إتخاذ إجراءات صارمة لضبط السوق ومواجهة المضاربة دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، إلى تطوير قطاع الصناعات الغذائية وإلى ترقية الصادرات في القطاع الفلاحي، فيما شدد على ضرورة مواصلة برنامج دعم الدولة للقطاع الفلاحي بمختلف مكوناته وذلك رغم الصعوبات المالية التي تواجهها خزينة الدولة حاليا. وأكد الرئيس بوتفليقة في رسالة له بمناسبة انعقاد الجلسات الوطنية للفلاحة، قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الاختام، طيب لوح، أنه بالرغم من اتخاذ الدولة لبعض الاجراءات لضبط سوق بعض المنتوجات، إلا أن تحسين منتوجنا الفلاحي يتطلب اليوم مشاركة أقوى للصناعات الغذائية في استغلال منتوجنا الفلاحي لتغطية احتياجات السوق المحلية من جهة، ولتوفير منافذ للمنتوج الفلاحي من جهة ثانية. وفي نفس السياق، حث رئيس الجمهورية أصحاب الأعمال والمستثمرين على زيادة الاهتمام بترقية تصدير المنتوج الفلاحي، لافتا إلى أن التصدير يعتبر نشاطا مميزا في حد ذاته ويتطلب امكانيات ومهارات تكمل عمل الفلاحين وتساهم في حماية التوازنات المالية الخارجية للبلاد. وتسمح هذه الملاحظات بجعل الاقتصاد الوطني أكثر شمولية، حسب بوتفليقة، الذي أكد بأن هذه الشمولية في حاجة ماسة إلى قطاع الفلاحة. وأضاف من جهة أخرى، بأن التكامل بين مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني من شأنه أن يضمن محيطا حافزا للفلاحة في الجزائري يستغل أكثر فأكثر كل قدرات الأراضي الشاسعة التي تزخر بها البلاد ويرفع من المكانة الاجتماعية لعمال الريف والفلاحة عامة. كما جدد الرئيس حرصه على وقوف الدولة بكل قدراتها إلى جانب النشاط الفلاحي بغية دفعه نحو المزيد من التقدم. وبهذا الخصوص، أكد على ضرورة مواصلة برنامج دعم الدولة للقطاع الفلاحي بمختلف مكوناته والذي أعلن عنه في 2009. و ستعكف الحكومة على الاستمرار في تنفيذه رغم الصعوبات المالية التي تواجهها خزينة الدولة حاليا ، يضيف بوتفليقة. ويعتبر هذا الدعم عرفانا مستمرا من الجزائر تجاه أريافها وفلاحيها الذين قدّموا الكثير لهذه البلاد كلما واجهت مصاعب وتحديات، فضلا عن كونه استثمارا مربحا في قطاع اقتصادي حيوي مربح وواعد في نفس الوقت، حسب الرئيس. وفي هذا المنحى، توقف الرئيس بوتفليقة عند الأهمية التي تكتسيها الفلاحة التي تعد قطاعا حيويا بالنظر لدورها في ضمان الأمن الغذائي للبلادي وقطاعا مربحا لِمَا ينجر عليه من توسيع قدرات التشغيل وتحسين ظروف الحياة في الأرياف وقطاعا واعدا أيضا بكل ما يمكنه أن يساهم به في تنويع الصادرات من منطلق شساعة الأراضي ومنتوجاتها الفلاحية المتنوعة. كما دعا رئيس الجمهورية الشباب الى الاستثمار أكثر في القطاع الفلاحي، مناشدا الجهات المعنية في الدولة لإعطاء المزيد من المكانة للتكوين في مجال الفلاحة وفروعها، حيث قال إنه من النقائص التي يعرفها قطاع الفلاحة ندرة الشباب في محيط النشاط الفلاحيي وقلّة لجوء هذا النشاط للإمكانيات التقنية الموفرة من طرف الدولة. وأضاف بوتفليقة: إننا نسجل بقلق ظاهرة تقدم أغلبية الفلاحين في السن ، مناشدا في نفس الوقت الشباب للاهتمام أكثر بهذا النشاط المربح لأصحابه والجوهري لنا جميعا كشعب وكبلد. كما ناشد رئيس الجمهورية مختلف الجهات المعنية في الدولة لإعطاء المزيد من المكانة للتكوين في مجال الفلاحة وفروعها على مستوى مختلف أطوار المنظومات الجامعية والتكوينية وكذا الهيئات المكلفة بدعم تشغيل الشباب بتوجيه جهدهم لفائدة قطاع الفلاحة.