اتفقت الجزائر و الولاياتالمتحدةالأمريكية على العمل معا من أجل ترقية الأمن الإقليمي و مكافحة الإرهاب و تكثيف تبادل المعلومات، و عبر البلدان من جهة أخرى، عن مساندتهما للائحة 2152 لمجلس الأمن الأممي حول الصحراء الغربية، والتزامهما بمساعدة طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو و المغرب، من أجل التوصل إلى حل سياسي «عادل و دائم و يقبله الطرفان و يفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية». و قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في لقاء صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري الأربعاء الماضي توج الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي المنعقدة بواشنطن "نتائج الاجتماع كانت ايجابية و واعدة وستعطي ديناميكية حقيقية لشراكتنا". وأن الجزائر "مرتاحة من تطور الحوار الاستراتيجي مع واشنطن والنتائج المحرز عليها إلى حد الساعة". وتوجه لعمامرة إلى جون كيري قائلا " أن زيارتكم للجزائر سنة 2014 فتحت عدة آفاق ليتمكن البلدان من العمل والتعاون جنبا إلى جنب "، مشيرا إلى أن هذا التعاون خلق «صدى ايجابيا» في العلاقات الثنائية بين البلدين. و أكد لعمامرة أن الجزائروواشنطن طورتا الشراكة الإستراتيجية في العديد من القضايا مجددا تمسك الجزائر بتدعيم التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع واشنطن. وأضاف أن الحوار "يستجيب لإرادة مشتركة تتمثل في البحث عن الفرص الكفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين و إيجاد إمكانيات جديدة للتعاون في المجالات السياسية والأمنية و الاقتصادية و التربوية والثقافية". و اعتبر أن التعاون بين البلدين بلغ «مستوى غير مسبوق» مستشهدا بالمنتديات واللقاءات الأخيرة ذات الطابع الاقتصادي و التجاري بين البلدين. و جدد اهتمام الجزائر بالاستثمارات الأمريكية،وقال «طلبنا الدعم من شركائنا الدوليين الذين من بينهم الولاياتالمتحدة.» و أبرز لعمامرة دعم الجزائر لجهود الأممالمتحدة ومبعثوها للسلام كريستوفر روس لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، مذكرا بالموقف الجزائري الداعي لإجراء استفتاء يتيح للصحراويين تقرير مصيرهم . وحذر لعمامرة من كل تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، في إشارة إلى خطط دول اقليمة لقيادة حملة لتغليب أحد طرفي الصراع في ليبيا، وقال أن أي تدخل من شأنه أن يزيد النزاع تعقيدا و أنه قد يقوض كل الحظوظ للوصول إلى حل سياسي قائم على المصالحة الوطنية. ولفت إلى كون الجزائروالولاياتالمتحدة «تتشاطران الرؤى و تشجعان جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي من أجل ليبيا برنادينو ليون». واعتبر أن «الحوار الليبي الذي أطلق بمبادرة من الجزائر يمثل مرحلة هامة في مسار ينبغي أن تدعمه المجموعة الدولية بشكل عام» مضيفا بشأن سوريا أنه لا يمكن حل النزاع عسكريا. و دعا المجموعة الدولية إلى «المشاركة مع جميع الفاعلين السياسيين في إطار الحوار الشامل بهدف التوصل إلى حل سلمي لهذه الحرب المدمرة». وأعرب في ختام تدخله عن استعداد الجزائر لاستقبال كيري مرة جديدة على الأراضي الجزائر بعد زيارته لها العام الماضي. كيري يدعو الأطراف المالية إلى احترام التزاماتها و أشاد كاتب الدولة الأمريكي للخارجية جون كيري في تدخله بمستوى العلاقات الثنائية الجزائرية ، ممتدحا جهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر ودعمها لاتفاق السلام بين الأطراف المالية المعروف ب «خريطة الطريق»من اجل تحقيق الاستقرار والمصالحة والعدالة في مالي. و دعا كيري الأطراف المالية إلى احترام التزاماتها قصد حل خلافاتها بطرق سلمية والعمل من أجل تحقيق الأمن والعدالة في البلاد. وأبرز أن الجزائر لعبت دورا أساسيا في إطار جهود الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي في هذا البلد. و أعرب عن استعداد بلاده لدعم التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.وتوجت الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي باتفاق على العمل معا من أجل ترقية الأمن الإقليمي و مكافحة الإرهاب و تكثيف تبادل المعلومات و تنسيق البرامج الموجهة لتعزيز قدرات الشركاء الإقليميين. و أعربت الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص عن عرفانها للجزائر من أجل الدور الذي تضطلع به في ترقية الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية، بما في ذلك وساطتها التي أفضت إلى اتفاق بين الحكومة المالية و الجماعات المسلحة في شمال هذا البلد و كذلك من أجل الدعم الذي تقدمه للجهود التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل ليبيا برنادينو ليون. و اتفق البلدان على حكومة وحدة وطنية في ليبيا «ضرورية لوضع حد للتهديدات الإرهابية في المنطقة». و جددت الجزائر بهذا الصدد التزامها بتنظيم قمة حول مكافحة التطرف لضمان متابعة اللقاء الوزاري لقمة التطرف العنيف التي انعقدت بالبيت الأبيض في 19 فبراير الماضي. وأعرب البلدان في بيان مشترك، عن دعمهما للقرار 2152 لمجلس الأمن الأممي حول الصحراء الغربية و أكدتا التزامهما بمساعدة جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي"عادل و دائم و يقبله الطرفان و يفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا لمبادئ و أهداف ميثاق الأممالمتحدة". و التزم البلدان بتعميق علاقاتهما الاقتصادية و التجارية حيث أكدت الولاياتالمتحدة في هذا الصدد دعمها للجهود التي تبذلها الجزائر لتنويع اقتصادها و تطوير قطاعها الطاقوي بما في ذلك التكنولوجيات المتعلقة بالطاقات المتجددة و المحروقات غير التقليدية. كما «تواصل الولاياتالمتحدة دعمها لجهود الجزائر لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية». و اتفقت الحكومتان على «دراسة السبل و الوسائل الكفيلة برفع التبادلات التربوية و تشجيع الطلبة الجزائريين على متابعة دروسهم في الولاياتالمتحدة لاسيما من خلال منح للشباب الجزائريين أكثر فرص لتعلم اللغة الانجليزية. كما التزمتا بمواصلة الاعتراف بالشهادات الجامعية الأمريكية».للإشارة، التقى وزير الخارجية خلال تواجده بواشنطن بمستشارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، السيدة أفريل هاينس. و تناولت المحادثات بين الطرفين المسائل الأمنية و النزاعات السائدة في إفريقيا و العالم.