الحركة الاحتجاجية بعين صالح تعود إلى طابعها السلمي استعادت مدينة عين صالح أمس هدوءها بعد 24 ساعة من المواجهات العنيفة بين المحتجين على استغلال الغاز الصخري ومصالح الأمن، بعد اللقاءات التي جرت بين السلطات الأمنية المحلية بمدينة عين صالح و ممثلين عن المحتجين، حيث تم الاتفاق على استتباب الهدوء وعدم اللجوء إلى أعمال الحرق والتخريب، كما تقرر عقد اجتماعات على مستوى الأحياء لإزالة الاحتقان، وباشرت لجان الأحياء اتصالات لإعادة فتح المحلات والمدارس. عادت الحركة الاحتجاجية في عين صالح إلى طابعها السلمي، بعد المواجهات التي عرفتها المدينة يوم السبت الماضي، عقب محاولة اقتحام مقر الشركة الأمريكية «هاليبرتون»، حيث عاد المحتجون إلى اعتصامهم السلمي بساحة «الصمود» بعد انسحاب قوات الأمن منها، وتجمع بها العشرات من المناهضين لاستغلال الغاز الصخري.وقال محمد عزاوي أحد ممثلي سكان عين صالح المحتجين عن الغاز الصخري بعين صالح في تصريح «للنصر»، بان «الاحتجاجات في المدينة عادت إلى طابعها السلمي بعد نجاح المساعي لتهدئة الوضع»، مشيرا بان المدينة «عرفت تنظيم اعتصام أمام مقر الدائرة دون أن تسجل أية مشاكل»، وقال بان «الاتصالات مع السلطات العسكرية لا تزال متواصلة لإعادة الهدوء إلى المنطقة». وكشف مندوب عن المحتجين، أن اجتماعا عقد أمس بين ممثلين عن المحتجين والسلطات العسكرية لبحث ترتيبات تسمح بإعادة الحياة إلى المدينة، وأضاف «تم الاتفاق على تفادي أي انزلاقات أخرى وتلقينا تطمينات بالسعي لأجل تهدئة الخواطر»، مشيرا بان سكان المدينة تضرروا كثيرا في الأيام الأخيرة جراء غلق المحلات والمدارس، وقال بان اتصالات «بدأت لطمأنة التجار وحثهم على استعادة أنشطتهم وفتح المحلات لتمكين المواطنين من التزود بالغذاء والمستلزمات الضرورية الأخرى وكذا إعادة فتح المدارس لتمكين التلاميذ من العودة إلى مقاعد الدراسة». بدوره أكد عبد القادر بوحفص أحد مندوبي المحتجين، بان الهدوء كان ثمرة اللقاءات التي جمعت السلطات الأمنية المحلية بمدينة عين صالح و ممثلين عن المحتجين تم من خلاله الاتفاق على استتباب الهدوء وعدم اللجوء إلى أعمال الحرق والتخريب. وتم الاتفاق على عقد لقاءات على مستوى الأحياء لتحسيس سكان عين صالح بضرورة الالتزام بالهدوء وتفادي الدخول في أي أعمال قد تغير الطابع السلمي للحركة الاحتجاجية لسكان عين صالح. وكانت الاحتجاجات ضد استكشاف الغاز الصخري قد أخذت منحى عنيفا يومي السبت والأحد، وذلك عقب المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، والتي بدأت في محيط قاعدة الحياة التابعة لشركة «هاليبرتون» قبل أن تمتد لمناطق أخرى، وتم تخريب بعض المرافق العمومية منها مقر تجاري للمتعامل العمومي للهاتف النقال» موبيليس» ومقر الدائرة ومرافق تابعة للشرطة والحظيرة البلدية ومقر إقامة رئيس الدائرة. وقد خلفت هذه الأحداث العنيفة العديد من الجرحى من بينهم 40 شرطيا مصابا بجروح متفاوتة تم إسعافهم جميعا بمستشفى عين صالح. وأعلنت وزارة الشؤون الداخلية أن المواجهات التي وقعت في عين صالح بين مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري والأمن، يوم السبت، أسفرت عن إصابة 40 شرطيا وحرق مقر الدائرة. و أوضح بيان وزارة الشؤون الداخلية والجماعات المحلية أن «مدينة عين صالح شهدت يوم الفاتح من مارس 2015 أحداث شغب وإخلال بالنظام العام قامت بها مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري بهذه المنطقة». وتأسفت وزارة الداخلية، للأعمال التخريبية التي وقعت خلال المواجهات، والتي أسفرت عن إصابة أعوان شرطة بجروح متفاوتة من بينهم شرطيين مصابين بجروح خطيرة وكذا حرق إقامة مقر إقامة رئيس الدائرة وإضرام النار بمقر الدائرة وجزء من مرقد «العزاب» التابع للأمن الوطني وشاحنة ملك لنفس المصالح». وحسب نفس البيان «فقد سمح التعامل السليم والاحترافي لمصالح الأمن رغم هذه الأعمال باحتواء الوضع واسترجاع الهدوء في هذه البلدة». ودعت الداخلية في بيانها «الجميع إلى الحكمة والتعقل والتحلي بروح المسؤولية وتغليب أساليب الحوار في التعبير عن المطالب والانشغالات، لأن الحوار الهادئ والرصين هو الأسلوب الأفضل والأمثل للوصول إلى توافق حول الموضوع وأن قنوات الحوار مفتوحة وستبقى دوما مفتوحة في الموضوع». وأكدت –كما جاء في نص البيان، أنها «على يقين تام من أن الحكمة المعهودة لدى أهل الجنوب والروح الوطنية لسكان عين صالح سوف تكونان دوما بالمرصاد للتصدي لأي محاولة مغرضة تهدف إلى المساس بأمن واستقرار هذه البلدة». وبالموازاة مع الاحتجاجات التي شهدتها مدينة عين صالح أمس، نظم طلبة جامعة ورقلة موقفة احتجاجية ضد مشروع استغلال الغاز الصخري، وفي اليزي، تجمع عشرات المواطنين أمام مقر الولاية تضامنا مع سكان عين صالح المحتجين منذ أشهر ضد استخراج الغاز الصخرى, رافضين الدراسات الاستكشافية للغاز الصخري. ورفع المحتجون لافتات تطالب بضرورة الوقف الفوري لعملية استخراج الغاز الصخري بمنطقة عين صالح.