شكلت الندوة التاريخية حول المجاهد الراحل بلحاج بوشعيب المدعو سي أحمد، التي نظمتها جريدة الجمهورية بوهران، مناسبة لإبراز قيم وأبعاد النضال الثوري والمسار البطولي للمجاهد، الذي هو أحد اعضاء مجموعة ال22 المفجرة لثورة التحرير المظفرة. وقد حرص المشاركون في هذه الندوة من أكاديميين ومجاهدين وغيرهم، على التنويه بمآثر وخصال هذا البطل الذي ارتبط اسمه بأحداث تاريخية ثورية بارزة جمعته برموز ثورية أخرى كحسين آيت أحمد وسويداني بوجمعة ومحمد بوضياف ومصالي الحاج وآخرين. واعتبر عدد من المتدخلين أن شخصيات ثورية عديدة على غرار المجاهد الراحل بوشعيب لم تحظ لحد الآن بالقدر الكافي من الدراسة والبحث حول مسارهم البطولي وأبعاد الأحداث النضالية الكبيرة التي كانوا في قلبها، ملحين على بذل المزيد من الجهود في هذا المجال. وذكر الأستاذ المختص في التاريخ بجامعة وهران، محمد بلحاج أن التمعن في تاريخ مسارات أمجادنا من شهداء ومجاهدين خلال الثورة المجيدة وحيثيات التحضير لها يجعلنا أمام أحداث بطولية فريدة من نوعها تستدعي المزيد من الدراسة والتحليل لإبراز أبعادها الحضارية والوطنية لفائدة الأجيال المتعاقبة . ففي التعمق داخل حيثيات هذه الأحداث وحجم هذه التضحيات، يتم استخلاص كنوز من العبر والأحكام والقيم التي ليست فقط مبعث فخر أجيال الجزائر، وإنما طاقة لا تزول لمجابهة مختلف التحديات والرهانات، يضيف المتحدث. كما أكدت من جهتها، مديرة المجاهدين لولاية عين تموشنت، خديجة بهلول، على أهمية التراث الثوري العريق، مبرزة القيم النضالية العالية التي أورثها جيل نوفمبر لجيل الاستقلال وهي القيم المتجدرة في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني. وكانت الندوة أيضا فرصة لرفقاء درب المجاهد الراحل وأفراد عائلته للتعريف بمختلف جوانب حياته وعن حديثه قبل وفاته عن التضامن والتضحية التي كانت تسود العائلة الثورية وعن دفاعهم عن معالم الوحدة الوطنية وتماسك أبناء الأمة. يذكر أن المجاهد بلحاج بوشعيب من مواليد 1918 ونشأ وترعرع وسط عائلة ثورية مناضلة وكان هاويا لكرة القدم التي سمحت له بالاحتكاك بعدد من قادة الحركة الثورية، لينضم إليها في سن مبكر. وقاد المجاهد رفقة المجاهد الراحل آيت أحمد سنة 1948 مهمة تدريب واستطلاع بغرب الوطن قبل أن يساهم المجاهدان في عملية الهجوم على بريد وهران في 1949. كما ولج العمل السري بعدها وصار مطاردا من طرف قوات المستعمر الفرنسي وكان عضوا ضمن مجموعة ال22 التاريخية المفجرة لثورة الفاتح نوفمبر المجيدة وواصل الكفاح إلى غاية إلقاء القبض عليه في سبتمبر 1955 وظل في السجن إلى غاية الاستقلال وتوفي سنة 2012.