حطمت السيول الجارفة لوادي بئر الطويل مساء الأربعاء الماضي جزءا من سور المقبرة التي بنيت في ثمانينيات القرن الماضي، كما أتت المياه المتدفقة القادمة من هذا المجرى على جزء من المقبرة القديمة المتواجدة هي الأخرى بمحاذاة الوادي. واستطاعت السيول الهادرة المنحدرة من مرتفعات العرعور والطباقة، تجاوز الحاجز الترابي الذي وضع لحماية المقبرة والوصول إلى سورها وإلحاق أضرار كبيرة به، وبذلك صارت هذه المقبرة على مرمى حجر من السيول. ويخشى السكان أن يكون مصير أهاليهم كمصير آبائهم وأجدادهم المدفونين في المقبرة المجاورة، إذ لا يحتاج العثور على الهياكل العظمية وبقايا القبور بذل أي مجهود في ما يخص المقبرة القديمة، بحيث يتراءى للعيان وللمار بها من بعيد بقايا العظام وأشلاء الموتى بعدما استباحت السيول مرقدهم الأخير. ويأمل البعض من ساكني الجهة من السلطات أخذ تحذيراتهم مأخذ الجد والعمل على برمجة زيارة للمنطقة، للوقوف على حجم المأساة وحماية هؤلاء الذين مروا من هنا، كما يناشد آخرون والي الولاية الجديد برمجة زيارة للجهة للمعاينة الوضعية وإتخاذ القرار المناسب والإستعجالي الكفيل بغلق هذا الملف نهائيا، واستغرب البعض عدم تحرك السلطات لحماية المقبرتين التي تعود إحداها إلى ما قبل القرن التاسع عشر، وتضم أطياف من ساكني المناطق المجاورة، ولم لا برمجة عملية استعجالية في إطار حق الأموات على الأحياء لمقارعة السيول، وفي الوقت ذاته التحرك لتعديل مجرى مياه الوادي على أمل التقليل من قوته بالقرب من المقبرتين . تجدر الإشارة إلى أن أمطارا طوفانية كانت قد شهدتها بلدية الشريعة الأسبوع الماضي، وقد عجزت البالوعات على إمتصاص المياه التي غمرت عدة شوارع ودخلت لعدد من البيوت. وفي سياق متصل قام مساء الخميس المنصرم مواطنو حي ناجي ناجي بالشريعة ، بغلق الطرق الشريعة الضلعة على خلفية إنسداد قنوات الصرف الحي وحدوث فيضانات وتسربات للمياه بمساكنهم، ودعوا بالمناسبة إلى التحرك لمعالجة هذا الإشكال الذي بات مصدر قلق للسكان، وانتقل نائب رئيس البلدية لعين المكان للوقوف على هذا وضعية هؤلاء والتعرف على انشغالات السكان لتدارسها وإيجاد الحلول لها.