أحيا الجزائريون في مختلف ربوع الوطن عيد رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2968، بنكهة رسمية لأول مرة، عقب إقرار هذا اليوم مؤخرا من قبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عيدا وطنيا وإجازة مدفوعة الأجر، وهو القرار الذي وصفه وزراء، سياسيون وناشطون جمعويون بالتاريخي. وانطلقت الأجواء الاحتفالية ب يناير في شتى أنحاء البلاد، حيث تزينت الفضاءات الثقافية والساحات العمومية بمعارض تقدم أنواعا مختلفة من الحلويات، وأشهى المأكولات الشعبية والألبسة التقليدية والحلي وغيرها، واحيا الجزائريون في هذه المناسبة تقاليد مميزة أبرزها تحضير أطباق مختلفة ومأكولات خاصة، مثل الكسكسي والشخشوخة، إضافة إلى تنظيم حفلات تعكس التراث الامازيغي، مع تبادل التهنئة بعبارة أسقاس أمڤاز . وحظي الجزائريون عامة هذه السنة بيوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر، يوم رأس السنة الأمازيغية، وذلك عقب إعلان الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، عن إقرار المناسبة التي تصادف 12 جانفي من كل عام، عيدا وطنيا وإجازة رسمية في سابقة تعتبر الأولى من نوعها. وأقرت وزارة الثقافة الاحتفال بهذه المناسبة، أسبوع التراث الأمازيغي، بداية من 6 إلى ال15 من الشهر الجاري، في مختلف ولايات الوطن، وتتضمن التظاهرة برنامجا ثريا ومتنوعا يشمل قراءات شعرية ومحاضرات وندوات علمية، ينشطها أكاديميون وباحثون في التراث والحضارة واللغة الأمازيغية. كما تمت برمجة تنظيم معارض للكتب وللحرف والصناعات التقليدية وسهرات فنية وفلكلورية وعروض أفلام أمازيغية، ومسابقات في الألعاب التقليدية، فضلا عن إقامة ورشات حول صناعة الفخّار والحلي والزرابي. فرصة لاستحضار قيم التراث الأمازيغي وأكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، بعنابة، أن الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للأمازيغية بهذه الولاية التي انطلقت اليوم يمثل فرصة لاستحضار القيم النبيلة الراسخة في التراث الشعبي، الأمازيغي الذي يتقاسمه كل الجزائريين. وأوضح الهاشمي عصاد على هامش احتفالية متميزة أقيمت بالمناسبة بدار المسنين بحي الصفصاف بمدينة عنابة، أن تقاسم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي كرسه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يوما وطنيا، بولاية عنابة مع فئة المعوزين والأشخاص المسنين يحمل رمزية قوية ويفسح المجال لاستحضار قيم التآزر والتضامن التي تضرب، كما قال، في عمق العادات والتقاليد التي تطبع التراث الشعبي، الأمازيغي. وأضاف أن القيم النبيلة المتجذرة في الثقافة الأمازيغية لا يمكنها أن تكون إلا مصدر اعتزاز يتقاسمه كل الجزائريين ويعملون على المحافظة عليها وترقيتها. وشهدت الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بعنابة افتتاح تظاهرة أسبوع التراث الأمازيغي وذلك بتدشين معرضين للحرف والصناعات التقليدية بكل من دار الثقافة محمد بوضياف ومركز الترفيه العلمي صالح رايس بعنابة وذلك بحضور السلطات المدنية والعسكرية المحلية وإطارات الولاية ومنتخبين وممثلين عن المجتمع المدني وآخرين عن جمعيات شبانية وعدد من المواطنين. وتضمن المعرضان اللذان كانا غنيين بالألوان والنكهات الأمازيغية نماذج من الألبسة والأطباق التقليدية بالإضافة إلى الحلي الفضية والكتب والصور الفوتوغرافية. حدث وطني يمنح للبعد الأمازيغي مكانة هامة بدوره، صرح وزير الاتصال، جمال كعوان، بغرداية، أن يناير الذي تم ترسيمه يشكل حدثا وطنيا يمنح للبعد الأمازيغي مكانة هامة في الحياة الاجتماعية للجزائريين. وأكد الوزير خلال ندوة صحفية، أن هذا الفعل التاريخي الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يساهم بشكل حتمي في تعزيز تماسك الشعب الجزائري الذي وبعد دسترة الأمازيغية لغة وطنية رسمية، تحصل على مكسب آخر للهوية. وأوضح كعوان أن قطاع الاتصال ومن خلال وسائل الإعلام العمومي كان مع الموعد مع الاحتفالات ب يناير عبر مجموع التراب الوطني بهدف ترقية هويتنا الأمازيغية وذلك منذ عدة سنوات. وأضاف أنه ولأول مرة لم يمض الاحتفال ب يناير دون اهتمام، ويعرف هذه السنة مشاركة واسعة للفاعلين الجمعويين وكافة الجزائريين الذين يرغبون في إحياء هذه المناسبة التقليدية العريقة، مشيرا إلى أن عيد يناير موعد مع التاريخ والفرصة التي ينبغي صونها ضمن النظرة المستنيرة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي عمل دوما من أجل المصالحة. وقبل ذلك، اطلع وزير الاتصال على ظروف العمل بمقر إذاعة غرداية قبل أن يعاين مركز البث التلفزي والإذاعي الذي أعطى به إشارة انطلاق القناة الثانية بالأمازيغية على موجات آف. آم ، لتمكين سكان المنطقة من التقاط هذه القناة الإذاعية بالأمازيغية.