عدت إلى عالم الفن بعد 20 سنة من الإنقطاع بعد انقطاع دام أكثر من عشرين سنة عن الفن عادت الفنانة وهيبة حجي لأحضان هذا العالم الذي طالما أحبته ، وهي تشارك في العديد من الأعمال التلفزيونية و المسرح و السينما ، بعد أن أسندت لها المخرجة باية الهاشمي دورا في مسلسل " المكتوب " سنة 2001 ، و حققت لها أمنيتها في أن تصبح ممثلة محترفة كما أخبرتنا في هذا الحوار مع النصر. معترفة بأنها لا تشعر أبدا بالندم لأنها ضحت بالفن الذي يسري في دمها في فترة شبابها وذلك من أجل أن تتفرغ لتربية بناتها الأربعة ، لكونها حققت مع ذلك أحلامها و طموحاتها في الحياة، رغم دخولها المتأخر لعالم الفن و الذي سبقه النجاح و الرضا في حياتها العائلية مع بناتها اللاتي اختارت كل واحدة منهن طريقها في الحياة، خاصة لمياء زوبير الابنة الكبرى، التي احترفت التمثيل إلى جانب دراستها و عملها في السلك الدبلوماسي. كيف نجحت في قلب القاعدة المتعارف عليها بدخولك عالم التمثيل في سن متأخرة تشهد عادة أفول نجوم الفن ؟. - أولا أنا أؤمن بأن التمثيل أو الفن عموما ليس له عمر ، و أن الفنان بإمكانه العطاء في أي مرحلة من مراحل عمره إلى أن يفارق الحياة ، وبالنسبة لي الأمر كان مختلفا بعض الشيء ، فمنذ طفولتي كنت مولعة بالفن و كنت أمارس في صغري الرقص الكلاسيكي و البالي في فرقة الأستاذ بن أشنو للرقص الكلاسيكي ، و كنت عضوة في فريق"بالي كمال الشعب" بالجزائر العاصمة، و التي زرت من خلالها كافة التراب الوطني في جولات فنية إلى غاية سن السادسة أو السابعة و العشرين، حيث قررت حينها الزواج و الاستقرار ، و اخترت بعدها أن أتفرغ لأسرتي متخلية عن حلم التمثيل الذي لم أستطع تحقيقه في تلك الفترة . و منذ سنوات قليلة جاءتني فرصة ثانية لتحقيقه ، في مسلسل " المكتوب" ، حين كنت أرافق ابنتي لمياء زوبير إلى بلاطو التصوير لأنها كانت صغيرة في تلك الفترة و ليس لديها خبرة في المجال، و هناك تعرفت على المخرجة باية الهاشمي التي أخبرتني أنها بحاجة لممثلة تقوم بدور " أم" و عرضت علي المشاركة معهم في العمل، و كانت هذه هي أولى خطواتي لتحقيق حلم التمثيل الذي لم يفارقني للحظة طوال كل تلك السنوات لأنني أحمله في دمي . انحصرت أدوارك في أغلب الأعمال التي قدمتها خاصة في التلفزيون في دور الأم، كشخصيتك في مسلسل " المكتوب "، " المنارة " و مسلسل "رشيد القسنطيني"، هل يقع عليك الاختيار لأدائها بسبب السن أو الخبرة في هذا النوع من الشخصيات؟. - هذا صحيح، أغلب الأدوار التي أديتها في المسلسلات التلفزيونية كانت دور الأم ، فمعظم المخرجين الذين تعاملت معهم كانوا يرون فيّ الأنسب لذلك و طبعا السن هنا يلعب دورا كبيرا ، و لكنني كممثلة أستطيع آداء كل الأدوار التي يقترحها علي المخرج دون استثناء، و من حسن حظي أنني تعاملت مع وجوه فنية كبيرة و متألقة كالممثلة بهية راشدي ، فتيحة باربار و عايدة كشود اللاتي أصبحن صديقات مقربات لي فيما بعد ، و استفدت عن قرب من خبرتهن الواسعة في هذا المجال. رغم دخولك المتأخر لعالم الفن إلى أنك اقتحمت في السنوات القليلة التي عملت فيها كممثلة كل المجالات من تلفزيون و مسرح و سينما؟ - التمثيل فجرت فيه كل طاقاتي الفنية المختبئة وراء مشاعر الأمومة و الإحساس بالمسؤولية اتجاه أسرتي، و الحمد لله وفقت في الإبحار عميقا في هذا العالم السحري في كل ميادينه و أشكاله، و أعتبر نفسي جد محظوظة لأنه تسنى لي المشاركة في مسلسلات تلفزيونية عديدة بدءا " بالمكتوب" ، و" المنارة" مع المخرج بلقاسم حجاج ، " أحلام و أوهام " للمخرج سيد علي فطار ، مسلسل" موعد مع القدر"، " قلوب في صراع " مع المخرج نزيم قايدي ، و مسلسل "رشيد قسنطيني " مع المخرج بوعلام عيساوي و مؤخرا مسلسل " حسنى " مع نفس المخرج و الذي مثلت فيه لثاني مرة مع ابنتي و أديت أيضا دور أمها، بالإضافة إلى فيلم سينمائي مع المخرج محمد خاليدي و الذي يحمل عنوان " و الشمس تشرق أيضا " سنة 2009 . و فيلم تلفزيوني آخر بعنوان " الاتصال الهاتفي " مع المخرج و الممثل ياسين بوجبلين الذي يتوقع أن يبث قريبا في التلفزيون الجزائري و هو فيلم يستعرض بشكل جيد التقاليد العاصمية من عادات في اللباس و غيرها ، و في هذا الفيلم أخرج قليلا عن شخصية الأم المعتادة . ما هي مشاريعك الأخرى في مجال التمثيل و الفن؟ و هل تلقيت عروضا للمشاركة في أعمال لرمضان المقبل ؟ - نعم لدي عروض كثيرة، من بينها مسلسل رمضاني مع المخرج أحمد حفير الذي ننتظر فقط عودته من فرنسا للشروع في تصويره ، بالإضافة إلى مشاريع أخرى للمشاركة في أعمال مسرحية . و بصراحة أنا أتحرق للعودة لأحضان المسرح فبعد مشاركتي في مسرحية " البوقالة" رفقة نخبة من الفنانات الجزائريات كعايدة قشود ، فتيحة باربار و بهية راشدي و التي جسدت فيها شخصية امرأة عاصمية من القصبة من الطبقة الأرستقراطية، تذوقت لذة الوقوف على الركح و إمتاع الجمهور، و بعد الانتهاء من التدريبات و تقديم عرضها الشرفي شعرت بإحباط كبير لأنني سأغادر الخشبة التي أحببتها حتى النخاع. بعد أن حققت بعزيمة و إصرار كبيرين حلم التمثيل و ساهمت بشكل فعال في نجاح بناتك و تميزهن في الحياة كل حسب اختياراتها، ماهي أحلامك و طموحاتك الأخرى ؟ - أحلامي الآن هي كأحلام كل أم عادية ترغب في أن ترى ابنتها متزوجة و لديها أطفال يصنعون بهجتها من جديد ، أمنيتي الكبرى الآن هي أن أرى لمياء متزوجة لأنها أكبر شقيقاتها، و أن أراها أيضا نجمة ساطعة في مجال التمثيل و الفن لأنها تملك الموهبة و كل أدوات النجاح و خاصة أنها في مقتبل العمر و أنا أؤمن بقدرتها على الذهاب بعيدا . و فيما يتعلق بالمجال الفني أتمنى أن أحظى بالمزيد من العروض ، فالتمثيل أعادني سنوات إلى الوراء ، وأشعر الآن أنني أكثر قدرة على العطاء ، فالفن كلما تعطيه يعطيك هو أيضا بدوره.