اعتبر خبراء في مجال الاتصال والإرهاب الإلكتروني في دول منطقة الساحل الصحراوي، أن الصحافة الجديدة الممارسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، على غرار الفايس بوك ، خلّفت منابر جديدة للإرهابيين. ولدى تدخلهم خلال أشغال ورشة التبادلات حول مساهمة وسائل الإعلام في الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته، أبرز الخبراء إسهام ظهور ما يسمى ب صحافة المواطن في تمجيد الأعمال الإرهابية وفي نشر الإيديولوجيات الراديكالية من خلال المدونات والمدونين الصغار والفاعلين الآخرين الجدد في مجال صحافة وسائل الإعلام الاجتماعية. وشدد خبير من وحدة الدمج والاتصال الكائن مقرها بالجزائر العاصمة، على أن ممارسة هذه الصحافة الجديدة التي تفلت من الأخلاقيات وقواعد الصحافة المحترفة أصبحت وسائط مجانية للمجموعات الإرهابية لأعلمة نشاطاتهم الإجرامية. في هذا السياق، أشار إلى المضامين التي تنقل الفكر الراديكالي والأفكار المتطرفة مستفيدين من هذه الوسائط الجديدة المتاحة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، مشيرا إلى وجود مدونات أنشئت لأغراض سياسية. من جهته، حذر الصحفي الموريتاني، أحمد سالم ولد مختار، من استغلال الأشكال الجديدة للصحافة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن المدونات المنشأة خلال النزاعات السياسية أو غيرها يمكن أن تنخرط في تمجيد الأعمال الإرهابية والخطاب المتطرف العنيف. في هذا السياق، أبرز خبرة الهيئة الإعلامية لبلاده في مواجهة محاولات التضليل عبر شبكات التواصل الاجتماعي. كما دعا الخبير الجزائري في الاتصال، العربي بوينون، إلى تكثيف الابحاث والدراسات حول وسائل الإعلام الجديدة التي دعمها التحول الرقمي الكبير. كما قدّم الخبير عرضا عن الممارسات المتعددة للمجموعات المتطرفة التي ميزت الحقبة الإعلامية الجديدة المرصودة في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هؤلاء المجرمين يسعون إلى التموقع أكثر من خلال وسائل الإعلام هذه المصممة عشوائيا. وستشهد هذه الورشة التي تنظم لمدة يومين بمبادرة من وحدة الدمج والاتصال وهي آلية تعاون إفريقية لمنطقة الساحل، مشاركة خبراء في الاتصال والإرهاب الإلكتروني في منطقة الساحل وممثلين عن وزارة الاتصال النيجرية. وتميزت الورشة بمشاركة صحفيين ومختصين في الاتصال من الجزائر وبوركينافاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد وكوت ديفوار وغينيا والسينغال، الذين سيعرضون تجربة بلدانهم حول مساهمة وسائل الإعلام في الوقاية من الإرهاب ومحاربته. ويذكر أن وحدة الدمج والاتصال هي آلية إفريقية للتعاون بين دول الساحل يتواجد مقرها بالجزائر العاصمة حيث تقوم بتنسيق اعمال الوقاية والتحسيس من الإرهاب ومكافحته لا سيما مع الاتحاد الإفريقي.