تلاميذ ينتقمون من العلم في مشاهد تتكرر مع نهاية كل موسم دراسي تتكرر مع نهاية كل موسم دراسي ظواهر مشينة، تتمثل في تمزيق الكتب و الكراريس أمام المؤسسات التربوية وعبر مختلف الشوارع الرئيسية للمدن، في مشاهد توحي بالانتقام وازدراء العلم و رجالاته . فبمجرد الانتهاء من الموسم الدراسي يتكرر نفس السيناريو، و يتبناه في العادة بعض التلاميذ المشاغبين وينساق وراءهم عدد كبير من زملائهم في مهمة لاستعراض العضلات، و اتهام كل من لا يقدم على مثل هذا السلوك بالخيانة ووصفهم بألقاب دنيئة ووضعهم في خانة الجبناء ،وهو تصرف يقول الطالب عيسي م من ثانوية أحمد عليلي بعين الدفلى،»يعكس الانتقام من الفشل الذي يلاحقهم بفعل نتائجهم المتدنية». يضيف زميله علي من نفس الثانوية:» من المفروض الاحتفال بنهاية سنة من الجد و العمل و المثابرة». وعليه تبقى مثل هذه التصرفات و السلوكات معزولة لدى فئة قليلة ولا يمكن تعميمها على جل تلاميذ المدرسة الجزائرية، لأن الكثير منهم ينكرون عليهم ذلك، ولا ينساقون وراء مثل هذه التصرفات التي توحي في الظاهر بالانتقام من العلم الذي هو نور يضيء العقول. يفسر من جهته مخالدي، تلميذ بمتوسطة ابن سينا بمدينة عين الدفلى، هذا السلوك بقلة التربية و الرعاية العائلية، لأن المسؤولية هي مسؤولية الأولياء في مراقبة سلوكات أبنائهم من جهة، وعدم الاطلاع على مضمون برامجهم الدراسية. هذا الفراغ يستغله هؤلاء التلاميذ في الفوضى و إحداث مثل هذا النوع من الشغب. و تأسفت إحدى السيدات على هذا التصرف بالقول لحظة وقوفها على هذا المشهد:» كنا في وقت الاستعمار نبحث عمن يعطينا دروسا، فكان آباؤنا يتنقلون إلى دول بعيدة لاكتساب المعارف و العلوم على غرار الزوايا القرآنية والمعاهد الكبرى بمصر وتونس فيدفعون أعباء و تكاليف ذلك.كان آنذاك طالب العلم يهاجر لسنوات طويلة ليعود إلى أرض الوطن لنشر ما تعلمه».تتوقف للحظات و تتابع حديثها قائلة:» اليوم أبناؤنا ينتقمون من العلم لصالح الجهل ،فمن الضروري الوقوف على هذه الأشياء لأن المستقبل بهذه الطريقة ليس في صالحهم» . هذه المظاهر والسلوكيات طرحناها عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بهدف تلقي ردود من ،مختلف جهات الوطن فكانت إجابة الأستاذ غزالي بوحجر كالتالي :»ليست المدرسة وحدها المسؤولة،إنما المجتمع الذي أصبح يزدري العلم وأهله و يكفر بالقيم التي تزرعها المؤسسات التربوية لأن كل شيء عندهم قوامه المادة والمعلم ما هو إلا رجل متخلف والمدرسة دار حضانة والعلم لا قيمة له، رغم ما يقوم به المخلصون من أبناء الأمة داخل المؤسسات إلا أنهم لم يجدوا المساعدة الأسرية والعائلية التي استقالت من مهمة التربية و التوجيه». فيما تأسف حمزة خليفة لما آلت إليه الوضعية التربوية ،كما تساءل زين العابدين مهيدي:» هل تحميل الأستاذ مسؤولية تدني المستوى دون الاعتراف بالأخطاء، كفيل بتحقيق مرامي وأهداف منظومتنا التربوية ؟». و أكد معمر من الشلف:» لابد من الوقوف عند ظاهرة توديع المدرسة عن طريق تمزيق الكراريس و الكتب و مسبباتها، للخروج بحلول للوضعية قبل أن تستفحل».