كادت حادثة شارلي إيبدو أن تتكرر في مدينة تكساس الأمريكية بذات السيناريو و نفس الطريقة ، بعد أن قام شخصان مسلحان كانا على متن سيارة بفتح النار أمام مركز إحتضن مسابقة لتشخيص النبي الكريم في رسومات كاريكاتورية ، نظمت بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير و بإشراف من منظمة أمريكية معادية للإسلام، التي صنفت هذه المسابقة ضمن خانة الدفاع عن حرية التعبير، ما أسفر عن إصابة شرطي بجروح ، فيما تم القضاء على الشخصين الذين نفذا الهجوم بعين المكان في تبادل إطلاق النار مع الشرطة الأمريكية . و أوضحت السلطات الأمريكية بحسب ما تناقلته وكالة الأنباء الفرنسية بأن رجلين كانا يستقلان سيارة اقتربا من مركز " كولويل سنتر كورتيس" التي تجرى فيه المسابقة بمدينة غارلاند بولاية تكساس حيث كانت تشارف على الإنتهاء و قاما بإطلاق النار خارج المركز الذي يستضيف حفلات التخرج و الموسيقى و كذا المناسبات الرياضية و المعارض التجارية،و أفادت الشرطة الأمريكية بأنه تم إخلاء المركز و كذا المتاجر المجاورة له، بعد أن تبين بأن السيارة التي كان يستقلها المهاجمان يشتبه في أنها كانت تحوي متفجرات، و تم استدعاء فريقا من خبراء المتفجرات للكشف عليها. و قد كان من بين منظمي هذا المعرض كميلا جيلر رئيسة جماعة " المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية " ، التي توصف بأنها جماعة كراهية ، حيث قامت برعاية حملة إعلانات مناهضة للإسلام في وسائل النقل في شتى أنحاء الولاياتالمتحدة، و كان من بين الحاضرين السياسي الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز ، الذي سارع فور وقوع الحادث إلى نشر تغريد له على التويتر، معتبرا بأنه اعتداء على حق الجميع في حرية التعبير، موضحا بأنه تحدث خلال المسابقة عن الرسوم الكاريكاتورية و حرية التعبير و الإسلام ، و هو في حالة صدمة جراء ما حدث ،مع العلم أنه ضمن قائمة الإغتيالات لدى تنظيم القاعدة ، و قد عرض منظمو هذا المعرض جائزة قيمتها عشرة آلاف دولار لأفضل عمل فني أو رسم كاريكاتيري يصور النبي محمد عليه الصلاة و السلام بالإضافة إلى 2500 دولار "جائزة اختيار الناس". من جهتما أثارت الحادثة حالة من الهلع و الرعب وسط المشاركين و المتواجدين بالمعرض حيث أعادت لأذهانهم ذكرى هجمات أو تهديدات سابقة في دول غربية أخرى ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد "صلعم "، خاصة حادثة شارلي إيبدو التي وقعت في جانفي الفارط ، عندما قام مسلحون بهجوم إنتقامي على مقر الصحيفة الساخرة التي قامت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي ، و هو ما خلف مقتل 12 شخصا و شكل حالة إستنفار قصوى بباريس خاصة بعد القيام بهجمات أخرى و احتجاز عدد من الرهائن بمركز تجاري . للإشارة فإن منظمة المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية معروفة بمعاداتها للإسلام و استفزازها لمشاعر المسلمين، كثيرا ما قامت بحملات معادية للإسلام و المسلمين، و من ذلك إطلاقها السنة الفارطة لحملة ضد الديانة الإسلامية من خلال ملصقات إشهارية بواشنطن حملت عنوان : " كراهية إسلامية مضادة لليهود، إن هذا في القرآن، ثلثا المساعدات الأمريكية تذهب للدول الإسلامية ، أوقفوا العنصرية و ضعوا حدا لكل المساعدات للدول الإسلامية ". و في سنة 2012 قامت بحملة إشهارية مماثلة في كل من نيويورك و سان فرانسيسكو ، دعت فيها إلى ما أسمته الاختيار بين الرجل المتمدن الذي هو في منظورها الإنسان اليهودي ، و " المتوحش" الذي يمثل في منظورها المسلم، و قالت في الحملة :"ساندوا إسرائيل حاربوا الجهاد" .