أعلن ممثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، يعقوب كيرن، أن إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في سوريا ستتطلب من 200 إلى 300 مليار دولار، على الأقل. وقال كيرن: إعادة الإعمار يجب أن تكون هائلة، نتكلم عن أنها ستتطلب 200 إلى 300 مليار دولار، على الأقل ، مشيرا إلى ضرورة إعادة بناء المباني السكنية والمصانع والخطوط الكهربائية والبنية التحتية. وردا على سؤال عمن يجب أن يقدم المال لسوريا في ظل رفض عدد من البلدان القيام بذلك بسبب موقفها السلبي تجاه الرئيس بشار الأسد، أكد كيرن: هذه أزمة إنسانية، وكل من له ضمير سيساعد السوريين . وشدد على أن هذه الأزمة ليست أزمة السوريين فقط، مشيرا إلى أن قوات الدول الإقليمية والعالمية موجودة في هذا البلد. وجاء ذلك في الوقت الذي تحتضن فيه بروكسل مؤتمرا دوليا للمانحين بشأن الأزمة السورية حيث يشارك فيه أكثر من 85 دولة ومنظمة. نحو استعادة وحدة سوريا صرح وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بأنه تم في سوريا خلق كل الظروف الضرورية لاستعادة وحدة البلاد. وقال في خطاب ألقاه في جلسة وزراء دفاع بلدان منظمة شنغهاي للتعاون في بكين، أمس الثلاثاء: حاليا تم إيجاد كل الظروف لاستعادة سوريا كدولة موحدة لا يمكن تقسيمها. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب بذل الجهود ليس من قبل روسيا فحسب، بل والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي . وعبّر عن أمله بدعم الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في حل هذه المسألة. وأضاف الوزير أن العمليات الإنسانية النادرة التي أجريت بقيادة مركز المصالحة الروسي في حلب والغوطة الشرقية في سوريا، أسفرت عن إنقاذ حياة مئات آلاف السكان المدنيين. وتابع: تم إخراج أكثر من 172 ألف شخص من الغوطة الشرقية وحدها عبر الممرات الإنسانية الخاصة، إلى الأماكن الآمنة ، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب الدولي مرتبطة بشكل وثيق مع حل القضايا الدولية. وأعلن مجددا أن الأحداث في مدينة دوما السورية كانت مسرحية أدت إلى قيام الدول الغربية بالضربات غير الشرعية على أراضي الدولة ذات السيادة. وقال: يجب ألا نسمح بأن يحصل الإرهابيون على أسلحة الدمار الشامل. ويستخدم هذا العامل مرارا لأهداف استفزازية وإثارة الفوضى بين السكان المدنيين وتضليل المجتمع الدولي حول النزاع. والمثال الأخير لذلك هو الطابع المسرحي للهجوم الكيميائي المفترض في مدينة دوما السورية . وأفاد الوزير الروسي بأن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية ينتقلون بعد هزيمتهم في سوريا والعراق إلى مناطق في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، حيث يتم إنشاء خلايا إرهابية جديدة. وتابع: يزداد الوضع صعوبة أيضا، لأن الإرهابيين يستخدمون وسائل الإصابة الحديثة، بينها الطائرات المسيّرة الضاربة . وأوضح أن الطائرات المسيرة المستخدمة من قبل المسلحين في سوريا قادرة على العمل لمدى أكثر من 100 كيلومتر، مشيرا إلى أن إنتاجها لا يمكن بدون المساعدة الفنية للدول المتطورة. وحذر الوزير من العواقب الكارثية لاستخدام مثل هذه وسائل الإصابة في المناطق المكتظة بالسكان. سوريا ليست لعبة سياسية وصرحت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بأن الحل السياسي طريق وحيد للخروج من الأزمة السورية، مؤكدة أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيره. وقالت موغريني في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر دولي للمانحين لسوريا في بروكسل، امس: سوريا ليست لعبة سياسية، وعلى السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم . وأضافت أن الحل السياسي والمفاوضات هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا. كما أشارت موغيريني إلى ضرورة استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن. من جهته، شدد المبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، على أن المكاسب التي حققتها دمشق وحلفاؤها على الأرض في الحرب لا تخدم البلاد نحو السلام. وقال: نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، لم تؤد المكاسب العسكرية والتقدم على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير، بل ما حدث هو العكس تماما . وفي حديثه حول الأوضاع في إدلب، عبّر دي ميستورا عن أمله بعدم تدهورها قائلا: إن إدلب تحدّ جديد هام. يوجد هناك حاليا 2,5 مليون شخص. وطبعا لن تثقوا بأنهم جميعا إرهابيون. وهناك نساء وأطفال ومدنيون وكلهم يواجهون الوضع ذاته . وتابع: نأمل بأن تطور الأحداث سيصبح بالنسبة لنا حجة للاقتناع بأن إدلب لن تتحول إلى حلب جديدة أو غوطة شرقية جديدة .