي تمر حتما بمزيد من النضال والثبات والاستعداد الدائم لتقديم التضحيات الجسام، في ظل الوحدة الوطنية والإجماع والالتفاف حول مبادئ وأهداف رائدة الكفاح الوطني، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. وكانت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قد شاركت في القمة الإفريقية-الأوروبية بعد تلقيها لدعوة من مكتب رئيس الاتحاد الإفريقي على غرار جميع البلدان الأعضاء الأخرى، حيث تلقى الرئيس الصحراوي في 31 أكتوبر الماضي، دعوة رسمية من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، لحضور القمة. وشكل حضور الجمهورية الصحراوية في هذه القمة تأكيدا لموقف إفريقيا الموحد بضرورة إنهاء الاحتلال من أراضي الجمهورية العربية الصحراوية، العضو المؤسس لهذا الاتحاد، المتمسك باحترام ميثاقه التأسيسي والمستميت في الدفاع عن مبادئه وخطه السياسي المتمثل في إنهاء الاستعمار من القارة، كما مثل رسالة واضحة وقوية للمغرب، الذي حاول مرارا وبدون جدوى، منع مشاركة الجمهورية الصحراوية في هذه القمة، بأن الجمهورية الصحراوية حقيقة قائمة وعضو مؤسس وفعال للمنظمة الإفريقية. والصحراء الغربية مدرجة منذ سنة 1966 ضمن قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة رقم 1514، الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنص على منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة وهي تعد آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب منذ سنة 1975 بدعم من فرنسا.