انطلاق الأيام المسرحية لعميد الكوميديا الاجتماعية محمد توري بالبليدة انطلقت مساء أمس بالمركز الثقافي بونعامة الجيلالي بمدينة البليدة، الأيام المسرحية لعميد الكوميديا الاجتماعية محمد توري، و قد افتتحت التظاهرة بندوة حول حياة الفنان محمد توري والمسرح ،إبان الثورة التحريرية وجذور الحركة الوطنية المسرحية بالبليدة. حسب مصدر من مديرية الثقافة، فإن التظاهرة التي تتواصل إلى غاية مساء الجمعة القادم ،تتضمن عدة عروض مسرحية منها مسرحية «بدون تأشيرة» للتعاونية الثقافية فن الخشبة بسيدي بلعباس، وعرض مسرحي آخر بعنوان «المشعوذ «لتعاونية بذور الفن بتيزي وزو، بالإضافة إلى مسرحية» ليلة القبض على جحا» للجمعية الثقافية بن شنب للمسرح والموسيقى بالمدية، على أن تختتم التظاهرة الثقافية بتكريم عائلة الفنان وعرض مسرحي بعنوان «أنا نية «لجمعية المسرح لمدينة فوكة بتيبازة. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان محمد توري من مواليد 1914 بالبليدة، وفي سنة 1933 انخرط في جمعية الموسيقى والتمثيل بعد تجربته مع جمعية الأمل الكشفية، وأسس المرحوم أول فرقة تمثيلية بالبليدة أنتجت العديد من السكاتشات والمسرحيات منها «مصائب الفقير» من تأليف موسى خداوي، كما كتب الفنان توري أول مسرحياته باللغة العربية الفصحى، ونظرا لتفشي الأمية في الأوساط الشعبية رجع إلى العامية فكتب مسرحية « الكيلو» باللهجة الدارجة، وتعد هذه المسرحية من الأعمال التي زادت في شهرة توري وعرضت في كل من الجزائر، وهران، وقسنطينة ونالت إعجاب الجمهور، كما اتبعها توري بتأليف عدة مسرحيات اجتماعية أخرى مثل «زعيط معيط نقاز الحيط»و « دبكة ودبك»و « بوحدبة» وغيرها، وفي سنة 1947 انضم توري إلى فرقة المسرح العربي بقاعة الأبرا بالعاصمة التي كان يرأسها بشطارزي إلى جانب عدد من الفنانين أمثال مصطفى كاتب، جلول باش جراح، علال محب، رويشد، واشتهر توري بقدرته التمثيلية وأسلوبه الهزلي، وإلى جانب المسرح قام توري بالعديد من الأدوار في الأفلام السينمائية منها « معروف الاسكافي» الذي صور في الأربعينيات بالمغرب، وفي سنة 1956 اعتقل من طرف السلطات الفرنسية لمواقفه الوطنية وعذب بسجن سركاجي، وانتقل توري إلى الرفيق الأعلى في سنة 1959 بعد مرض عضال وعمره لا يتجاوز 45 سنة، ورغم رحيله في سن مبكرة إلا أنه ترك ثروة فنية متنوعة تتمثل في العشرات من الأغاني الفكاهية والمسرحيات والتمثيليات القصيرة .