المشاريع الملغاة سببها إعادة ترتيب الأولويات و ليس الأزمة دفع مستحقات استعمال السيار لن يكون قبل إنجاز الهياكل المناسبة أكد وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي، أول أمس، أن دائرته الوزارية تواصل المجهود التنموي رغم تراجع أسعار النفط، وذلك بترشيد نفقات المشاريع و التحكم أكثر في التسيير، معلنا عن إعادة ترتيب الأولويات، وبالتالي إلغاء وتأجيل بعض المشاريع التي ليست أولوية ولم تنطلق أشغالها، وتوجيه أغلفتها المالية نحو مشاريع أخرى أكثر أهمية وأولوية بالنسبة للصالح العام دون المساس بأهداف القطاع مع صرامة أكبر في التسيير، نافيا في نفس السياق، أن تكون هذه الإجراءات قد مسّت مشروع الطريق السيار للهضاب، الذي انطلقت الدراسات الخاصة بعدة مقاطع منه، منها الشطر الرابط بين تيارت وباتنة، وباتنة مع تبسة وكذا الشطر الرابط بين خنشلة وباتنة أين تتواجد مؤسسة كوسيدار تترقب إنطلاق الأشغال.وأعلن الوزير لدى وقوفه على مشاريع قطاعه بوهران، عن قرب الإنتهاء من أشغال إنجاز هياكل ومرافق تسمح بالشروع في عملية دفع مستحقات استعمال الطريق السيار، حيث توفر هذه المرافق المزودة بكاميرات مراقبة، إضافة لأماكن مرور السيارات من أجل الدفع، خدمات أخرى منها خدمات الهاتف وخدمات مختلفة بإمكانها مساعدة مستعملي الطريق السيار. وأضاف الوزير، أن الموارد المالية الناجمة عن مداخيل دفع هذه المستحقات، ستوجّه لتسديد جزء من ديون إنجاز الطريق السيار الذي نصف تكلفته المالية لا زال عبارة عن ديون لدى البنوك، وجزء آخر من هذه المداخيل سيخصص لصيانته. وأفاد عبد القادر والي، أن أولوية الوزارة في الوقت الحالي، هي الإنتهاء بصفة استعجالية من كل الورشات المتواجدة عبر الطريق السيار، من حيث معالجة مشاكل التنظيم ومرافقة المقاولات الأجنبية وغيرها من الأوضاع التي بدأ التكفل بها، منها دعم الورشات ببعض مواد الإنجاز، وفي هذا الصدد، أعطى الوزير أمثلة عن المقاطع التي تم استلامها، منها الشطر الرابط بين برج بوعريريج والبويرة، وكذا مقطع بين البليدة والعفرون وغيرها من النقاط التي تمت معالجة المشاكل التي كانت تعيق فتحها. وفيما يتعلق بمؤسسة كوجال، أكد الوزير أن المفاوضات مستمرة مع هذا المتعامل لتسوية الإشكالات العالقة وعلى رأسها الخلل الذي شهده نفق جبل الوحش، حيث عقد الوزير 4 جلسات مع مسؤولي كوجال منذ تنصيبه على رأس القطاع، مشيرا أنه مهما استدعت الظروف يجب الإسراع في تفعيل الأشغال المتبقية من الطريق السيار في شطره بين قسنطينة والذرعان لغاية الحدود التونسية، بينما سيتم حسب الوزير دائما فتح الطريق الإجتنابي بين قسنطينة وسكيكدة قبل نهاية سبتمبر الجاري.وعلى صعيد آخر، أعطى وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي أول أمس من وهران، إشارة إنطلاق تشغيل أولى وحدات المراقبة والتدخل عبر الطرق وهي وحدات متنقلة تتكفل بصيانة الشبكات الطرقية، وذلك عن طريق المراقبة الدائمة والتدخل الفوري والإستعجالي لإصلاح الأعطاب حسب الإمكانيات المتوفرة لديها، وفي حال كان الخلل يتجاوز هذه الإمكانيات فتقوم الوحدة المعنية بإعلام مديرية الأشغال العمومية التي تتكفل بالمهام. كما كشف عبد القادر والي عن مشروع لضم الوكالة الوطنية لتسيير الطريق السيار ووكالة إنجاز الطريق السيار، في مؤسسة واحدة تسمح بتكامل المهمتين، حيث تم لحد الآن إنشاء 370 وحدة وطنيا منها 12 وحدة بوهران. وقال الوزير أن الصيانة هي المبدأ الأساسي للأشغال العمومية وليست الإستثناء لأن الطرقات هي مرفق عام يجب التكفل به وصيانته من أجل تأمين حركة المرور للمواطنين خاصة السائقين، مشيرا إلى أنه منذ 1999 أنشأت الجزائر 23 ألف كم من الشبكة الطرقية بما فيها الطريق السيار شرق غرب، وبالصيانة المستمرة تتم المحافظة على ديمومة هذه الشبكة. على صعيد آخر، أوضح المتحدث أن إجراءات دفع مبلغ الضمان قبل الحصول على رخصة الشروع في أشغال معينة من طرف أية مؤسسة على مستوى الطرقات، يسمح للبلدية بالتكفل بكل مخلفات الحفر والردم التي لا ينجزها المقاول كي تعود الطريق لوضعها العادي، وفي حال أنهى المقاول الأشغال يرجع له مبلغ الضمان.وفي ختام زيارته لقطاعه لوهران،أعلن وزير الأشغال العمومية عن مشروع إنشاء متحف خاص يحفظ الإنجازات المحققة في مجال الأشغال العمومية، مشيرا في كلامه إلى أنه تم الشروع في التحضيرات لإنشاء هذا المتحف بالجزائر العاصمة، وسيكون هذا الفضاء حسب الوزير شاهدا على تاريخ ومسار تطور قطاع الأشغال العمومية بالجزائر منذ استرجاعها سيادتها الوطنية، خاصة المكاسب التي تحققت منذ تولي رئيس الجمهورية سدة الحكم والمتمثلة في إنجاز 23 ألف كم وتطوير تقنيات الإنجاز والصيانة وتكوين اليد العاملة. هوارية ب