أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، أن النظرة الإستراتيجية للقطاع تقوم على تكوين نخبة قادرة على استقراء مؤشرات الأحداث والمستجدات من أجل كما قال الوصول إلى تبني قراءة صحيحة و واعية. و في كلمة ألقاها خلال ترؤسه للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، شدّد الفريق قايد صالح على أن هذه النخبة، «يتعين عليها أن تتصف بصلابة تفاعلها مع محيطها المعرفي والبحثي وبغزارة علمها ونفاذ بصيرتها وسلامة رؤيتها بحيث تكون لها القدرة على استشراف تعقيدات ما يلوح به المستقبل المنظور وحتى البعيد من رهانات والقدرة أيضا على استقراء مجمل مؤشرات الأحداث والمستجدات بكافة ثوابتها ومتغيراتها». و أوضح بأن هذه القدرات تتيح للنخبة قراءة الأحداث «قراءة صحيحة وسليمة من حيث الخلفيات والأبعاد ويقظة و وعي من حيث الأهداف والنوايا» و هي النظرة الاستراتيجية التي نريد مثلما أضاف حيازة ناصيتها، عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ونطمح بفضلها إلى الإحاطة المتبصرة بآليات الحلول الاستباقية لكافة التحديات المعترضة، حتى يظل الجيش الوطني الشعبي إلى جانب عمقه الشعبي، درع الجزائر وصمام أمنها واستقرارها. و من هذا المنظور - يتابع الفريق قايد صالح- تساهم المدرسة العليا الحربية في تكريس هذا الهدف بحيث يعود إليها دور، بل وفضل تكوين نخبة عسكرية رفيعة المستوى قادرة على تطوير الدراسات في الفروع العسكرية كافة والانتقال بها إلى مراحلها المتقدمة، بما يسهم في تعميق و إثراء البحوث متعددة المجالات والتخصصات، لاسيما في المجال العملياتي والاستراتيجي. و في هذا السياق، عرج نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على الدور الذي تتولاه المدرسة العليا الحربية و الجهود المبذولة بغرض تنمية و تطوير المناهج التعليمية وترقية المسار التكويني والبحثي والدراسي، بما يكفل تكوين إطارات من ذوي الكفاءات العملياتية العالية قادرة على ضمان التخطيط الاستراتيجي والعملياتي وعلى قيادة الوحدات الكبرى بكل اقتدار. كما ذكّر الفريق قايد صالح في كلمته بأهمية هذا اللقاء الذي يتزامن واحتفالات الذكرى ال 53 لعيد النصر، قبل أن يتطرق إلى المهام الدستورية المنوطة بالجيش الوطني الشعبي. و قال في هذا الخصوص «إن ضمان أمن واستقرار الجزائر وصيانة استقلالها وحرمة ترابها الوطني هو من صميم المهام الدستورية العظيمة التي يتشرف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بأدائها، معتمدا في ذلك على الله سبحانه وتعالى ثم على العنصر البشري المؤهل تأهيلا عاليا، والذي يعتبر فعلا الضمانة الأكيدة الكفيلة بحسن أداء هذه المهام الجليلة على الوجه الأصوب». و عقب ذلك، قام الفريق قايد صالح بزيارة و تدشين عدد من المرافق الإدارية والبيداغوجية على غرار مركز التكوين لمنظومات الإعلام والقيادة وكذا مركز محاكاة المباريات الحربية الذي يعد أداة تكنولوجية وبيداغوجية متطورة تسمح بمحاكاة ميدان الأعمال القتالية وتجعل الدارس قريبا من واقع الحروب الحديثة. للتذكير، يأتي ترؤس الفريق قايد صالح للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية طبقا لأحكام المرسوم الرئاسي رقم 05 364 المؤرخ في 26 سبتمبر 2005 والمتضمن إحداث المدرسة العليا الحربية لاسيما المادة 11 منه.