جئت لتحقيق البقاء وأتوقع انتفاضة الخضر أمام المغرب أكد جلول زهير المدرب الجديد لجمعية الخروب انه قبل مهمة الإشراف على التشكيلة لتحقيق هدف البقاء، الذي يرى انه من الممكن تحقيقه بتظافر جهود الجميع وبالنظر للمؤهلات التي يزخر بها فريقه واصفا مهمته الجديدة بمثابة التحدي الذي رفعه، الحديث مع جلول المساعد السابق للشيخ سعدان لم يقتصر فقط عن فريقه وإنما امتد للفريق الوطني، الذي مازال يرى انه بمقدوره تحقيق الوثبة المنتظرة، وإن بدا متحفظا في التعبير بصراحة عن الظروف التي يعشها الخضر، رغم تحرره من واجب التحفظ. *كيف تمت عملية تسلمك لمهامك الجديدة؟ جرت بصفة جيدة، تم تقديمي من قبل الرئيس و المسريين للاعبين واثنوا خلال تدخلهم على العمل الجيد الذي قام به المدرب تبيب الذي لا اعرفه شخصيا، لكن اعرفه من خلال مشواره أكن لهذا المدرب كل الاحترام وبودي أن التقي به ذات يوم.تحدثت مع اللاعبين بلغة مباشرة وصريحة، عن الأهداف التي سطرتها الإدارة والمتمثلة في ضمان البقاء وبناء تشكيلة متجانسة للمستقبل، كما حددت لهم ماذا انتظر منهم في العديد من الجوانب خاصة من جانب الانضباط في العمل والاحترام المتبادل، كما وضحت لهم أنهم مخطئون إذا كانوا ينتظرون إنني جئت بعصا سحرية لإخراج الفريق من وضعيته، فهذه مهمة المدرب، الرئيس، المسيرين وخاصة اللاعبين، علينا أن نتعاون جميعا لتحقيق الأهداف المسطرة تحدثت كذلك على الأنصار الذين من حقهم انتقاد الفريق، فهم اللاعب 12، وعليه يجب بذل الجهود اللازمة لإسعادهم ، وكنت واضحا مع اللاعبين ما ينتظرنا ليس بالأمر السهل وعلينا أن نتكاثف جميعا . *كيف ترى أول تجربة لك كمدرب رئيسي؟ جمعية الخروب ليس الفريق الأول الذي أشرفت عليه كمدرب رئيسي، سبق وان اشرفت على اولمبي العناصر لموسمين، ثم مساعدا لسعدان في وفاق سطيف أين أحرزنا على لقب البطولة وكأس العرب للأندية ، لدي فكرة عامة عن الوضع ، عندما كنت في الجهاز الفني للفريق الوطني مدة ثلاث سنوات ، كنت مكلفا بمتابعة اللاعبين المحليين والبطولة بصفة عامة .إشرافي على جمعية الخروب أرى فيه أنه تحد أكثر منه مغامرة، وأنا متأكد أن زاد الخبرة الذي كسبته في الفترة التي عملت فيها مع السيد سعدان واشكره بالمناسبة يمكنني من أن أقدم الإضافة المطلوبة لجمعية الخروب ولمساعدتها على الخروج من المنطقة الحمراء . *طلبت من لاعبيك أن يكونوا محترفين هل هذا ممكن في ظرف قصير؟ بكل صراحة الأمر صعب، كان من المفروض قبل المرور إلى الاحتراف تغيير العقليات.اللاعبون يعرفون جيدا أنني عملت في الفريق الوطني وكانت لي فرصة الاحتكاك بالمستوى العالي، في شهر جوان الفارط كان كابيلو على اليسار و أنا على اليمين، فاللاعبون يعرفون جيدا أنني في هذا المستوى، وعندما أتحدث عن الاحترافية في العمل فهم يعرفون جيدا ماذا اقصد، الاحتراف ليس مجرد كلام وإنما عقلية بالدرجة الأولى، حقيقة جمعية الخروب فريق محترف وله الهياكل التي تدل على ذلك، أن تكون محترفا حقيقة يحب تغيير الكثير من الأمور ولهذا ألح على احترام مواعيد إجراء التدريبات ، الزملاء ،المنافس، الأنصار والعاملين في الفريق، اللاعبون موظفون في جمعية الخروب لهم واجبات وحقوق . *هل ترى هدف البقاء ممكن تحقيقه؟ بكل تأكيد ن لو لم أكن واثقا بأنني قادر على تحقيق هذا الهدف لما قبلت بهذه المهمة، لدي سمعة يجب أن أدافع عنها. لدي فكرة واضحة عن جمعية الخروب من خلال حديثي مع المسيرين، ومتابعتي لملخصات مبارياتها في التلفزيون كما تابعت اللقاء أمام مولودية العلمة ،وأرى أن حظوظ الفريق كبيرة في ضمان البقاء، كل الأندية لها نفس المستوى . *لماذا جمعية الخروب بالذات، هل كان العرض الوحيد الذي تلقيته؟ لا. كانت لدي في السابق بعض العروض من أندية تنشط في الرابطة الأولى، في الوقت الذي كان لدي التزام مع السيد سعدان للسفر معه إلى اليمن طلبت من هذه الأندية منحي فرصة للتفكير، غير أنهم كانوا يبحثون عن مدرب في الحال ، كما أنني لم أكن مستعدا للعمل في الجزائر، وبعد أن قررنا عدم العمل في اليمن للأسباب التي يعرفها الجميع، اتصل بي كل من السيدين جفال وزفزاف وطلبا مساعدة الفريق وشرحوا وضعيته، طلبت منهم مهلة للتفكير، وكما أن المدرب تبيب كان على رأس الفريق، ارتأيت عدم الدخول معهما في مفاوضات، وعندما استقال تبيب الذي أحييه بالمناسبة، جددا هذا الثنائي العرض وأعطيت موافقتي . * لم تسلم من الانتقادات عندما كنت مساعدا لسعدان هل قبولك الإشراف على الخروب على انه فرصة لإثبات ذاتك؟ في بعض الأحيان الانتقادات مفيدة، فهي تزيد من قوة عزيمتك، كما أنها دليل على انك محل اهتمام من الغير، في أول ندوة صحفية للطاقم الفني عام 2007الجميع كان يتساءل من هو جلول إجابتي كانت في الميدان، حيث كنت من المساهمين في وصول الفريق الوطني لنصف نهائي كان أنغولا وكذا المشاركة في المونديال بعد 24 سنة من الغياب . *عندما استقلت من مهامك في الفريق الوطني، تداولت أخبار عن بقائك في محيط المنتخبات الوطنية بماذا تفسر هذه القطيعة؟ ليست هناك قطيعة، مازلت لدي علاقات جيدة مع الفاف وعلى رأسها الحاج محمد روراوة الذي تربطني به علاقات جيدة، لقد كان دائما إلى جانبي وشجعني، كما انه عرض عليها العمل في الاتحادية، غير أنني رفضت، كنت أريد الخروج من القوقعة، وخوض تجارب أخرى، لدي الحماس والرغبة في العمل خارج هذا الإطار. *كيف ترى الفريق الوطني بعد أن تحررت من واجب التحفظ؟ بكل صراحة عندما كنت في الفريق الوطني كنت مندمجا معه قلبا وقالبا، الآن مرتبط به بقلبي فقط لدي الكثير من الذكريات الجميلة معه، لقد بنينا هذا المنتخب تدريجيا ، عندما تولى السيد سعدان مقاليد العارضة الفنية للمنتخب لم يكن أحد يتصور أن نبلغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا والتأهل إلى المونديال، هناك علاقة وجدانية تربطني بالفريق الوطني، ويمكن وصفها بعلاقة الأب بإبنه، نحن نتابعه بقلبنا وروحنا هذا المنتخب الذي يمثل بلدنا وأتمنى له من كل قلبي تحقيق نتيجة إيجابية أمام المغرب والتأهل إلى الكان . *أعذرني هذه إجابة دبلوماسية وليست للتقني الذي يعرف جيدا بيت الخضر؟ بكل صراحة احترامي اتجاه زميلي بن شيخة وإلى الأشخاص الذين عملت معهم، يدفعني للقول أن لكل مدرب سياسيته وطريقة عمله الخاص به، الفريق الوطني يوجد على السكة والوضعية ليست كارثية ، هناك 12نقطة مازلت في المزاد كما قال الناخب الوطني ، ويجب الظفر بها ، يجب أن نثق في الطاقم الفني وفي اللاعبين وتشجيعهم وفي حالة الإخفاق عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم، ليس لي أن انتقد طريقة العمل إن كانت جيدة أو سيئة، وإنما على كل شخص تحمل مسؤولياته. *في 16مبارة الخضر لم يسجلوا سوى 7أهداف أين تكمن المشكلة؟ هناك العديد من الأسباب و بعض الأمور لم تكن تسير بالشكل المطلوب ،كنا نريد تجديد الفريق بصفة تدريجية ، حتى لا نؤثرعلى ميكانيزماته ولا نحدث شرخا داخله، عندما شاركنا في المونديال دعمنا التشكيلة ب7لاعبين شبان جدد، وهذا رقم ضخم، كما أن الإصابات والتغييرات التي حدثت في التشكيلة ، دفعنا ضريبتها وكان علينا إيجاد الحلول لهذه المعضلة وعندما كنا بصدد ذلك "المكتوب "حال دون مواصلتنا، الناخب الوطني على علم بهذه المشكلة وأظن انه مؤهل للبحث عن اللاعبين لفك هذه المعضلة. *هناك من يرى أن لقاء تنزانيا كان بمثابة نهاية صلاحية هذا المنتخب؟ هذا غير صحيح، لقاء تنزانيا جاء في الوقت غير المناسب. المدربون والتقنيون يعرفون جيدا أن سنة 2010 كانت حافلة بالمواعيد الهامة، نهائيات كأس أمم إفريقيا ثم المونديال، وهما منافستان ذات مستوى عال. اللاعبون لم يستفيدوا من الراحة، وهناك من التحق مؤخرا بالتحضيرات مع فريقه، في شهر أوت كنا ملتزمين بإجراء مباراة ودية وفق تواريخ الفيفا، بعدها حل شهر رمضان، لقاء تنزانيا جاء في التوقيت غير المناسب . هذه حقيقة وقف عليها التقنيون خلال مؤتمر الفيفا لتقييم مونديال جنوب إفريقيا، وهناك تفكير لتغيير مواعيد إجراء المباريات في هذه الفترة بالذات . *بماذا تفسر الصعوبات التي يجدها محترفونا في أنديتهم؟ هؤلاء اللاعبون هم ملك لأنديتهم، الفريق الوطني لا يستفيد منهم سوى وفق التواريخ المحددة من قبل الفيفا، مستوى اللاعب بصفة عامة غير مستقر، تارة في تصاعد وتارة أخرى في تقهقر، كما يجب أن نعترف أن للاعب الجزائري عقلية خاصة به، فهو لا يريد الجلوس على كرسي الاحتياط خاصة للذين لم يتكونوا في أندية أوروبية، على هؤلاء اللاعبين أن يجدوا حلا لمشاكلهم لأنه لا يحق لنا التدخل مع أنديتهم، كل اللاعبين في أوروبا لديهم مشاكل مع أنديتهم وليست حالة خاصة بالجزائريين، روبيري لديه مشاكل مع بيارن ميونيخ، بن زمية مع ريال مدريد والأمر ذاته مع اللاعبين التونسيين والمغاربة، على لاعبينا مضاعفة الجهد وبذل كل ما في وسعهم لضمان مكانتهم في فرقهم . *كيف تنظر لمباراة المغرب؟ كتقني أرى أن الفريق الوطني سيستعيد روحة الإنتصارية، خاصة في هذه المباراة ذات الطابع المحلي، ستكون توابل التحفيز حاضرة لمشاهدة الوجه الحقيقي للتشكيلة, وانتظر انتفاضة من اللاعبين، غير انه يجب حسن تسيير هذه الشحنة مع التحضير النفسي الجيد، لأن الأمر إذا زاد عن حده انقلب لضده وسنخسر كل شيء، أنا متأكد من أن الفريق الوطني سيحقق الفوز . *هل لديك إحساس بالتفاؤل بتأهل الخضر إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا؟ طالما مازلت هناك 4 مباريات و12نقطة في المزاد وعلينا حصدها علينا أن نتفاءل.