فرار حوالي 50 جزائريا من سجون تونس ووصول بعضهم إلى الولايات الحدودية الجزائرية في انتظار تسليم 6 آخرين إلى السلطات الجزائرية أكد مندوب الجالية الجزائرية في ولايتي القصرينوالكافالتونسيتين أحمد حمدي أمس "للنصر"، أن العديد من الجزائريين الذين كانوا يقضون عقوباتهم في سجن القصرينالتونسي قد تمكنوا من الفرار ليلة أول أمس. وأوضح ذات المتحدث أنه يوجد من بين هؤلاء السجناء إمرأة جزائرية أدينت من طرف القضاء التونسي بعقوبة 30 سنة سجنا نافذا دون أن يشير إلى التهمة الموجهة إليها، وفي ذات السياق أكدت مصادر مطلعة "للنصر" أن مجموعة من السجناء الذين تمكنوا من الفرار والذين قدر عددهم بحوالي 50 سجينا كانوا نزلاء بسجن القصرين الذي شهد عملية فرار أكثر من 1200 سجين، قد تمكنوا من الوصول ليلة أول أمس إلى الحدود الجزائرية والتحقوا بالفعل بعائلاتهم، وحسبما رواه أحد هؤلاء السجناء الذي التقته "النصر" أمس والذي قضى أكثر من 7 سنوات هناك بعد أن حكم عليه ب10 سنوات، فإنه وبعد نجاحه في الهروب من السجن استقل سيارة نقلته رفقة عدد من زملائه السجناء إلى غاية الحدود الجزائرية دون المرور على مراكز العبور، مضيفا أنه التحق في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس بعائلته بمدينة تبسة التي لم تصدق عودة ابنها إليها سالما بعد كل هذه السنين من الغياب .نفس المتحدث أشار إلى أنه يوجد من بين المساجين الجزائريين الذين وصلوا إلى التراب الوطني، شخص من بلدية عين الزرقاء بولاية تبسة والذي كان محكوما عليه بالسجن 20 سنة وتمكن من الوصول إلى مقر سكناه، بالإضافة إلى شخص آخر قضى 36 سنة مسجونا في القصرين بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد والذي تمكن حسبه من العودة أخيرا إلى أهله بولاية عنابة، وأوضح ذات المتحدث أنهم كانوا يعانون الأمرين في سجن القصرين من الإهانة والظروف القاسية التي كانوا يقضون فيها عقوباتهم خاصة بالنسبة لكبار السن والمرضى منهم .وعن لحظة الفرار من السجن أكد أن سكان القصرين هم الذين اقتحموا السجن بعد فرار حراسه والقائمين عليه، حيث تمكنوا من كسر الأبواب ما سمح بخروج كل المساجين، وأضاف أنهم وجدوا مساندة من طرف أفراد الجيش التونسي الذين سهلوا عليهم الأمر كما قال، مشيرا إلى أنه علم بأن سكان مدينة الكاف الحدودية قد حاولوا هم أيضا اقتحام سجن المدينة دون أن يوضح نتيجة هذا الاقتحام، وأكد وجود أخبار عن فرار جزائريين من سجون المنستير والمهدية وسوسة، غير أنهم وجدوا حسبه صعوبات في الوصول إلى الحدود الجزائرية نظرا إلى بعد المسافة ويبقى مصيرهم مجهولا إلى حد الساعة، في وقت دعت عائلات هؤلاء السجناء إلى ضرورة الاستفسار عن مصير أبنائها خاصة في سجني المنستير والمهدية اللذين شهدا أول أمس وفاة العشرات من النزلاء حرقا دون معرفة هويتهم، وأصرت بعض تلك العائلات على التنقل إلى هناك للاطمئنان ومعرفة مصيرهم في ظل تلك الظروف .من جهة أخرى ذكرت مصادر محلية "للنصر" أن السلطات الأمنية التونسية تجري مشاروات مع السلطات الجزائرية في المنطقة الحدودية المسماة "الخرزة" الواقعة على بعد 6 كلم شمال بلدية أم علي الحدودية بشأن تسليم 6 سجناء جزائريين (بينهم 4 رجال و امرأتان) كانوا قد فرّوا من سجن القصرين إلا أنه تم القبض عليهم في انتظار تسليمهم - حسب ذات المصادر- وفقا للطرق القانونية للسلطات الجزائرية.من جهة أخرى حرص مندوب الجالية الجزائرية في ولايتي القصرينوالكاف، على التأكيد أن أفراد الجالية الجزائرية في تونس بخير وأن السفارة الجزائرية في تونس العاصمة وباقي القنصليات في الكاف وقفصة قد اتخذت كل الإجراءات للتكفل بالجزائريين المتواجدين على التراب التونسي من مقيمين ومسافرين، وأنها جنّدت لذلك الغرض كل أعوانها العاملين في الممثليات الدبلوماسية، مبرزا أنه تم توجيه تعليمات للجالية الجزائرية بالابتعاد عن المناطق التي توصف بالساخنة وضرورة توخي الحيطة والحذر لتجنب أي خطر قد يلحق بهم إلى غاية استتباب الأوضاع وعودة الأمور إلى حالتها الطبيعية .