أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس وجود تنسيق جزائري - سعودي لغلق الطريق أمام الأفكار الخطيرة التي يمكن أن تخترق الحجاج الجزائريين أو غير الجزائريين، وأوضح عيسى في تصريح للصحافة على هامش اللقاء التكويني لأعضاء البعثة الجزائرية للحج في دار الإمام بالمحمدية ( العاصمة)، بأن تحصين الحجاج الجزائريين من الأفكار الخطيرة المتطرفة وجعلهم يتمسكون بالمرجعية الدينية الوطنية، يتم بالتنسيق مع السلطات السعودية وقال ‹› إن هذا ما وقع في الوقت التحضيري الثاني عندما التقيت بمعالي وزير الحج السعودي وتناولنا هذا الموضوع وأحسست أن المملكة العربية السعودية متأهبة لغلق الطريق أمام الأفكار الخطيرة التي يمكن أن تخترق الحجاج الجزائريين أو غير الجزائريين ‹›، مضيفا بأن هذا الجهد يضاف إليه جهدنا الذي نقوم به والذي يقع كما أضاف على عاتق المرشدين الدينيين وأعضاء هيئة الإفتاء التابعة للبعثة الجزائرية. وفي رده عن سؤال للنصر حول طبيعة الترتيبات التي تم اتخاذها لتحصين الحجاج الجزائريين من الأفكار الدخيلة والمتطرفة، ومن كل ما من شأنه أن يشكل خطرا على الحجاج، أكد الوزير بأن السلطات السعودية قد اتخذت احتياطاتها وأنها تعيش حالة تأهب لتحصين الحجاج ضد الأفكار الدخيلة وهو ما يمكن أن يحصن حجاجنا، وقال ‹›إن حجاجنا سوف يلاحظون الإجراءات الأمنية التي شهدوها في التسعينيات، ودعاهم لأن يتفاعلوا معها إيجابيا، مبرزا بأن البعثة الجزائرية في مستوى أن تتفاعل مع ما تقوم به السلطات السعودية وأن تعرف مواطن الخطر وزمن الخطر إن وجد وأن توجّه حجاجها من أجل أن يتجنبوا كل هذا ‹›. وأضاف محمد عيسى ‹› نعتقد أن أعداء الإسلام يسعون للتشويش على المسلمين دائما›› مضيفا، ‹› إن الفكرة الداعشية فكرة مصنوعة ومخابراتية صادرة من مخابر متخصصة لنقل الخوف الذي كان يبثه المسلمون بقوتهم وبعنفوانهم وبإيمانهم في أعدائهم ويريدون أن يحولوه لإخافتنا نحن المسلمين››، مؤكدا بذات المناسبة أن الخارجية الجزائرية متفاعلة مع العمل العام الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، وقال ‹› وإذا كان هناك خطر حقيقي فسوف نشعر به وسوف نتخذ الإجراءات اللازمة اتجاهه ‹› ، مشددا على ضرورة ارتباط الحجاج الجزائريين ببعثتهم وعدم اللجوء إلى طلب الفتوى أو الإرشادات والتوجيهات من خارجها والالتزام في ذلك باستشارة المرشدين الدينيين ( مرشد واحد لكل 250 حاج) وأعضاء هيئة الإفتاء الجزائرية ( 17 عضوا ). كما دعا المرشدين الدينيين وأعضاء هيئة الإفتاء إلى عقد لقاءات يومية بالحجاج الجزائريين وتعليمهم المناسك وتفسير التناقض الذي قد يصادفوه في الميدان وهذا ما يحصنهم. من جهة أخرى توعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بمحاسبة ومعاقبة كل عضو يقصر في أداء مهامه أثناء موسم الحج ولا يقوم بواجبه، داعيا أعضاء البعثة وعددهم 800 عضو إلى عدم التقصير في أداء واجبهم نحو الحجاج الجزائريين وتمكينهم من أداء فريضة الحج في ظروف حسنة. وأكد عيسى بأن ‹›كل تقصير في أداء المهمة سيعرض صورة الجزائر إلى التشويه وهو أمر لا نقبله بالنظر إلى الجهود التي تبذلها الدولة لإنجاح موسم الحج»، وقال ‹› لن يتم التسامح مع كل من يقوم بتخريب عمل البعثة وبث الشوشرة بين أعضائها ويسيء إلى صورة الجزائر وعقوبته كبيرة جدا››، مبرزا بأنه ولتفادي نقائص السنوات الماضية خلال تأطير الحجاج الجزائريين، فإن كل رحلة سيرافقها أربعة مؤطرين، اثنان من الحماية المدنية وطبيب ومرشد ديني، مشيرا إلى أن تجسيد الاتصالات وتبادل المعلومات بين الطرفين سيكون انطلاقا من المطار، إلى جانب تخصيص وحدة لمراقبة ومتابعة عمل أعضاء البعثة. بيع تأشيرات الحج في السوق السوداء إشاعة لا أساس لها من الصحة وفي رده عن سؤال آخر عما يتردد عن بيع تأشيرات الحج في السوق الموازية، نفى وزير الشؤون الدينية ذلك وقال بأنه لا يمكن لأحد ‹› لا في واد كنيس ولا في غيره ‹› الحصول على تأشيرة الحج، مؤكدا بأن الحجاج الذين يحوزون على جواز سفر بيومتري وتوجد أسماؤهم على قائمة الحجاج الجزائريين المسجلين لموسم هذا العام وعددهم 28 ألفا و800 حاج، والمسجلون على قائمة إسكان الحجاج بالبقاع المقدسة هم فقط الذين بإمكانهم الحصول على التأشيرة من المصالح القنصلية السعودية بالجزائر. وفي سياق منفصل أكد الوزير بأن مطالب الأئمة مشروعة، إلا أن الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد لا يسمح بالتكفل بها، كما نفى أن تكون دائرته الوزارية قد أعطت تعليمات للأئمة لإبداء اعتراضهم على استعمال العامية في التدريس، مؤكدا بأن الحكومة لم تتبن هذا التوجه كونه مجرد توصية صدرت خلال الجلسات الوطنية الأخيرة للتربية.