عمره لم يتجاوز 22 سنة بطل العالم في الفن النبيل ثلاث مرات، اختير كأحسن ملاكم في العالم لسنة 2014 لقب «بالجوهرة» و «المعجزة» و توج مؤخرا «ملكا على إفريقيا»، باعتراف من الفدرالية الدولية للملاكمة. يتحدث جمال دحو ابن مدينة تيارت للنصر ، عن مشواره في عالم الاحتراف وصعوبة مواصلة التألق فيه، لأنه مجال لا يعترف سوى بالقوة و لغة المال ،الأمر الذي يعقد وضعه خصوصا في ظل التهميش الذي يتعرض له - كما يقول- من قبل القائمين على قطاع الرياضة في الجزائر رغم تفوقه الواضح و شهرته العالمية. النصر: جمال دحو أصغر بطل عالمي في رياضة الملاكمة الاحترافية متى و كيف كانت البداية؟ جمال دحو: بدايتي كانت في عمر9 سنوات تحديدا، كنت أواجه مشاكل مستمرة مع زملائي في المدرسة لطالما اختاروني كهدف لهم بسبب طبيعتي الهادئة و المسالمة، لذلك قررت التدرب على واحدة من الرياضات القتالية لأدافع عن نفسي، و بالفعل اخترت الملاكمة و طلبت من خالي الملاكم و المدرب السابق خالد بن ناصر البدء في تدريبي. ظلت تدريباتنا سرية لمدة سنتين خوفا من رد فعل والدي الذي كان يركز على دراستي، و خلالها اكتشف خالي، موهبتي المبكرة و باشر في صقلها كنت اضطر للمبيت عنده في الأيام التي أصاب فيها خلال التدريب. في سن 11 سنة بدأت خوض المنافسات، شاركت في البطولات الولائية للهواة بتيارت لأربع مرات متتالية، تم انتقلت إلى المنافسات الجهوية، بعدها نافست على مستوى وطني و أحرزت بطولتي كأس الجزائر و كأس الجزائر الممتازة كعضو في الفريق الوطني للأشبال. خلال منافساتي لاحظت بأن أسلوبي في القتال شرس و عدواني نوعا ما، فبدأت التفكير في الاحتراف، حيث انسحبت من الفريق الوطني و قدمت طلبا الاحتراف على مستوى المجلس العالمي للملاكمة WBC لأقل من 24 سنة. بدأت مشواري كملاكم محترف في سن 18 سنة ، وكنت أصغر ملاكم محترف في العالم، كان فوزي في منازلة أمام الملاكم "مونا فاتح" 36 سنة ، وهو لاعب بالمنتخب الوطني، أول تجربة لي، بعدها قمت بتنظيم أول منازلة احترافية بتيارت ضد الملاكم "أدور محمد أرزقي" وفزت عليه بالضربة القاضية. و في بطولة الجزائر سنة 2010 استطعت الحصول على الحزام الجزائري بالضربة القاضية في الجولة الرابعة. ومن هنا آمن والدي السيد "مختار دحو" بموهبتي و انظم إلى الفريق كمناجير. بعد ذلك شاركت في البطولة الإفريقية IBO سنة 2011 بتنزانيا، و فزت على منافسي «حميس أجالي» بالضربة القاضية. واصلت تألقي قاريا و عالميا توجت بطلا للعالم ثلاث مرات بين 2013 و 2014مرة في بطولة المنظمة العالمية للملاكمة UBO ، ومرتين في بطولة المجلس العالمي للملاكمة WB، لكنني همشت محليا ولم أحظى إلى غاية اليوم بأية التفاتة من القائمين على الرياضة في الجزائر و لا حتى بتيارت. الاحتراف اختيار شخصي يعتمد على تمويل خاص فماذا تقصد بأنك همشت محليا؟ أود أن أوضح بداية بأنني لست الوحيد الذي يعاني من التهميش، معظم الرياضيين المحترفين في الجزائر يواجهون أو واجهوا نفس المشكل، خصوصا أصحاب الرياضات الفردية. صحيح أنني ملاكم محترف لكنني ألاكم باسم الجزائر و أضنني أمثل العلم الوطني أحسن تمثيل. أما بخصوص سؤالك عن الاعتماد عن التمويل الخاص، و القصد حسب ما فهمت هو أنني لا ألعب لصاح الفريق الوطني وبالتالي فأنا غير معني بالدعم، فأتساءل بدوري لماذا ندعم المغنيين و نسهل تنظيم حفلاتهم ، كما ندفع لهم الملايين و نهمش الرياضة ، بالرغم من أن الجزائر لطالما كانت رائدة في مجال الملاكمة و راعية لها. عن نفسي حصدت الميداليات و الألقاب العالمية، دون أي دعم من أي جهة، ما عدى أحد الخواص الذي تكفل بتمويل آخر مبارياتي وقد كلفتني ما يعادل 2مليار سنتيم، ففي مجالنا الدفاع عن لقبي يتطلب مني دعوة خصم من مستواي لمنازلتي و دفع كامل تكاليف إقامته بالإضافة إلى ضريبة الفدرالية الدولية المقدرة ب 100 مليون سنتيم. أنا لم أطلب الكثير، فقط تسهيل إجراءات حصولي على قاعة مناسبة للتدريب، و مساعدتي على خوض بعض المباريات الهامة، أعرف ملاك فرنسي محترف لاكم في الجزائر و دفعت مصاريف مباراته من جيب الدولة، أتساءل هنا من منا الأولى بالتشجيع. أحيطكم علما أنني وضعت عائلتي في موقف مادي محرج، من وراء دعمها لي و تمويل والدي لمنافساتي ، المسكين اضطر لبيع ممتلكاته و ممتلكات جدتي لمواصلة دعمي، حتى منزل العائلة بعناه. حدثنا عن تجربة في الخارج، هل سبق وأن تعرضت للتميز أو المؤامرة ؟ لا مطلقا، بالنسبة للمباريات فلا أواجه مشاكل عادة خلال خوضها، ما عدى أعبائها المادية المرهقة، التي تضطرني إلى نقل اللعب خارج الجزائر، لكن خلاف ذلك كل شيء جيد سواء في إفريقيا أو أوروبا ، و الدليل هو نتائجي الإيجابية في كل مرة. أما بخصوص معاملتي خارج الحلبة، فنا أحظى باحترام كبير أينما حللت، في مصر و فرنسا و بريطانيا و الولاياتالمتحدةالأمريكية أمر في المطارات دون أي رقابة على أمتعتي أو تدقيق في وثائقي، بالعكس يشعرونني بالأهمية لمجرد أنني أحمل الحزام على كتفي، مؤخرا كرمتني الفدرالية الإنجليزية للملاكمة مرتين، و أطلقت علي المنظمة العالمية للملاكمة لقب المعجزة كما توجتني ملكا على إفريقيا. الوضع الذي يختلف تمما بمجرد أن أطأ أرض الوطن أعامل بكل برود و دون أي اهتمام، لطالما دخلت مطار الجزائر و أنا أرفع حزام البطل، لكنني كنت أضطر للانتظار من أجل المرور ، أما أمتعتي فيتم عرضها على جهاز الكشف « سكانير» دائما. خلاصة القول أمر مرور الكرام في بلدي و أمر كنجم في دول أخرى . ما قصة لقب « ملك إفريقيا»، حدثنا أيضا عن حكايتك مع محمد علي و مايك تايسون؟ « ملك إفريقا « لقب أطلقته علي الفدرالية الدولية للملاكة سنة 2013 ، بعد تتويجي ببطولة إفريقيا، وفوزي بحزام المجلس العالمي للملاكمة WBC في غانا. أما في 28 ديسمبر 2014 ، فقد تم اختياري من طرف ذات المنظمة، كذلك كأحسن ملاكم في العالم لنفس السنة بعد حصولي على حزام المنظمة العالمية للملاكمة بأمريكاUBO للوزن الخفيف، في 12 سبتمبر2014 بمدينة موشي بتنزانيا، أين جمعتني منازلة بالملاكم التنزاني سعيد يازيدو الذي يعتبر نائب بطل العالم سابقاً و بحوزته 43 منازلة ،. و قد جاء الاختيار بناء على انجازاتي حيث حطمت في 2014 رقما قياسيا عالميا، كأصغر بطل عالمي يفوز ببطولة UBO، عن عمر 22 سنة و 3 أشهر. إضافة إلى دفاعي عن لقبي العالمي في منافسة WBC» المجلس العالمي للملاكمة» للمرة الثانية، يوم 19 ديسمبر2014، ببرج بوعريريج ، أين أطحت بمنافسي المكسيكي دانييل فنزويلا بالضربة القاضية. أما قصتي مع الأسطورة العالمية محمد علي كلاي، فقد بدأت بعد تتويجي الأول بلقب المجلس العالمي للملاكمة سنة 2013 بغانا، علما أنني أعتبر العربي الوحيد الحامل لهذا اللقب، الذي سبق له و أن فاز به. كانت مفاجأة بالنسبة إلي حين تلقيت رسالة من ابنته ليلى، توضح بأنها خطتها بالنيابة عن والدها، أكدت من خلالها بأنه يهنئني و يحترم موهبتي، كما حملت الرسالة كذلك الكثير من التشجيع. بعدها تلقيت رسالة تهنئة و تشجيع أخرى من البطل العالمي مايك تاسيون، و ملوك آخرين للحلبة أمثال أوسكار ديلاهويا. أنت معروف برجل الضربات القاضية كم تحصي في رصيدك انتصار حاسم؟ صحيح تقريبا معظم مبارياتي تنتهي بالضربة القاضية، أحب الإطاحة بالملاكم الخصم خلال بداية اللقاء، في رصيدي 13 منازلة في مختلف المستويات، أنهيت 11 من بينها بالضربة القاضية ، أخرها منافستي مع الملاكم المكسيكي دافيد فنزويلا للدفاع عن لقب المجلي العالمي للملاكمة WBCفي برج بوعريريج، و قد تمكنت من إنهائها في ظرف دقيقة و 8 ثواني ، الأمر الذي أثار امتعاض الجمهور كونه طمح لمشاهدة لقاء أطول عمرا. نجمك يسطع عاليا في سماء الملاكمة العالمية الآن فهل تطمح للمزيد؟ هدفي هو مواصلة التألق، ضحيت بالكثير من اجل الملاكمة خصوصا دراستي التي تخليت عنها قبل أيام قليلة من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا، رغم أنني كنت من المتفوقين و كانت لأنجح مع القليل من التركيز، بالإضافة إلى أملاك عائلتي التي اضطر والدي للتخلي عنها من أجلي ، لذلك لن أقبل بأقل من التتويج بلقب بطل العالم للملاكمة على كل المستويات و كل مجالس الملاكمة العالمية الإحترافية .