- حسبلاوي في مهمة لإقناع المقيمين بشأن المناوبات يسير قطاع الصحة، منذ أشهر، نحو طريق مجهول نظرا للإضرابات التي يشهدها القطاع للأطباء المقيمين الذين قاطعوا، بداية من أمس، المناوبات فيما دخل الأساتذة الاستشفائيون الجامعيون بدورهم، في إضراب مهددين بمقاطعة النشاطات العلاجية ما يضع قطاع الصحة على فوهة بركان. وفي ظل هذه التطورات، تسعى وزارة الصحة إلى إيجاد حلول فورية لوقف موجة الاحتجاجات التي تكاد تعصف بالقطاع، حيث أجرى أمس وزير الصحة، مختار حزبلاوي لقاء آخر بممثلي الأطباء المقيمين في خطوة جديدة منه لإلغاء مقاطعة المناوبات. تمسك الأطباء المقيمون بقرار وقف ضمان المناوبة، بداية من يوم أمس، رغم التعليمة التي وجهتها وزارة الصحة إلى مديرياتها، تدعوهم فيها للجوء إلى تسخيرة عمومية لضمان التكفل بالمرضى. وفي هذا الإطار، عقد أمس وزير الصحة، مختار حسبلاوي، اجتماعا آخر بممثلي الأطباء المقيمين بمقر الوزارة، لدراسة آخر التطورات المتعلقة بالحركة الاحتجاجية التي تدخل شهرها السادس، وركز اللقاء على بحث قرار وقف المناوبات الذي تم مباشرته مساء أمس، حيث سعى الوزير حسبلاوي إلى إقناع المقيمين بالعدول عن قرارهم الذي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على عملية التكفل بالمرضى. وكانت الوزارة قد وجهت تعليمة إلى المديريات الولائية مؤخرا، حثتهم من خلالها باللجوء إلى تسخيرة عمومية لضمان التكفل بالمرضى، وهو الأمر الذي رفضه الأطباء المقيمون على اعتبار أنهم طلبة في طور التكوين وليس عمال موظفين، حسب ما صرحت به التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين. وفي السياق، أبرز ممثل الأطباء المقيمين، حمزة بوطالب بأن التعليمة التي أصدرتها الوزارة بهدف كسر إضرابهم المفتوح، فضحت فشل المسؤولين على القطاع في تسيير المنظومة الصحية، على اعتبار أنها عرّت النقص المسجل في الأطباء الأخصائيين المعنيين بضمان الرعاية الصحية للمريض، حيث أكد المتحدث بأن الطبيب المقيم مجرد طالب في طور التكوين ولا يملك شهادة الاختصاص لممارسة المهنة، وعليه فإن الوزارة، حسبه، تستهين بحياة المرضى عندما تضع حياتهم في أيدي طلبة. المقيمون في احتجاج بالمستشفى الجامعي بوهران وفي ذات الإطار، وبعد قرار التنسيقية الوطنية المستقلة للأطباء المقيمين التصعيد في لهجة الاحتجاج وتوقيف الحد الأدنى من الخدمات والمناوبات، التحق الأساتذة الاستشفائيون، أمس، بركب المحتجين، وشهدت مختلف المستشفيات موجات احتجاجية على غرار الأطباء المقيمين بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام الإدارة بسبب توقيف أجور الأطباء المقيمين المقاطعين لامتحان نهاية التخصص. توقيف الأجور جاء بعد رفض المراقب المالي التأشير عليها، متحججا أن المعنيين في وضعية غير قانونية حيث يجب أن يكونوا نجحوا في امتحان نهاية التخصص وأصبحوا أطباء مختصين، أو رسبوا ويستوجب على الإدارة خصم 30 بالمائة من الرواتب. إضراب وطني مفتوح بالتزامن مع تواصل إضراب المقيمين، دخل أمس الأساتذة الباحثون الاستشفائيون والجامعيون في إضراب وطني عن كل الأعمال البيداغوجية ما تسبب في شلل على مستوى كليات الطب عبر الوطن. ودخل الأساتذة الاستشفائيون في إضراب وطني مع توقيف كل الأعمال المتعلقة بالتكوين والتقييم الخاصة بالتخرج وما بعد التدرج مع إمكانية أن يتوسع الإضراب ليشمل الأعمال المتعلقة بالشق الطبي التي يضمنونها عبر مستشفيات الوطن. وفشل اللقاء الذي جمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار ووزير الصحة، مختار حسبلاوي، بممثلي النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين والجامعين، الأربعاء المنصرم، في ثني الأساتذة عن قرار الإضراب، حيث خلص الاجتماع لقرار تشكيل لجنة قطاعية لدراسة الطلبات المرفوعة، تبدأ أشغالها اليوم. وترتكز مطالب الأساتذة الاستشفائيين، في مراجعة التعويضات الاستشفائية من خلال ضمان عمل وأجر متساوٍ عبر كل المؤسسات الاستشفائية، والحق في تقاعد كريم، والاستفادة من يوم بيداغوجي، والعطلة الجامعية على غرار كل الأساتذة الجامعيين، إضافة إلى الحق في الأنشطة الربحية.