قريفو : أحترم رأي بن غبريط ، وعليها أن تحترم القانون وجهت الأستاذة مليكة قريفو الأخصائية في علم النفس المدرسي واللغوي وصاحبة أول مدرسة خاصة في الجزائر، أمس إنتقادات شديدة للمنظومة التربوية الجزائرية ودعت إلى إعادة النظر فيها . وإبعاد ما وصفته بسيطرة نظرة الحزب الواحد على تسييرها وإعداد مناهجها . معربة في نفس الوقت عن رفضها القاطع لفكرة توحيد برامج الأقسام التحضيرية مع برامج المدارس القرآنية . و فضلت عدم الخوض في الجدل القائم حول توصية بن غبريط المتعلقة بإستعمال العامية في التدريس بالطور الإبتدائي. وإعتبرت قريفو، أن من بين أسباب إخفاق الإصلاح التربوي في تحقيق أهدافه المرسومة سيما خلال السنوات الأخيرة يتمثل في ‹›عدم تطبيق ما جاء في القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08 – 04 المؤرخ في 23 جانفي 2008، وقالت أنه ‹› في حال السكوت عن التجاوزات التي تتعرض لها المدرسة الجزائرية فإن الأمر قد يصل إلى ما لا تحمد عقباه . ودعت في هذا الصدد إلى ضرورة التخلي عن الطرق الكلاسيكية في التعليم التحضيري والتوجه بدل ‹› حبس التلاميذ قبل سن السابعة بين أربع جدران ‹› إلى تلقينهم التراث الثقافي والحضاري للبلاد وتلقينهم الشعر والقصة في فضاءات مفتوحة بعيدا عن جو الأقسام الخانق حتى تتحول المدرسة الجزائرية إلى قطب حضاري ‹›. من جهة أخرى أعربت صاحبة كتاب ‹› المدرسة الجزائرية من إبن باديس إلى بافلوف « خلال ندوة نقاش نظمتها يومية ‹› الحوار››، حول موضوع ‹› تدريس العامية في الإبتدائي والتحضيري›› عن معارضتها الشديدة لدمج كتب السنة الأولى إبتدائي السنة المقبلة في كتاب واحد ‹› . ودعت إلى الإقتداء بالتجربة الأوروبية في تدريس الناشئة بتلقينهم التراث الثقافي لبلدهم كالشعر والقصة عن طريق السمع ‹› وبدون كتاب ولا محفظة ‹› في فضاءات مفتوحة ومناسبة ، من حدائق عامة وهياكل متخصصة وعدم سجنهم بين أربعة جدران . إلى جانب تعليمهم اللغات الأجنبية المختلفة والموسيقى خلال السنوات الأولى لتفتيق مواهبهم وتشجيعهم على روح المبادرة. ودعت قريفو في هذا السياق إلى تحويل المدرسة إلى قطب حضاري . و أبدت معارضتها الشديدة لتقليص سن الدخول إلى التحضيري إلى 4 سنوات والإبتدائي إلى 5 سنوات . وطالبت في هذا الخصوص بترك الأطفال الصغار يستمتعون بطفولتهم إلى غاية سن التمدرس الذي حددته بسبع سنوات و›› عدم سرقة سنة من عمر كل طفل ‹›. وأسهبت قريفو في إنتقاد المدرسة الجزائرية منذ الإستقلال . وقالت أن المدرسة الجزائرية قد إختارت منذ البداية التدريس بلغة ‹› مخبرية ‹› فقيرة في فترة التعليم الإبتدائي بإستعمال مفردات قليلة ‹› مالك وزينة ، وهذا كأس ... وغير ذلك ووصفت لغة التدريس تلك بلغة الطبخ ‹› . وأثنت في المقابل على النظام التعليمي الفرنسي خلال فترة الإستعمار. وفي إجابتها على سؤال للنصر حول رد فعلها بخصوص الجدل القائم حول إقتراح وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط المتعلق بتدريس العامية في السنة الأولى والثانية إبتدائي ، قالت قريفو أنه من حق الوزيرة أن تكون لها آراؤها، ولكن طالبتها دائما بالعودة إلى القانون التوجيهي للتربية وعدم خرقه. كما دعت إلى تحرير المعلم من كل الضغوطات التي تعيق أداءه . مسجلة بأن كل القطاعات في البلاد تأثرت برياح التغيير إلا المدرسة الجزائرية. و حذرت من سيطرة أصحاب المصالح والنافذين على إصدار الكتب الخاصة بالسنة الأولى والثانية ابتدائي . لما لذلك من ‹›خطر›› في إدراج محتويات تجارية لا علاقة لها بالتراث الثقافي و الحضاري للبلاد والمنطقة العربية. على صعيد آخر إنتقدت السيدة قريفو الإتفاق المبرم بين قطاع التربية الوطنية وقطاع الشؤون الدينية والأوقاف ، القاضي بتوحيد البرنامج الدراسي لكل من الطور التحضيري والمدرسة القرآنية . مبدية رفضها ومعارضتها الشديدتين لفرض أي وصاية لقطاع التربية على المدارس القرآنية .